الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمنة تعيق نمو الأطفال وتهدد صحتهم النفسية

السمنة تعيق نمو الأطفال وتهدد صحتهم النفسية
24 ديسمبر 2013 19:43
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - أشادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتجربة الإمارات الناجحة في مجال مكافحة السمنة لدى الأطفال، والتي نفذتها المنظمة بالتعاون مع الاتّحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، و«صحّة» للخدمات العلاجيّة الخارجيّة، وهو المشروع الذي حظي برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. الحد من الانتشار يهدف هذا البرنامج إلى تقليل نسبة انتشار السمنة عند الأطفال في الإمارات، عبر رفع مستوى الوعي لدى التلاميذ وموظّفي المدرسة وأولياء الأمور فيما يتعلق باعتماد نمط حياة صحي، واستفاد من البرنامج منذ إطلاقه في عام 2011 آلاف الطلبة في الإمارات، وتؤكد أرقام اليونسيف أن 40% من التلاميذ في المدارس بالدولة يعانون من البدانة، خاصة في الفئة العمرية بين 12 و15 سنة. وتوضح اليونسيف أن البدانة في الصغر لها مضاعفات خطيرة في المستقبل. في السياق ذاته، أبدى آباء وأمهات قلقهم إزاء البدانة، التي أصبحت مستشرية في المجتمع وبين صفوف أبنائهم. يقول محمد سعيد إن ابنه، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، يتجاوز وزنه الـ 50 كيلوجراماً، وهو لا يقوى على الحركة بشكل طبيعي، موضحاً أنه عندما يركض قليلا يصاب بإعياء شديد ويشعر بالغثيان. ويلفت إلى أنه يحاول خفض وزنه بالطرق كافة إلا أنه لم ينجح. ويضيف «سجلت ابني يحيى في دروس السباحة منذ أكثر من 5 أشهر إيمانا مني بأهمية النشاط الحركي، وقد لاحظت تحسنا طفيفا، وسأتابع نشاطه الرياضي من خلال مجموعة من الدورات الربيعية والصيفية لتعويده على الحركة». وتقول شيخة عبيد إن أولادها الثلاثة يعانون من بدانة مفرطة، مرجعة السبب إلى قلة الحركة. وعن برنامجهم اليومي خاصة أيام العطل، تقول «يستيقظ الأولاد متأخرين جدا، فيتناولون فطورهم، ومنهم من يرفض ذلك، ويفضل تناول العصائر الجاهزة، وهم يفضلون خلال العطلة تناول الأكل الجاهز من المطاعم، بينما تتكون وجبة المساء من المشروبات الغازية ورقائق البطاطا». وتشكو شيخة من قلة حركة أطفالها، موضحة أنهم يمتنعون عن خدمة أنفسهم بأنفسهم، ويستعينون بعاملة المنزل لتقوم مقامهم في ذلك، إلى جانب سهرهم ليلا لمتابعة برامج التليفزيون أو اللعب بالآي باد، والتواصل مع أصدقائهم بوساطة وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك. خصوصية المراهقة من جهتها، تشير فدوى السعدي، أم لطفلين، إلى أن ابنها، الذي يبلغ من العمر 15 عاما، وابنتها التي تجاوزت 17 عاما، يعانيان من سمنة كبيرة، مؤكدة أن هذه البدانة باتت تشكل عقدة لدى أطفالها خاصة أنهم في سن المراهقة، وتعني لهم تفاصيل أجسامهم الشيء الكثير. وتضيف «حاولت كثيرا تخفيف وزنهما، لكنني وجدت صعوبة كبيرة، ما دفعني لاستشارة خبيرة تغذية، التي نصحتني بإنقاص السعرات الحرارية، والدهون من الأكل وتقليل السكر في الشاي، بالإضافة إلى ضرورة إخضاعهما لبرنامج رياضي». من جهته، يؤكد الدكتور سمير سامى، الحاصل على ماجستير التغذية العلاجية، والدكتوراه في علاج السمنة، أن «السمنة ناتجة عن الأكل غير المنتظم والمراقب، بالإضافة إلى قلة الحركة، كما يعتبر التلفاز من أهم المسببات في العالم للبدانة، نتيجة تناول الطعام من دون الانتباه للطعم والمحتوى والشعور بالشبع والتركيز على أحداث الفيلم التي تفوق التركيز على الطعام، بحيث أن الجسم طيلة هذه الفترة لا يقوم بأي نشاط، وتعتبر هذه الطريق الأقصر للسمنة». ويضيف «حسب توصيات منظمة أطباء الأطفال الأميركية لا يجوز السماح للأطفال تحت سن 3 سنوات بمشاهدة التلفاز، ويجب أخد هذه التوصية بعين الاعتبار، كما إنه من الأفضل الابتعاد عن مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام خاصة بالنسبة لفئة الصغار والمراهقين». أما بالنسبة لمن يشكو السمنة في الصغر فإنه سيعاني مخاطر ومضاعفات في الكبر، وفق الدكتور سامي، الذي يوضح أن الأطفال في أمس الحاجة لاهتمام الأهل والمحيطين بهم، لمحاربة السمنة لما تسببه من تعقيدات صحية وآثار نفسية وخيمة على الطفل. ويضيف أنها تتسبب في أمراض القلب والشرايين والربو وغيرها من الأمراض الأخرى في الكبر. ويتابع «سمنة الأطفال تستمر طوال العمر ويصعب التخلص منها في الكبر، ويكون عادة علاجها صعبا لأن السمنة في الصغر تزيد عدد الخلايا الدهنية في الجسم، وهذه الخلايا التي لا يمكن التخلص منها في الكبر عن طريق اتباع النظام الغذائي». عوامل مساعدة يرجع سامي أسباب السمنة إلى عدة عوامل منها «إلحاح الأم على طفلها لكي يأكل، أو تلبية طلباته كلها، وإعطائه أغذية غير صحية أثناء فترة الرضاعة، والمبالغة في استهلاك الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، وإهمال تناول وجبة الفطور، والمبالغة في التهام الطعام خلال وجبتي الغداء والعشاء، والإدمان على الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والغازية، وقلة النشاط الرياضي، وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشة الصغيرة أو الكومبيوتر أو ألعاب الفيديو، وقلة ساعات النوم». وحول الطريقة السليمة لخفض الوزن الطفل، يقول الدكتور سامي إنه يجب استشارة أخصائي تغذية علاجية وعلاج السمنة قبل البدء بإنقاص الوزن عند الطفل، موضحا أن هناك أسسا وقواعد لابد من مراعاتها لمعالجة بدانة الطفل. ويضيف «الطفل ينمو ويزداد طولا، لذلك يجب الاستفادة من هذه الديناميكية لبلوغ الوزن المناسب، كما يجب إدخال تعديلات جوهرية على عادات الطفل الغذائية»، لافتا إلى أن الأطفال أنفسهم هم الأقدر على تحديد الكمية التي ينبغي أن يتناولوها، ولعل هذه النقاط تفيد الوالدين، وجميع الأشخاص المهتمين بتغذية الأطفال والقائمين على رعايتهم في معالجة هذا الأمر بشكل جيد، حيث يجب تقديم مجموعة متنوعة ولذيذة وصحية من الأطعمة، مع الحرص على ضرورة أن يكون موعد تناول الطعام وقتا مليئا بالبهجة والسرور، وتعليم العادات الحسنة في تناول الطعام، كما على أولياء الأمور أن يشكلوا قدوة حسنة في ذلك لجعل هذه المرحلة فرصة مناسبة لتعلم العادات الجيدة في تناول الطعام على مختلف مراحل الحياة، وعليه يجب أن يكون موعد الطعام فرصة للمحبة والود والحديث، ولا يجب أن يشكل ساحة قتال من خلال إصدار الأوامر مثل «نظف صحنك، ولن تتناول الحلوى إذا لم تأكل الخضراوات، وإذا تحسنت تصرفاتك فسوف أعطيك الحلوى». لأن الطعام يجب أن يقدم للطفل على أنه تغذية له، وليس مكافأة أو عقابا. فإن الرشاوى الغذائية تزيد الأمر تعقيدا على المدى الطويل. أفكار خاطئة ينتقد الدكتور سمير سامي ما يروج في المجتمع من أفكار حول إنقاص الوزن وما يرافقه من مخاطر، موضحا أن الأطفال لا يجب أن يخضعوا لحمية الكبار. ويضيف «لاحظت أن بعضا من القائمين على علاج السمنة وأولياء الأمور يسعون خلف الإعلانات غير مبالين بأضرارها، ولا يهمهم غير خفض أكبر قدر من الكيلوجرامات من وزن الطفل، وهذا لا يتوافق مع الأطفال لأنهم في طور النمو، ففقدان الكثير من الوزن ليس صحيا من دون متابعة مختص». وينصح سامي «بحمل الطفل على اتباع نظام غذائي صحي يمده بجميع العناصر التي يحتاجها الجسم، وتساعده على النمو، وزيادة التحصيل الدراسي، وتغيير نمطه الغذائي الخاطئ، إلى جانب اتباع نشاط حركي، من خلال الانخراط في النوادي لممارسة مختلف أنواع الرياضة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©