جمهورية موز

أعترف بأني لا أعرف المدعوة نانا، ولم أفز يوماً بمشاهدتها، ولم أخسر مرة بعدم الاستماع إليها، وكل ما وصلني من صيتها هو بالضبط ما بلغ الرئيس جورج بوش عن جمهوريات الموز· ومن هذا المنطلق سوف أكتب عنها، وهو فعل أقل قسوة بكل تأكيد من ردود فعل الرئيس النارية· وليس بيني وبين نانا عداوة شخصية لا سمح الله، ولا يهمني من أمرها أنها دخلت إلى عالم الغناء من دون (إحم ولا دستور)، فهي ليست الوحيدة ولن تكون الأولى ولا الأخيرة· ثم لم أتوقف كثيراً عندما طارت نانا من صالات الملاهي والمطاعم حيث تغني إلى شاشات السينما، فهذا شأنها وشأن المنتجين وشأن المشاهدين أيضاً، وهناك العشرات مثل نانا سبقنها في هذه الرحلة غير المحفوفة بالمخاطر· لكن المشكلة أن نانا هذه لم تنم على حرق المراحل بهذه الطريقة، ولم تحاول اتقاء شرور الطريق المختصرة، بل دخلت إلى الساحة الفنية وكأنها تمتلك كل أسلحة الدمار الشامل التي بحوزة محور الشر ، فافتعلت المعارك الضارية مع كل من ينبغي أن تتحالف معهم وخصوصاً الصحافة والصحافيين· وكما يحصل في جمهوريات الموز تماماً، نفذت نانا غارات مباغتة على طريقة عصابات المخدرات والسياسيين الانقلابيين الآتين من عالم المافيا، فشتمت الصحافيين وتعالت عليهم وهزأت بأسئلتهم وهددت بالمغادرة·· وكل ذلك لأن الصحافيين احتجوا على تأخر صاحبة الصولجان على الحضور إلى المؤتمر الصحافي للمشاركة مع زملائها في تقديم فيلمهم الجديد خليك في حالك . وعندما جاءت بملابس استثارت التعليقات ثارت ثائرتها· ولمن يحاول البحث في أرشيف نانا ليخرج منه بمبرر لها، نقول له: لا تتعب، فلن تجد في هذا الأرشيف غير السمعة والصيت وأغنية مصورة وحيدة بعنوان كلن بدن نانا . وإذا كان مثل هذا الرصيد يبرر لهذه المغنية أو الممثلة أو لغيرها، أن يفعلن مثلها وأن يستقوين بصيتهن على الحقائق والثوابت، فإن الساحة الفنية تصبح بكل تأكيد جمهورية موز جديدة تحتاج إلى معالجات نارية من الرئيس المذكور أعلاه· ليت نانا تحاول ترجمة عنوان فيلمها الجديد خليك في حالك بأغنية ثانية، وأن تلتزم بمضمون هذا العنوان، لأنها بعد الذي فعلته أصبحت أشك في أنهم كلن بدن نانا . عـادل علـي adelk85@hotmail.com