الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمار العطار: وضعت مفهوم «حركة الأفكار» في خدمة التراث المحلي

عمار العطار: وضعت مفهوم «حركة الأفكار» في خدمة التراث المحلي
24 ديسمبر 2011 20:10
يطرح معرض “تعابير إماراتية 2011” في دورته الثانية، التي تنظمها شركة التطوير والاستثمار السياحي، والذي تم افتتاحه في أكتوبر الماضي، وتتواصل برامجه حتى 28 يناير المقبل، مجموعة من صور فنانين إماراتيين، من بينهم عمار العطار، تلك الصور التي هي نتاج ورشة عمل دامت أربعة أشهر، وأقيمت تحت الإشراف الفني للمصور العالمي ستيفن شور. ويهدف معرض “تعابير إماراتية 2011”، الذي شارك فيه عشرة فنانين إماراتيين، من بينهم عمار العطار، ممن يعملون في مجال التصوير الفوتوغرافي، إلى تعزيز مكانة الفنانين الإماراتيين من خلال التركيز عليهم من قبل مؤسسات المنطقة الثقافية في السعديات، ورعاية ودعم مواهبهم عبر التفاعل النشط والمستمر مع خبراء الفن من جميع أنحاء العالم. شارك عمار العطار بمجموعة من الصور التقطها من محيطه، وتعبر عن الأحداث اليومية، واختار لها عنوان “صور من حياتي اليومية”. إلى ذلك، يقول العطار إن هذه الصور هي نتاج توجيه ستيفن شور، وتنبع من صميم إيمانه بأن المصور يجب أن يطرح أفكارا تجذب القراء، ويواصل بحثه في إطار يقرأ الواقع ولا يلغي جماليته، والأهم أن يحمل العمل رسالة للمتلقي. ومن هذا المنطلق، انطلق العطار في البحث عن الصورة التي تثير المتلقي تطبيقا لهدف هذه الدورة من “تعابير إماراتية”، حيث تم التركيز على مفهوم “حركة الأفكار”، خاصة فيما يتعلق بالتراث الثقافي الإماراتي، إذ ترجمت هذه الأفكار من خلال هذا المعرض، الذي يشمل الصور الفوتوغرافية التي أبدعها فنانون إماراتيون ومصورون عالميون تمت دعوتهم خصيصاً للعمل مع الفنانين هنا لتجسيد تعبير إماراتي ذي طابع عالمي. ويوضح العطار أن مشاركته في معرض “تعابير إماراتية”، الذي يقام في منارة السعديات، شكل إضافة معرفية بالنسبة له، ويضيف “مشاركتي هي نتاج الورشة الفنية التعليمية التي كانت تحت إشراف الفنان ستيفن شور، والتي دامت 4 أشهر قبل انطلاق المعرض، حيث كنا نجتمع في الشهر مرة واحدة، ونقدم مجموعة من الصور، مبنية على توجيهات وملاحظات شور، الذي عملنا كيف يجب على المصور الفني أن يعمل على التقاط الأفكار والرؤية، إذ يعتبر شور أن المصور هو المرسل للحقائق التي من شأنها التأثير على الطريقة الجديدة، لفهم واقع مختلف، وذلك لتشكيل هوية إماراتية فنية، وهكذا فإنه استطاع أن يجعلنا نجسد عالمنا وأفكارنا وواقعنا ومخاوفنا أيضا من خلال الصور، ولم يعتمد شور كثيرا على توضيح التقنيات وآليات الصورة بقدر اعتماده على الأفكار والرسالة، وكان يقول “أكتب يومياتك من خلال الصورة، وأرسل رسائل للآخر عن الأشياء التي قد لا يوليها عناية ولا ينتبه لها، لكن إذا تم التطرق لها فنيا ستجذبه وتخلق عنده نوعا من الناقش والتساؤل”. ?العملية الفنية يلفت العطار إلى أن التدريبات التي تلقوها من طرف شور، كانت تركز على ضرورة إقامة معرض يقوم على مفهوم وفكرة العملية الفنية، وليس على المنتج النهائي، فالمعرض يركز على العملية الفنية بحد ذاتها. ويضيف “قال ستيفن شور خلال هذه الورشات إنه يقوم بمساعدة الفنانين على إيجاد أسلوبهم الخاص في التعبير عن مسارهم الفني”. ويتابع “كنا نركز على تصوير الأحداث اليومية وما يعيشه الناس خلال يومهم العادي وسير حياتهم، وكأننا نكتب ما نراه ونمر عليه كل حين، بحيث أذكر يوما أن المدرب قال لنا يجب أن نلفت انتباه المتلقي، ونبعث رسائل من خلال الصورة التي التقطناها”، لافتا إلى أن مشاركته في المعرض تشمل مجموعة صور من الواقع اليومي التي يمكن ألا يلتفت لها البعض خلال سيرهم في الحياة. وعن المعارض، التي شارك فيه العطار بعيدا على تعابير إماراتية فقال عنها: أقمت معرضا خاصا بي تحت عنوان أقيموا الصلاة” ويعتبر معرض أقيموا الصلاة أول معرض شخصي بالنسبة لي، ويدخل ضمن المعارض الذي نظمتها إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في إطار معرض “نقش ورقش”، وهو معرض يحمل الكثير من الإيحاءات والمعاني الروحانية، وتظهر علاقة الفرد بربه، كما شارك العطار صور جوالة والذي أقيم بالتعاون بين مرايا القصبة ومتحف بنيالي اليونان، وأقيم في القصبة، ثم في اليونان كما شارك أيضا في معرض “آراء جاليـري” في دبي. ويلفت العطار إلى أنه سبق وفاز بجائزتين.ويوضح “حصلت على جائزة من خلال مشاركة في مهرجان صيف دبي 2007، وفي سنة 2008 حصلت على جائزة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عن جمال الخيل في أبوظبي، كما شاركت في العديد من المعارض”. التصوير التوثيقي عن علاقته بالصورة وعن سر بداياته الأولى، وقراءته للتصوير في الإمارات، يقول العطار “بدأت التصوير لتوثيق ما يدور حولي من أحداث شخصية، وكانت أول صورة التقطها بكاميرا ذات الاستعمال الواحد، وكانت حصيلتها أربع صور فقط، احتفظت باللحظة وتخلصت من الكاميرا وكان ذلك بلندن، وكنت قليل التصوير، لم ألتقط بعدها أي صور تذكر، وفي سنة 2003 اشتريت كاميرا لتوثيق أحداث كأس العالم للشباب الذي دارت مجرياته في الإمارات، وكانت هذه الكاميرا أيضا غير احترافية”. ويتابع “رغبتي في التصوير كانت تنحصر في توثيق المشهد واللحظة، إيمانا مني بأن هذه الصورة قد لا يكون لها معنى اليوم، ولكن ستكون لها قيمة كبيرة غدا، حتى ولو لم تحمل جمالية كبيرة، لكن ستحتفظ بالحدث في ذاكرتها. ويبدو أن التصوير هو الذي سعى إلى العطار، إذ تدرج في شراء الكاميرا من أجل توثيق أحداث شخصية فقط، لكن نصحه البعض بالاهتمام أكثر بالتصوير نظرا لجودة صوره، فبات يبحث عن الكتب والمواضيع التي تتحدث عن التصوير وتقنياته وجماليات الصورة. إلى ذلك، يقول العطار “في سنة 2005 اشتريت كاميرا أخرى، وكانت أكثر تطورا من سابقاتها، ولكن للغرض نفسه أي للتوثيق الشخصي، حيث تزوجت وأردت تأريخ خطوات حياتي ضوئيا، وتطورت هوايتي ونصحني أصدقائي وزوجتي بالبحث في عمق الصورة وصقل مهاراتي في الميدان، وهكذا بدأت البحث عن مكان يزودني بالخبرة فكانت جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، التي سمحت لي باختبار قدراتي التصويرية من خلال الدورات والمشاركة بالمعارض الجماعية وخلق فرص للاحتكاك بالمصورين الآخرين”. ويضيف العطار “أريد أن أكشف بعض التفاصيل وعرضها للعالم، أريد أن يعرف الناس بعض التفاصيل التي أراها ولا يرونها، هكذا رجعت في عصر التقنيات العالية إلى الكاميرا التي تعمل بفيلم، وهذا حقق مرادي من الصورة، فهي بالنسبة لي رسالة وموضوع، ربما لا تكون لها قيمة اليوم، لكن ستتغير النظرة لها حتما مستقبلا بعد عشر سنوات أو عشرين سنة، ستكون بمثابة وثيقة تتحدث عن البيئة التي التقطت فيها والظروف التي أحاطت بها، والتطور الذي عرفه المكان الذي كان مسرحا لها وهكذا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©