موسى: الوقت يداهم لبنان لكن الحل ليس مستحيلاً

أقر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس في اليوم الثاني لمهمة الوفد العربي في لبنان بمواجهة عراقيل في طريق حل الأزمة السياسية، وقال بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية اميل لحود ''توجد عراقيل لكن الحل ليس مستحيلا''، معتبرا أن الحد من زعزعة الاستقرار يتطلب معالجة سياسية وأمنية· وقال موسى الذي التقى والوفد المرافق ايضا قائد الجيش العماد ميشال سليمان وزعيم الاكثرية البرلمانية النائب سعد الدين الحريري وممثلين لـ''حزب الله'' الذي يقود المعارضة ''ان الوقت يداهم لبنان حتى يحسم أسوأ أزمة سياسية يواجهها منذ الحرب الأهلية''، وأضاف حين سئل عما اذا كانت الاولوية هي لحسم النزاع حول حكومة الوحدة الوطنية او الاتفاق على مرشح ليخلف الرئيس لحود ''هل من أحد وضع هذه قبل تلك··من الممكن التفاوض على كل هذه الأمور في نفس الوقت لأن الوقت يداهم لبنان ولا داعي لترتيب الاولويات··وقت ترتيب الاولويات كان ممكنا لو كان أمامنا سنة او أكثر، أما الآن امامنا ثلاثة الى اربعة اشهر''، واضاف ''الصعوبات لا تزال طبعا فالوضع عموما صعب في المنطقة كلها ويقتضي الكثير من التحليل والكثير من التفاهم والتشاور والدخول في تفاصيل أكثر وذلك يأخذ وقتا''· واوضح موسى اثر لقائه الحريري ان الوفد يواجه ملفين واضحين: الأمن بكل تفريعاته والازمة السياسية، ورفض الرد على اسئلة الصحافيين بشأن اولوية اي من الملفين، وقال ''التوتر الحاصل ناجم عن الملفين ولا نتكلم عن ملف دون الآخر''· فيما قال الحريري للصحافيين ''تحدثنا مع الوفد بكل وضوح وصراحة··صحيح ان لبنان يتحمل جزءا من المسؤولية بسبب ضعف المراقبة على الحدود مع سوريا انما الدولة السورية تتحمل جزءا من المسؤولية''، واضاف ''لا يمكن للبنان ان يتحمل وحده التدهور الأمني الحاصل، وعلى الجامعة العربية ان ترى ان ما يجري في لبنان ليس مقبولا''، وأكد أن الاكثرية ليست ضد الحوار ولا ضد قيام حكومة وحدة وطنية تكون واضحة الأهداف ولا يكون هدفها تفريغ مركز رئاسة الجمهورية الذي سيخلو بعد بضعة أشهر· وقالت مصادر رسمية في قصر بعبدا من جانبها إن لحود أبلغ موسى انه يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية وإن الشائعات عن تشكيل حكومة ثانية هو مستبعد تماما لأن تجربة تشكيل حكومتين من قبل لم تكن في صالح لبنان في اشارة الى الفترة بين عامي 1988 و·1990 في وقت اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع ان ما يطرح عن حكومة الوحدة الوطنية هو ضد الوطن، مبدياً أسفه لتلهي البعض بتغطية ''السم بالدسم'' ومحاولة اعادة البلد الى ما كان عليه في الوقت الذي يشهد فيه الاغتيالات والتفجيرات وسقوط شهداء من الجيش من اجل لبنان، وقال ''ان الحكومة التي يطالبون بها ليست حكومة ولا وحدة ولا وطنية بل حكومة تمييع قرارات الحكومة الحالية ومنعها من اتخاذ مثل هذه القرارات''· كما رد على موقف لحود المتعلق بتشكيل حكومتين، معتبراً ''انه لا يوجد في الدستور ما يسمى بحكومة غير شرعية، فإما حكومة ممارسة او حكومة تصريف اعمال''، وجدد التأكيد على استحالة تشكيل حكومة ثانية· وكان موسى التقى مساء امس الاول وتباعا كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط· في وقت رجح مصدر دبلوماسي عربي عدم توصل الوفد الى تسوية فعلية بين الاطراف، وقال لوكالة ''فرانس برس'' طالبا عدم الكشف عن اسمه ''انها مهمة بدون اوهام··ان مجرد ان يحول التدخل العربي دون مزيد من التدهور يعتبر انجازا كبيرا''، ولفت الى تشعب التدخلات الاقليمية في لبنان، وكذلك الدولية لكن دون ان يسمي اطرافا بعينها، يضاف اليها علاقات حساسة بين الدول العربية· ولم تبد صحف الموالاة او المعارضة ايضا تفاؤلا بنجاح الوفد في مهمته· وكتبت النهار ''التفاؤل ليس كبيرا بسبب ارتباط ما يجري في لبنان بمسار المفاوضات الاميركية الايرانية حول الملف النووي وانعكاسها المباشر على لبنان· ورأت ''السفير'' ان مفاتيح الحل والربط باتت بمعظمها موجودة في عدد من العواصم الاقليمية والدولية لا في بيروت، ما يعني ان المهمة العربية لن تكون اكثر من مهمة استماع واستطلاع ورفع عتب عربي خاصة في ظل الاصطفافات الداخلية والخارجية الصارمة''· ولفتت صحيفة ''الاخبار'' الى اشتراط المعارضة ضمانة الثلث المعطل والاكثرية، ضمانة ان لا يحصل فراغ حكومي او رئاسي·