موجة خضراء تجتاح صناعة السيارات العالمية

تشهد صناعة السيارات مرحلة تغيّر حاسمة لا تقتصر على تحسين الشروط البيئية للتشغيل فحسب، بل تستهدف أيضاً تثوير الأشكال والتصاميم الهيكلية· وأصبح تعبير (السيارة الخضراء) شائعاً في قاموس هذه الصناعة بسبب الهلع الذي يعمّ العالم من مشكلة تزايد نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو والارتفاع التدريجي في درجة حرارته· وبدأت تظهر الطلائع الأولى لموجة من السيارات الجديدة التي تمتلك حظوظاً أكبر للفوز برضى المدافعين عن البيئة· ومن أمثلة ذلك شركة جنرال موتورز الأميركية، التي ما زالت تتربع على عرش صناعة السيارات في العالم، أعلنت مؤخراً عن ابتكار سلسلة من محركات الديزل النظيفة والسيارات الجديدة التي تجمع بين الجرأة الكبيرة في التصميم والفعالية العالية في حرق الوقود· وعرضت في هذا الإطار نسخة تصوّرية لسيارة من فئة (السوبرهاتشباك) من طراز (فوكسهول) وصفتها بأنها الأكثر فعالية في حرق الوقود من كل السيارات التي صنعتها من قبل· وتطلق 130 جراماً من غاز ثاني أوكسيد الكربون في الكيلومتر الواحد في الوقت الذي تعاني فيه شركات تصنيع السيارات الأوروبية من احتمال عدم توصلها إلى مستوى الفعالية في حرق الوقود الذي تحدده القوانين الأوروبية التي ينتظر البدء بتطبيقها العام المقبل· وأعلنت شركة فورد أيضاً عن أن خبراءها ومصمميها منشغلون الآن ببناء سلسلة من (سيارات المدينة) التي تتميز بانخفاض معدل إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى 80 جراماً في كل كيلومتر· وتجمع سيارات فورد الجديدة بين خفّة الوزن والفعالية العالية لمحركاتها ذات السعات الحجمية القليلة· ومعظم هذه الطرز المنتظرة تعمل بتقنية الشحن التوربيني لزيت الديزل· ويعمل الخبراء الآن على تطوير سلسلة جديدة تماماً من المحركات بحيث يكون كل منها مجهزاً بشاحن صغير لزيت الديزل (المازوت) يتميز بالقوة العالية على الضخ في الأسطوانات من أجل التعويض عن نقص السعة وصغر الحجم· وتوحي النشاطات المكثفة التي تشهدها مراكز بحوث تطوير محركات الديزل الخاصة بالسيارات بأن عصر ازدهار (البنزين) أشرف على الأفول· ويتوقع تقرير كتبه خبير السيارات بينجت هالفيرسون في موقع (ذي كار كونيكشن دوت كوم) أن يشهد عام 2010 ظهور أجيال جديدة من سيارات الديزل النظيفة في الولايات المتحدة بعد أن غزت أوروبا· وتعمل شركة جنرال موتورز الآن على بناء مصنع جديد لمحركات الديزل المتطورة في نيويورك ينتظر أن يبدأ الإنتاج عام ·2009 وتبلغ سعة أحد محركات الديزل الجديدة 4,5 لتر وسوف يحمل اسم (ديوراماكس) وينتظر أن يولّد زخماً عالياً جداً من الطاقة الميكانيكية وعزوم التدوير· وتقول مصادر جنرال موتورز أن المحرك الجديد سوف يرفع كفاءة محركات الديزل بمعدل 25% كما سيؤدي إلى تخفيض انطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون 13% وسيقلل من انبعاث أوكسيد الآزوت 90% على الأقل· وأما من حيث الأبعاد الهندسية، فسوف يكون حجم المحرك الجديد مشابهاً لحجم المحرك الذي يحرق البنزين والذي يتألف من 8 أسطوانات مرتبة في صفين والذي تستخدمه جنرال موتورز في العديد من طرز السيارات التي تصنعها· وتبلغ قيمة الطاقة الميكانيكية العظمى للمحرك (ديوراماكس) 310 أحصنة ويمكنه توليد عزوم تدوير تبلغ قيمتها العظمى 520 باوند قدم· وتخطط الشركة لاستخدام المحرك في الشاحنات الخفيفة (البيك آب) التي تنتجها مثل شيفروليه سيلفيرادو بالإضافة لسيارة اقتحام الطرق الوعرة (هامر إتش2)· --------------------