الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارة الوهم

25 يونيو 2007 00:27
نستكمل ما طرحناه يوم الجمعة الماضي بعنوان ''وصفة سحرية'' واستغراق كثير من الفضائيات في ترويج برامج المتاجرة في الوهم والتخلف· ''على قناة تسمى ''شهرزاد'' اتصل مشاهد ''بحلال المشاكل'' ليشكو له فشله في الحصول على عمل، فطلب منه ''صاحبنا'' إحضار كيلو شعير ومائة جرام زيت سمسم وكمية مماثلة من حبة البركة، ويقوم بعجنها بزيت الزيتون الأصلي، وتخبز بسبع قطع، ثم يكتب عليها بقلم يغمس في ماء الورد والزعفران ''سورة الانشراح'' بعد الخبز، ويأكل منها كل يوم واحدة لمدة أسبوع، وعليه أن يتقدم بأوراقه الى أي عمل، وانه سوف يقبل بإذن الله·'' هذا أنموذج من الحالات التي تتناولها عشرات البرامج التي تتفرغ لها عشرات القنوات الفضائية من كل حدب وصوب طيلة الأربع والعشرين ساعة لفك السحر، وقراءة الطالع، وجلب الرزق، واستقراء النجوم، والكف، وحل العُقد، وكلما زادت الاتصالات، زادت حظوظ المشاركة في هذه البرامج التي تروج للدجل والشعوذة والتخلف والإساءة الى الدين، ولا هم لها سوى ابتزاز المشاهد، وتغييب عقله، وتحقيق الثروة على حساب أصحاب هذه العقول، والمصيبة الكبرى أن هناك أعدادا كبيرة منهم من المتعلمين، بل ومن بين أوساط الطبقات الراقية، وهواة التسلية، واللعب بالمحمول، والمراهقين، واليائسين، ومن يتعلقون بالأوهام الغثة، الى جانب الأميين والجهلاء بطبيعة الحال· بعملية حسابية بسيطة إذا قدرنا أن مدة أي مكالمة والرد عليها خمس دقائق كحد أدنى، وإذا كانت ساعات الاتصال تصل الى 1540 دقيقة في اليوم، علينا أن نحسب الدخل الذي ينهال على هذه القنوات، والأمر لا يحتاج الى استثمارات كبيرة، ولا تكلفة باهظة، ولا يحزنون، كل المسألة جهاز كمبيوتر، وعقد اتصال، وحجز قمر اصطناعي، ومقدم محترف في فنون الدجل، والاتصالات والإعلانات كفيلة بتحقيق ثروات طائلة في غياب أية رقابة أو حساب من أي نوع، فالسماء مفتوحة، وليس هناك أدنى مشكلة · والله حاجة ''تحرق الدم''·· لكن إذا كانت عقولنا وثقافتنا انحدرت مستوياتها الى هذا الدرك، ألم يجد هؤلاء المتاجرون بآلام الناس وأوجاعهم وجهلهم شيئاً آخر غير الدين لتحقيق مآربهم والضحك على المغفلين؟ ألم يتعظ المغفلون بعد؟ ومتى يفيقوا من غفلتهم وجهلهم ؟ khorshiedh@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©