الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العجز البيئي تهديد صريح للموارد والحياة على كوكب الأرض

العجز البيئي تهديد صريح للموارد والحياة على كوكب الأرض
24 ديسمبر 2011 20:11
أشارت منظمة أبحاث دولية «شبكة البصمة العالمية»، من خلال بياناتها الصادرة، إلى أن الإنسان قد تجاوز اليوم ما توفره له الطبيعة في عام واحد، حيث أصبح يستهلك من المخزونات الطبيعية للأرض، وبطريقة مشابهة لكشف الحساب البنكي، فإن شبكة البصمة العالمية قامت بحساب الطلب البشري على الموارد الطبيعية، مثل توفير المواد الغذائية وإنتاج المواد الخام وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، مقابل قدرة الطبيعة على تجديد تلك الموارد واستيعاب النفايات. أظهرت المقارنة والحسابات أن الإنفاق والطلب على الموارد البيئية قد تجاوز ما يوفره الكوكب من موارد خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2011، حسبما قالت حبيبة المرعشي الناشطة بيئياً في مجال مكافحة التحديات البيئية، وفي مجال القضاء على المخلفات بالتعاون مع المؤسسات المحلية الحكومية والخاصة، والتي تحدثت حول العجز البيئي الذي سيستمر حتى نهاية 2011، على ضوء الدراسة والبيانات الصادرة من شبكة البصمة العالمية، حيث أوضحت أن العالم استنزف الموارد وزاد من تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويشبه ذلك إنفاق الراتب السنوي قبل ثلاثة أشهر من نهاية السنة، ما يضطره إلى تناول الطعام لبقية العام من مدخراته، وقريباً جدا ستنفد هذه المدخرات. سد الفجوة وتؤكد المرعشي: بالعودة إلى التاريخ البشري فقد استغلت الإنسانية الخدمات الطبيعية لبناء المدن والطرق، وتوفير الغذاء وصناعة المنتجات وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن أنشطتها بمعدل ضمن حدود قدرة الطبيعة على تجديدها، ولكن في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تجاوزت البشرية ولأول مرة العتبة الحرجة، وبدأ طلبها على الموارد يفوق قدرة الطبيعة على تجديدها، وهي ما تعرف باسم تجاوز الحد أو الدين البيئي أو العجز الأرضي. وتضيف المرعشي أن الحسابات الأولية لشبكة البصمة العالمية لعام 2011، أشارت إلى أن سكان العالم الآن يستخدمون الموارد بمعدل يتراوح بين 1.2 و1.5 كوكب لاستدامة حياتهم، وتظهر الأبحاث أنه إذا تم على هذا المعدل والنهج، فإن سكان العالم بحاجة إلى موارد كوكبين في السنة لاستدامة حياتنا قبل منتصف هذا القرن. ورغم ذلك فإنه من الممكن تحويل الموجة، حيث تعمل شبكة البصمة العالمية وشركاؤها مثل مجموعة عمل الإمارات للبيئة، مع المنظمات والأفراد والحكومات في مختلف أنحاء العالم، لاتخاذ القرارات التي تتماشى مع الواقع البيئي، وهذه القرارات يمكن أن تساعد في سد الفجوة في الميزانية البيئية، كما ستؤدي إلى مستقبل مزدهر في مواجهة التحديات والتغيرات في الموارد. فرصة جديدة للحياة وتتابع المرعشي أن مجموعة عمل الإمارات للبيئة، قد شكلت خطوات مهمة للمساعدة في زيادة حماية البيئة وكوكب الأرض، من خلال وسائل التعليم والعمل المجتمعي، حيث تنظم المجموعة عددا من الحملات الناجحة والعديد من الفعاليات، التي تساعد بشكل مباشر للحد من الدين البيئي الذي يتزايد عاماً بعد عام، ويسهم كل المشاركين والمتطوعين الذين يشاركون في حملات المجموعة، في تخفيف عبء الجنس البشري على هذا الكوكب، حيث يمكن للجميع معا أن يصنعوا الفرق، وتعد حملات الإمارات للبيئة لإعادة التدوير مساهما رئيسيا في عكس هذا الدين في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يمكن للجميع المشاركة من خلال جمع وإعادة تدوير المواد القابلة للتدوير، ومن جانبها تعمل مجموعة عمل الإمارات للبيئة على تحويل آلاف الأطنان من المواد بعيدا عن مكبات النفايات، وتوفر فرصة جديدة للحياة كمنتج معاد تدويره، وإلى جانب هذه الخطوة تعمل على الحفاظ على الموارد الطبيعية والموائل الثمينة المتبقية، خاصة أن فوائد إعادة التدوير لا حصر لها، مع الفوائد الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب الفوائد البيئية. ويكفي أن نعرف أن إعادة تدوير علبة واحدة من الألمنيوم توفر ما يكفي من الطاقة لتشغيل جهاز تلفزيون لمدة 3 ساعات، وتحتاج عملية تصنيع الورق من المواد المعاد تدويرها إلى طاقة أقل لإنتاج نفس كمية الورق من الأخشاب، بالإضافة إلى أن تدوير طن واحد من الورق يحافظ على نحو 17 شجرة من القطع، مع توفيره لما لا يقل عن 30 ألف لتر من الماء ونحو 3000-4000 كيلووات ساعة من الكهرباء. «ازرع من أجل الكوكب» وتقول المرعشي: هناك الكثير من الحقائق والأرقام، ولكن في نهاية المطاف فإن إعادة التدوير توفر الموارد والطاقة، وتقلل من البصمة الكربونية والبيئية لدينا، وتمنع إهدار المواد الثمينة في مكبات النفايات في حين ندمر الموائل لتصنيع المزيد من السلع، ويتم تكريس الجهود لزيادة إعادة التدوير وحماية البيئة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وذلك عن طريق تنظيم العديد من الحملات والبرامج والأنشطة على مدار العام لرفع الوعي والتفاني في المجتمع بقطاعاته المختلفة. ولاستكمال جهود إعادة التدوير التي تقوم بها، فإن مجموعة عمل الإمارات للبيئة تدعم أيضاً الحملة العالمية «ازرع من أجل الكوكب»، وذلك من خلال حملتها التي تستهدف زراعة مليون شجرة، وتعد هذه الحملة الإيجابية والتفاعلية هي إحدى الحملات المفضلة في الدولة، والتي أدت إلى غرس أكثر من 2 مليون شجرة محلية في جميع مناطق الدولة، خاصة أن هذه النباتات الخضراء الاضافية لها الكثير من الفوائد، فهي تزيد من المناطق الطبيعية داخل الدولة، والتي بدورها تشكل موائل لأنواع مختلفة من الحياة الفطرية. حفظ المياه كما تساعد حملات زرع الأشجار في زيادة التنوع الحيوي والحفاظ على صحة البيئة واستقرارها، بالإضافة إلى ذلك فإن المدهش أن هذه الأشجار تساعد فعلا على تنظيم إمدادات المياه العذبة، عن طريق الحد من الجريان السطحي، وحفظ المياه القادمة من الأمطار القليلة التي تسقط في جميع أنحاء الدولة داخل التربة. وتعمل الأشجار أيضا على امتصاص ثاني أكسيد الكربون واطلاق الأكسجين، والتي لن تشكل على نطاق صغير حلاً للغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ولكن عندما تجتمع كل مشاريع زراعة الأشجار الأخرى في جميع أنحاء العالم، فإن هذه الجهود تحدث فعلاً الفرق لكوكب الأرض. خفض الدين البيئي للأرض تقول حبيبة المرعشي، إن منظمات مثل شبكة البصمة العالمية تعمل على مساعدة الجميع على رؤية وفهم عواقب التصرفات غير المسؤولة، ويقوم مؤيدوها والجماعات البيئية المستقلة بمشاركة الجهود والعمل في مختلف الدول على الأرض للحد منها، ويمكن لأي مواطن أو مقيم أن يساعد على خفض الدين البيئي للأرض، من خلال المشاركة في برامج وحملات مجموعة عمل الإمارات للبيئة، سواء كانت إعادة التدوير أو غرس الأشجار أو المشاركة في البرامج التعليمية أو حضور المحاضرات المجتمعية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©