الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جاك ويلش·· التغيير أو الموت!

24 يونيو 2007 22:48
عندما تصيبك الدهشة أو العجز لا يكون لديك الوقت لإجراء تقييم مناسب، وينتهي بك الأمر إلى اتخاذ قرارات سيئة· جاك ويلش لم يكن يسمح بحدوث هذا أبداً حيث أساس قدرتك على التكيف هو أن تكون مستعداً في المقام الأول· إن إعلانات التغيير ليست مجرد أوامر يصدرها المسؤولون في الدقائق الأخيرة من دون وعي أو تفكير إنها استراتيجيات يعرفها اللاعبون جيداً وتدربوا عليها قبل ذلك·· إنها طرق جديدة لعمل ما تعرف بالفعل كيف تقوم بعمله باختصار هي العبقرية الإدارية التي تتجلى في البروفيسور جاك ويلش الذي أدار شركة ''جنرال إلكتريك'' على مدى ربع قرن من الزمان فجعل منها أبرز اللاعبين على الصعيد العالمي بما أحدثه من تحويل فيها بعد أن كانت شركة مصنعة للصناعات الكهربائية تحولت إلى شركة عملاقة للصناعات التقنية العالية تحقق 130 مليار دولار كإيرادات سنوية· ولد جاك ويلش في ولاية ماساتشوستس عام 1935 ونال شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة ماساتشوستس من عام 1957 وواصل تعليمه حتى حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة إليانويز في التخصص نفسه عام 1960 وفي العام نفسه بدأت انطلاقته العملية مع شركة ''جنرال إلكتريك'' وظل يعمل فيها ويرتقي في مناصبها حتى تقلد رئاسة مجلس إدارتها والرئيس التنفيذي لها عام 1981 واستمر في المنصب حتى عام 2001 سجل في أثنائها استراتيجيات إدارية مبتكرة ليحصل على لقب ''أفضل مدير في القرن العشرين'' وكان يتقاضى خلالها راتباً يصل إلى 10 ملايين دولار سنوياً· وفي الوقت الحالي، نجد أن معظم الشركات لا تعتمد خطط اللعب الثابتة أو الخرائط التنظيمية المعلنة فالشركات التي تكيف نفسها باستمرار مع الظروف الجديدة للسوق هي التي تحقق تقدماً كبيراً وهذا ما قام به جاك ويلش العاشق للتحدي عندما أنشأ سلسلة من الاستراتيجيات المتغيرة بين الحين والآخر تبعاً لفرص السوق حتى اشتهر بأنه ''المدير الجزار'' لفصله أكثر من 100 ألف مدير وموظف خلال 5 سنوات فقط بهدف تسريع عمليات الشركة مما حسن من عملية التواصل بين مديري وموظفي الشركة وسرّع من اتخاذ القرارات في ظل اقتصاد متنامٍ يتطلب من الجميع التكيف والمرونة حتى يستمر الدفع إلى الأمام والوصول إلى الغايات وهذا ما حرص عليه جاك ويلش أشد الحرص عندما قال: '' يجب أن نتغير أو نموت'' فبدأ في تحرير الشركة من البيروقراطية التي تتمثل في التقيد بعدد معين في التواقيع على الإجراءات البسيطة، وخفف عدد أقسام الشركة، وشجع المبادرات الفردية، ومنح الثقة إلى العمال بتفويض السلطة، واعتمد مبدأ ''شركة بلا حدود'' وحث الجميع على المساهمة في طرح الأفكار كشركاء جوهريين في الشركة حيث ثروة الإنسان تتوقف على عدد الأشياء التي يستطيع القيام بها وعدد الأشياء التي يستطيع تركها وهذا ما أدركه ويلش فأخذ على عاتقه الاعتناء بهذه الثروة بالتطوير والتشجيع متخذاً مقولته الشهيرة شعاراً له عندما قال: '' إذا لم تستطع التحكم في مصيرك فإن شخصاً آخر سيتولى هذه المهمة'' فالإنسان لا يستطيع الوصول إلى ما يصبو إليه إن لم يكن يحمل رؤية واضحة وأهدافاً محددة· وفي الوقت الحالي يقدم جاك ويلش الاستشارات الإدارية لعدد هائل من المديرين التنفيذيين ويلقي المحاضرات في جميع أنحاء العالم وأثبت لنا أن النجاح لا يقاس بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها· من مؤلفاته: ''جاك'' و ''الفوز''· ---
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©