الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق السلع العالمية يدفع ثمن أزمة ديون «منطقة اليورو»

سوق السلع العالمية يدفع ثمن أزمة ديون «منطقة اليورو»
24 ديسمبر 2011 21:51
لم يكن لأزمة الديون اليونانية تأثير بالغ على تجارة السلع العالمية، حيث لا تشكل اليونان غير جزء يسير من الاستهلاك العالمي ولا يتعدى مثلاً طلبها من النفط العالمي سوى 0,5%. لكن غيرت أثار هذه الأزمة التي تعدت اقتصادات البرتغال وأيرلندا الصغيرة، إلى أخرى أكبر منها مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، توازن المعادلة بشكل كبير. وبينما دور اليونان ضئيل، تُعد أوروبا واحدة من أكثر مصادر طلب السلع أهمية في العالم مدعومة بمراكز الصناعة في ألمانيا وإيطاليا. وتشكل المنطقة ما يقارب ربع الاستهلاك العالمي من النفط والنيكل، والسدس من أنواع المعادن الأخرى مثل النحاس. وتشير التقارير الواردة من التجار الفعليين الذين هم أول من يشهد التغيير الذي يطرأ على شعور المستهلك، إلى تراجع حاد في معدل الشراء. كما تراجع طلب معظم السلع الصناعية في الربع الأخير من العام الحالي، وبصورة كبيرة أحياناً. وفي حين زاد المستهلك قليلاً معدل شرائه عند انخفاض الأسعار، لم يعد ذلك موجوداً بالقدر ذاته الآن، مما يقود إلى تكرار الشعور بأزمة 2008. كما يشير التحول إلى دلالات مبكرة، يعتقد الكثيرون الآن أنها فترة من الركود تسود منطقة اليورو خيِّمت بشدة على مستقبل أسعار السلع، مما جعل العديد من البنوك الاستثمارية الكبيرة مثل “جي بي مورجان” و”مورجان ستانلي” تتشاءم بما يؤول إليه حال القطاع. ويقول كولن فينتون، رئيس إستراتيجية السلع في “جي بي مورجان” في نيويورك، “تدهور مشهد الاستهلاك العالمي للمعادن الصناعية بشكل واضح”. كما لا يزال بعض التجار أكثر تشاؤماً، حيث توقف طلب السلع غير المتعاقد عليها “التسليم الفوري” تماماً، في وقت تطلب فيه بعض شركات التجزئة من الموردين إرجاء طلبياتها حتى العام المقبل”. وتؤكد الإحصاءات الواردة حتى الآن ضآلة النشاط الفعلي في الأسواق. كما تراجع الطلب على الألومنيوم مثلاً 20% في شهر أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، وذلك بحسب “الرابطة الأوروبية للألمنيوم”. أما في ما يتعلق بأسواق النفط، انخفضت أرباح محطات التكرير الأوروبية التي تشير إلى حالة السوق المحلية، إلى 3,50 دولار للبرميل الواحد، مقارنة بمتوسط 6 دولارات للبرميل في العام السابق. وعموماً يقدر خبراء السوق تراجع شراء الألمنيوم بنحو 30%، ومبيعات أسلاك النحاس بنسبة قدرها 15% في إشارة جيدة لنشاطها الاقتصادي نتيجة استخدامها في توصيلات الكهرباء. ويعكس معظم هذا التراجع انخفاض المخزون وليس قلة الطلب، مما يبشر بالعودة السريعة في حالة انتعاش الاقتصاد مرة أخرى. علاوة على ذلك، تختلف حالة الطلب بصورة واضحة بين السلع المختلفة والاستخدامات النهائية، حيث يعتبر سوق النيكل ضعيفاً نتيجة المعاناة التي يواجهها في قطاع صناعة المعادن غير القابلة للصدأ. أما قطاع الألومنيوم فقد شهدت بعض مناطق الطلب مثل التغليف والإنشاءات، تراجعاً ملحوظاً خاصة في جنوب أوروبا. وعلى الجانب الآخر، لم تشهد قطاعات صناعة السيارات والطيران خاصة في ألمانيا أي بطء يذكر، ولا تزال طلبيات الموردين عند قوتها. كما أن تجارة النحاس عند أفضل حالاتها، ليظل طلب العام المقبل قوياً مدعوماً بحجم طلب مشابه للعام الجاري. وتجدر الإشارة إلى أن هذا القطاع لم يتأثر كثيراً بالأزمة الأوروبية الراهنة. كما لا يزال الرصاص المستخدم بشكل رئيس في بطاريات السيارات، قوياً نسبياً. ويرتبط مستقبل أسواق النفط والمعادن في أوروبا ارتباطاً وثيقاً بالصين التي شكلت منذ الأزمة النصيب الأكبر من نمو طلب السلع الصناعية. ويقول جايل بيري، محلل المعادن في بنك “باركليز كابيتال” البريطاني، “لا اعتقد أن ما نشهده الآن قادر على إحداث تغيير جذري في الصورة العامة لسوق المعادن، وما يحدد ذلك هو مدى استمرار البطء الذي تسير عليه القضايا الأوروبية، وما إذا كانت ستمتد إلى داخل الصين”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©