الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الراحل نجيب سرور: قوى العالم لا يمكنها أن تقتل الأدب

الراحل نجيب سرور: قوى العالم لا يمكنها أن تقتل الأدب
13 مارس 2008 03:26
في كتابه ''رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ'' الصادر في طبعته الثانية عن دارالشروق بالقاهرة يمنح الشاعرالمصري الراحل نجيب سرور (1932-1978) كثيراً من الثقة والأمل للكتاب الشبان الذين يتجاهلهم النقاد طويلا، إذ يقول سرور إن أي قوة لا تستطيع إلغاء الكاتب الحقيقي بدليل بقاء أعمال نجيب محفوظ رغم محاولات تهميشه وتجاهله· ويقع الكتاب في 297 صفحة متوسطة القطع، وعلى الغلاف الأخير سجل الناشر أن هذا الكتاب '' نادر'' إذ نشرت فصوله في مجلة (الثقافة الوطنية) اللبنانية عام 1959 ثم كتب مؤلفه فصولا أخرى منه حتى عام 1963 وجمع الناقد اللبناني محمد دكروب هذه المقالات وحققها ونشرها في كتاب عام 1989 وأنه يتاح الآن على نطاق واسع باعتباره ''رحلة ممتعة للقارئ بين عظيمين من عظماء أدبنا العربي'' في إشارة إلى نجيب محفوظ، وسرور الشاعر والمخرج وكاتب المسرح المرموق· ويقول سرور في هذا الكتاب الذي يبلغ عمره نحو 50 عاماً إن محفوظ قدوة في كل شيء، في السلوك والإخلاص للكتابة والإيمان بأن القيمة الفنية وحدها هي ما يبقى من الأدب، ''لكل المخلصين لفنهم·· ليوقنوا كما أيقن هذا الرجل أن قوى العالم أجمع لا يمكنها أن تقتل فنانا أصيلا، وأن نقاد العالم أجمع لا يستطيعون أن يخلقوا من الأقزام عمالقة ولا من العمالقة أقزاما وأن النصر في النهاية للإخلاص والإصرار والثقة بالنفس واحترام الكلمة''، ويضيف أن النقد الأدبي ظلم محفوظ ''حين أحجم طويلا عن الحكم عليه كما ظلمه حين حكم عليه''· وعلق دكروب محقق وناشر مقالات الراحل نجيب سرور منبهاً إلى أن هذا الكلام كتب عام 1959 قبل أن يصبح محفوظ ملء السمع والبصر، لكن الثابت أن أكثر من 15 عاما من التجاهل لروايات محفوظ وقصصه لم تزده إلا إصرارا على مواصلة مشروعه وهو تأسيس الرواية العربية في وقت كان عباس العقاد يسخر فيه من فن القصة ويشدد على أن بيتا واحد من الشعر يزن ما لا يحصى من القصص، ومنذ مطلع الأربعينيات حتى منتصف الخمسينيات نشر محفوظ نحو عشرة أعمال ورغم تلك الغزارة فلم يتحمس للكتابة عنه إلا ناقدان هما أنور المعداوي (1920-1965) وسيد قطب (1906-1966) الذي بلغ من الحماس قدرا دفعه للقول إن محفوظ هو أمل هذا الفن الروائي الجديد· وبعد صدور الثلاثية (بين القصرين) و(قصر الشوق) و (السكرية) في منتصف الخمسينات فوجئ محفوظ باهتمام كثير من النقاد بأعماله السابقة حتى إن الناقد المصري الراحل لويس عوض (1915-1990) كتب مقالا عنوانه (نجيب محفوظ·· أين كنت) سجل فيه أن الحفاوة بمحفوظ مبررة ولكنها تدين النقاد الذين تجاهلوه طويلا· أما عميد الأدب العربي طه حسين (1889-1973) فكتب عام 1956 عن (بين القصرين) قائلا إن محفوظ ''أتاح للقصة أن تبلغ من الإتقان والروعة ومن العمق والدقة ومن التأثير الذي يشبه السحر ما لم يصل إليه كاتب مصري قبله''·، وتوجت مسيرة محفوظ (1911-2006) بالحصول على جائزة نوبل في الآداب عام 1988 ولايزال العربي الوحيد الذي نالها في هذا المجال·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©