الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يدين إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً عابراً

13 ديسمبر 2012
نيويورك، سيؤول (وكالات) - أدان مجلس الأمن الدولي بما في ذلك الصين، أمس قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ طويل المدى رغم الحظر المفروض عليها، وحذر أعضاء المجلس من اتخاذ المزيد من الخطوات. وجاء في البيان الذي تلاه سفير المغرب في الأمم المتحدة رئيس المجلس لشهر ديسمبر محمد لوليشكي إن «أعضاء مجلس الأمن الدولي دانوا هذا الاطلاق الذي يعتبر انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن الدولي 1718 و1874». وأطلقت كوريا الشمالية أمس صاروخا إلى الفضاء يحمل قمرا صناعيا محققة بذلك “اختراقا” تكنولوجيا اعتبرته الولايات المتحدة “استفزازا شديدا” وأعربت الصين عن “أسفها” له. وأعلنت مذيعة على التلفزيون الرسمي وهي ترتدي الزي الكوري الشمالي التقليدي أن “إطلاق النسخة الثانية من قمرنا الصناعي (كوانج ميونج سون 3) من مركز سوهاي الفضائي .. قد تمت بنجاح، ووضع القمر الاصطناعي في المدار كما كان مقررا”. وأشادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بـ”الاختراق” التكنولوجي والاقتصادي للبلاد والذي تم لأهداف “سلمية”. وأكدت قيادة الدفاع الجوي لشمال أميركا أن كوريا الشمالية نجحت على ما يبدو في وضع “جسم” في المدار إثر إطلاق “صاروخ”. وهذا النجاح يعتبر سابقة لكوريا الشمالية التي تزعم أنها تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ القارة الأميركية. لكن ثلاث محاولات سابقة لإطلاق مثل هذه الصواريخ انتهت بالفشل. وفي رد أول فعل، نددت الولايات المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية بعملية الإطلاق معتبرة أنها “استفزاز شديد”. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور في بيان “إنه استفزاز شديد يهدد الأمن الإقليمي وينتهك بشكل مباشر قراري مجلس الأمن الدولي 1718 و1874 .. ويقوض نظام منع انتشار الأسلحة النووية”. من جهته، اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “قلقه للسلام والاستقرار في المنطقة” بعد العملية التي اعتبرها “انتهاكا فاضحا” لقرارات الأمم المتحدة. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا أمس في نيويورك بناء على طلب من الولايات المتحدة واليابان لبحث الموضوع. وبعد أن نددت الصين ضمنا أمس بإطلاق الصاروخ، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي “عن الأسف لإطلاق كوريا الشمالية الصاروخ وذلك على الرغم من المخاوف الكبيرة للأسرة الدولية”. ودعت الصين حليفتها كوريا الشمالية إلى “احترام قرارات” الأمم المتحدة. إلا أن وكالة أنباء الصين الجديدة استنكرت بشدة “الخطوات والتصريحات الحربية” الصادرة من جهات عدة، ودافعت عن حق بيونج يانج في اكتشاف الفضاء. في المقابل، نددت اليابان بالعمل “الذي لا يمكن السكوت عنه” بينما استنكرت كوريا الجنوبية “بشدة” عملية الإطلاق منددة بـ”استفزازات” الشمال. كما استنكرت بريطانيا الإطلاق “بشدة”، وأعرب وزير الخارجية وليام هيج عن “الأسف لأن كوريا الشمالية فضلت إعطاء الأولوية لعملية الإطلاق وليس لتحسين ظروف حياة المواطنين”. وأعربت روسيا عن “أسفها الشديد” لعملية الإطلاق التي “لن تساهم في تعزيز الاستقرار وسيكون لها تأثير سلبي” على الوضع في المنطقة. كما ندد الحلف الأطلسي “بشدة” بإطلاق الصاروخ الذي اعتبره الأمين العام للحلف انديرس فوج راسموسن في بيان “انتهاكا مباشرا للقرارين 1718 و1874 .. ومن شأنه تصعيد التوتر في المنطقة وزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ولوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على بيونج يانج. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون في بيان إن “الاتحاد الأوروبي سينظر في رد مناسب، بالتشاور مع شركائه الأساسيين مع الالتزام بمشاورات مجلس الأمن الدولي خصوصا لجهة فرض عقوبات جديدة اضافية”. أما الهند فأعربت عن “قلقها” من إطلاق الصاروخ “الذي يؤثر على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”. وتواجه كوريا الشمالية إمكان تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها، إلا أن الصين هددت بشكل واضح بأنها ستلجأ الى حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي للحد من نطاق تلك العقوبات. وأشارت اليابان وكوريا الجنوبية إلى أن الطبقتين الأوليين من صاروخ الإطلاق اونها-3 سقطتا في البحر قبالة شواطئ شبه الجزيرة الكورية بينما سقطت الثالثة قبالة سواحل الفلبين. وأضاف البلدان إن صاروخ الإطلاق هو من طراز (تايبودونج 2) الذي يتراوح مداه بين ستة وتسعة آلاف كلم. وتمت تجربة الصاروخ في يوليو 2006 ثم في ابريل 2009 وفي ابريل 2012، وذلك بعد تجربة صاروخ أقصر مدى هو (تايبودونغ 1) في العام 1998. واعتبر ماساو اوكونجي الأستاذ الفخري في جامعة كيو في اليابان أن بيونج يانج باتت تملك “التكنولوجيا اللازمة لتوجيه رأس نووي إلى هدف محدد”. وصرح اوكونجي إن “كوريا الشمالية تمثل الآن تهديدا لجيرانها وأيضا تهديدا فعليا للولايات المتحدة”. وكانت كوريا الشمالية أعلنت أن موعد الإطلاق سيتم بين 10 و22 ديسمبر، ليتزامن على الأرجح مع الذكرى السنوية الأولى لوفاة كيم جونج ايل في 17 ديسمبر 2011. وبعد مشاكل فنية وأحوال جوية غير مؤاتية، عادت بيونج يانج ومددت المهلة حتى 29 ديسمبر. ويتهم الغرب وحلفاؤه بيونج يانج بحيازة عدة قنابل ذرية وبإجراء تجارب نووية من أجل التوصل الى تصغير حجمها بهدف تثبيتها على الصواريخ. وتدَّعي كوريا الشمالية في الدستور الجديد الذي نشر في مايو أنها قوة نووية. إلا أن الخبراء يستبعدون أن تملك قوة بالستية يمكن الوثوق بها، وأن امتلاكها لقوة نووية يمكن تثبيتها على صواريخ عابرة للقارات لا يزال يتطلب وقتا طويلا. خبراء: بيونج يانج نجحت في تضليل الغرب سيؤول (أ ف ب) - فاجأت كوريا الشمالية المعروفة بتكتمها الشديد، أعداءها أمس بعملية إطلاق ناجحة لصاروخ إلى الفضاء، مخالفة بذلك جميع التوقعات ومحبطة تحاليل أجهزة الاستخبارات الأكثر تطورا في العالم. وكانت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أوردت أمس الأول أن بيونج يانج تواجه صعوبات مثل إشعال فتيل الإطلاق وذلك بالاستناد إلى صور بالأقمار الاصطناعية عرضت على محللين عسكريين ودبلوماسيين. والاسوأ من ذلك أن وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب ذكرت إن الصاروخ تم إنزاله وأُعيد الى مركز التجميع. ولم تورد شبكات التلفزة والإذاعة التي نقلت عنها كل وسائل الإعلام في العالم اي معلومات اخرى, حتى ان بعضها المح الى أمكان تفكيك الصاروخ. وقال يانغ مو جي الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيؤول “من الصعب طبعا التكهن بما يحصل على منصة الإطلاق من خلال الإطلاع فقط على صور بالأقمار الاصطناعية. لكن ما هو الخيار الثاني للعالم؟”. ويبدو أن النظام الشيوعي قام بالتضليل عمدا. فقد قرر الاثنين تمديد المهلة لأسبوع حتى 29 ديسمبر بعد ان كانت بين 10 و22 منه، لإجراء تصليحات. وقبل بضع ساعات على اشعال فتيل الاطلاق، اعتبر المعهد الاميركي الكوري في جامعة جونز هوبكنز استنادا الى صور بالاقمار الاصطناعية ان الاطلاق لن يتم على الارجح قبل عشرة أيام. ومع أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية الأولى في العالم، لكنها لا تملك على ما يبدو وسيلة لاختراق الستار الحديدي في كوريا الشمالية. وقال يانج مو جين “إنها الدولة الاكثر انغلاقا في العالم .. وسيظل بامكانها ان تفاجئنا على هذا النحو طالما الشمال معزول عن الأسرة الدولية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©