الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعاع المطوع: أرصد تفاصيل الحياة بـ «الأشعة السينية»

شعاع المطوع: أرصد تفاصيل الحياة بـ «الأشعة السينية»
25 ديسمبر 2013 00:47
شعاع المطوع مصورة فوتوغرافية إماراتية، تمتلك حسا عاليا وتميزاً وتفرداً في الوقت نفسه، تعتمد في تصويرها على عناصر الإحساس والخيال والضوء، وتجد في التصوير الفوتوغرافي مزيجا من فكر خلاق وقدرة تقنية ومعرفية، وهي اختلفت حين التقطت الصور باستخدام الأشعة السينية وليس عدسات الكاميرا العادية، حتى إنها أقامت معرضا يحتضن أعمالها الملتقطة بالأشعة وليس الضوء. هناء الحمادي (دبي) ــ اتسمت أعمال المصورة الإماراتية شعاع المطوع بالتميز، فهي ليست فنانة عادية، فقد انتهجت دربا مغايرا لالتقاط الصور، فأبدعت صورا فوتوغرافية تنم عن ذكاء مختلف في التقاط تلك الصور الصامتة بطريقة حداثية جديدة ومختلفة عن الآخرين، ولكن ليست بعدسة الكاميرا، وإنما باستخدام «الأشعة السينية»، لتضع بصمة فنها في أفق تصور الأشياء بالأشعة السينية. البحث عن الاختلاف المطوع شخصية تبحث عن المختلف في عالم التصوير الفوتوغرافي، وتحب عالم التصوير ذلك المجال الذي بدأته كهواية، باعتباره متنفسا تستمتع فيه بحبس اللحظات التي لا تتكرر لتنقلها للمشاهد كلوحة فنية متناسقة، واصفة ذلك بأنه «قمة المتعة»، وهي كثيرا ما تتمعن بالملامح قبل أن تحيلها إلى لقطة، فلقطاتها لا تتوقف عند حد ما تقع عينها عليه، فتحيل الصمت إلى أكثر من كلمة ورؤية وإبداع، فعينها تلتقط وترصد كل التفاصيل بعيون الأشعة السينية. عن مجال التصوير بالأشعة السينية، تقول المطوع، الحاصلة على بكالوريوس التصوير بالطب الإشعاعي من كليات التقنية العليا في دبي «حبي للتصوير الفوتوغرافي دفعني إلى البحث عما هو جديد في هذا العالم الضوئي من خلال تصوير كل ما تقع عيناي عليه بالأشعة السينية، وبما أنني أعمل في هذا المجال، ولدي خبرة طويلة في مجال العمل بالأشعة السينية، راودتني فكرة جديدة وهي تصوير كل شيء بأعين «سينية»، وهو فن الصور السينية التي تتجاوز المظاهر السطحية الخارجية لتتوغل في أعماق الأشياء سعيا إلى رؤية الجوهر المادي الداخلي لها». وتوضح المطوع أنها تسعى من وراء أسلوبها الجديد إلى إضفاء بُعد جديد إلى فن التصوير، وذلك من خلال تمكين المشاهد من رؤية الأشياء من زاوية غير مسبوقة، ألا وهي زاوية العمق الداخلي. وتضيف «يبرز التصوير بهذه الطريقة جوهر الأشياء بلا تزييف أو تعديل أو تجميل مصطنع، مركزة على زاوية العمق الداخلية وليس على الزوايا الخارجية التقليدية التي عادة ما تكون سطحية وبراقة على نحو متكلف، وهو أسلوب أيضا يتميز بالصراحة الفنية المتجردة»، مؤكدة أنه خلال اختيارها لتصوير القطعة التي تريد تصويرها مثل وردة أو ساعة، أو مجفف شعر، فإما تتحكم بكمية الإشعاع الذي يخترق الجهاز، بالإضافة إلى مدة استمرار البث الإشعاعي، حيث إنه كلما زادت سماكة الجسم المطلوب تصويره ازدادت كمية ومدة بث الإشعاع السيني. ما وراء الضوء تزامنا مع احتفالات الدولة بيوم الأشعة العالمي، الذي صادف في الـ19 من نوفمبر الماضي، فكرت المطوع في إقامة معرض خاص بها يتضمن مجموعة من الصورة التي تم تصويرها بالأشعة السينية، في مستشفى البراحة في دبي، حيث تعمل فنية أشعة ـ يحمل عنوان «ما وراء الضوء: فن التصوير بالأشعة السينية». حول فكرة المعرض، تقول «راودتني الفكرة عندما كنت أعد محاضرة عن فوائد الأشعة ومجالات استخدامها الأخرى، حيث وجدت أن هناك من يستخدم الأشعـة لتكوين صور فنيـة منذ عام 1920، ولشدة شغفي بالتصوير الضوئي جذبتني الفكرة برغم غرابتها، فقمت بعرضها على رئيس قسم الأشعـة الدكتور سامح المدني، الذي شجعني بدوره كثيرا في البحث المفصل عن هذا المجال الجديد، مع تقديم محاضرة خاصة عن التصوير بالأشعة السينية، ضمن فعاليات يوم الأشعة، وقبل الاحتفال بيوم الأشعة العالمي تطورت الفكرة وعملت على تصوير الكثير من اللقطات لتصل إلى 11 صورة ضمن عمل فني بالأشعـة تنوعت ما بين صور الورود التي يصعب تصويرها بالأشعة لدقة تفاصيلها، وخفة تكوينها، وبين مواد كلاسيكيـة كالمنبه ومجفف الشعر». وتلفت المطوع إلى أن الهدف من المعرض هو إبراز جوانب أخرى للأشعـة غير الجانب الطبي والذي ارتبط بذهن الكثير من الناس بمرض السرطان. وتضيف «كما أن فكرة المعرض جاءت لتبرز جماليـة التفاصيل الدقيقـة الداخليـة، والتي لا يمكن رؤيتها إلا من خلال الأشعـة والتي برزت من خلال عبارة قرأتها أثناء بحثي «انظر من خلال العالم المحيط بك»؛ إذ إنه لا يمكن للمرء أن يرى ما بداخل الأشياء المحيطـة به من دون إزالة السطح الخارجي إلا من خلال الأشعـة»، مشيرة إلى أن هذا الفن يعتبر من الفنون القليلة المنتشرة في العالم، نظرا لصعوبة الحصول على تلك الصور. وتؤكد أن هذا المعرض هو الأول من نوعه في الدولة. رسالة شكر عن اختيارها مستشفى البراحة لاستضافة المعرض الأول، تقول شعاع المطوع «أحببت أن يرى معرضي الشخصي الأول النور في مستشفى البراحـة بدبي حيث أعمل، ليكون رسالة شكر وامتنان لإدارة قسم الأشعـة التي تبنت الفكرة الجنونية، وإدارة المستشفى التي شجعتني بدورها وقدمت لي الدعم الكافي لإقامة مثل هذا المعرض المتميز والمتفرد بفكرته». سيرة ذاتية شعاع المطوع حاصلة على بكالوريوس تكنولوجيا التصوير بالطب الإشعاعي من كليات التقنيـة العليـا بدبي، عام 2006. ? عملت فنيـة أشعة في مستشفى دبي بين عامي 2004 و2009 ? عملت فنيـة أشعة في مستشفى البراحة بدبي منذ عام 2011 وحتى الآن. ? هاوية تصوير ضوئي. ? التحقت بدورات تصوير احترافيـة على يد مصورين عالميين مثل جو مكنالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©