الوفـد العـربي يبـدأ مهمته في لبنـان

بدأ الوفد الوزاري العربي مهمته في لبنان أمس وسط تأكيد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى التزام الجامعة بمسؤوليتها تجاه حل الأزمة السياسية وعدم التخلي عن لبنان والعمل على لقاء كافة المسؤولين والفرقاء، مشيرا الى ان المحادثات لن تقتصر على ملف واحد، ذلك ان المشكلة اللبنانية بها ملفات كثيرة متداخلة ومعقدة· وقال موسى للصحافيين في بيروت ان الرياح التي تعصف على لبنان خطيرة والظروف صعبة، ولكن مهما كانت الصعوبات يمكن للبنانيين ان يتفقوا، واضاف ''لا يوجد نية حاليا للتوجه الى سوريا وان مهمة الوفد مدعومة كليا من العرب ومن المجتمع الدولي''· لكنه اضاف انه ليس هناك من حلول سحرية والوفد يتفاعل مع الامور وسيحاول علاجها ويأمل النجاح وهو مؤمن بأنه ليس هناك اي شيء مستحيل ولكنه لا يحمل عصاً سحرية، وقال ''لا شك في ان اللبنانيين يمتلكون الكثير من عناصر الحل ولكن هل سيسمح ويتاح للبنان وللبنانيين القدرة ولو نسبيا في ان يتخذوا قراراً يساعدهم على التقدم نحو الحل في ظل التأثيرات الاقليمية والدولية''· وامل ان تكون العقبة التي حالت سابقاً دون الحل قد انتهت بإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لكنه قال ''مع ذلك نخشى من انفجار الوضع الذي بدأت ظواهره السلبية ومن هنا على لبنان واللبنانيين وعلى العرب ان يساعدوا على حمايته من هذه الرياح الخطيرة''· وأوضح موسى الذي التقى والوفد مساء رئيس البرلمان نبيه بري ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبعدها رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط ان الوفد العربي لا يحمل مبادرة معينة ومحددة في سطور وكلمات ولم يأت لوساطة كون لبنان هو جزء من العرب، وقال ''نحن نريد المصلحة اللبنانية وقد أتينا لخدمة لبنان ككل··لا نستطيع إعطاء نتائج ونأمل في التوصل الى الحلول المرجوة اللازمة''· ويواصل الوفد لقاءاته اليوم بزيارة الرئيس اميل لحود ثم قيادة الجيش اللبناني وبعد ذلك يلتقي رئيس ''كتلة المستقبل'' النائب سعد الحريري ويعقد لقاءات مفتوحة بعد الظهر مع قياديي ''حزب الله'' على ان يستكمل لقاءاته غداً الخميس بزيارة دار الفتوى ثم رئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون وبعدها البطريرك الماروني نصرالله صفير والرئيس الاسبق أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية سمير جعجع· وحول امكانية اعادة طرح مبادرة الجامعة لحل الأزمة، قال موسى ان المبادرة تم بلورتها في ديسمبر الماضي وحدثت بعدها تطورات كثيرة جدا، والموقف الآن متطور عما كان في ديسمبر، ولذلك فإن المبادرة في ذاتها يجب أن تتطور للتعامل مع المستجدات· مؤكدا ان الوفد سيجري اتصالات مع اطراف دولية وعربية واقليمية للمساعدة ايضا في حل الازمة· وقال ''الكل خائف مما حصل وما يمكن ان يحصل، ولذلك هناك استشعار للخطر المحدق بلبنان·· لن نركز في مهمتنا على البعد الداخلي للأزمة بل سنبادر الى الاتصال بالجهات الدولية والعربية والاقليمية''· مشددا على ان قرار الجامعة واضح بانها لن تتخلى عن لبنان وستحاول المساعدة بكل ما تملك من امكانات· وكان لافتاً ان زعيم الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري نعى مهمة الوفد قبل ان تبدأ، وقال ''ان حكومة السنيورة شرعية ولا مجال لتعديلها او استبدالها وهي صارت مع المحكمة الدولية وراء فريق 14 مارس وباتت الاولية لضبط الحدود مع سوريا ووقف تدخلها في لبنان الذي أجهض كل المبادرات ومساعي التسوية''· ورأى الحريري ان تبني الجامعة حل مشكلة لبنان المزمنة مع النظام السوري للمرة الاولى في تاريخ الازمة هو انجاز بحد ذاته، وقال في حديث نشرته صحيفة ''النهار'' ان الاولوية هي لمعالجة التدخل السوري لأن الحوار الداخلي يأتي طبيعيا بعد ذلك''، واضاف ''ان مجرد وقف تدخل النظام السوري سيؤدي الى استئناف الحوار''، معبرا عن ثقته الكاملة بأن الوفد العربي سيتوصل الى وضع حد لما وصفه بـ''التدخل الارهابي السوري في لبنان'' وسيضع تصورا جديا لوقف كل تدخلات هذا النظام الرامية الى زعزعة الاستقرار خصوصا أن المهمة التي حددها وزراء الخارجية العرب واضحة لجهة ضبط الحدود ووقف تسرب السلاح والارهابيين· وفي المقابل أكد لحود على ضرورة ان يصار فوراً الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وقال ''ان فريق الاكثرية يتمسك بحكومة السنيورة لانه يعرف انه بوجود الثلث الضامن للمعارضة لا يمكنه ان يبيع الوطن''· وعلمت ''الاتحاد'' من قطب بارز في المعارضة ان لحود يجري مشاورات مكثفة مع ''قوى 8 مارس'' المعارضة حول الخطوات الضرورية في حال فشل الوفد العربي في مهمته ومنها امكانية تشكيل حكومة ثانية في مهلة أقصاها 15 يوليو المقبل· الى ذلك، افادت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان باريس تواصل مشاوراتها لتحديد موعد لعقد اجتماع للقوى اللبنانية كان مقررا ان يجري في محيط باريس، غير انها لم تتخذ اي قرار بهذا الصدد حتى الآن·