الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دوام ثماني ساعات

25 يونيو 2007 03:09
زيادة عدد ساعات الدوام إلى ثماني ساعات، بداية من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً يخلق نوعاً من التساؤلات وليس اعتراضات، مثل أن مناخ الدولة الصحراوي الحار لا يسمح للموظفين الإداريين والميدانيين بالعطاء حتى الساعة الرابعة عصراً، فما أن تخرج من العمل لا تجد حياة في المدينة من محال وأسواق سوى عودة الموظفين الى منازلهم، بمعنى أن الحياة خارج نطاق الوظيفة لدى الفئة الأخرى ينتهي في الساعة الواحدة والنصف ظهراً، ولا يوجد إنتاجية إلا القليل والنادر، وأيضاً أصبحت فترات العمل الجديدة تتعارض مع توقيت حضور وانصراف الطلاب للمدارس والمرتبطين بأولياء أمورهم الموظفين، والنظام المطبق الجديد لا يتواءم مع طبيعة سكان الإمارات المواطنين خاصة، وأيضاً لا يتواءم مع طبيعتهم الاجتماعية وسيصبح من الصعب أيضاً على الموظفين الانضمام لدورات تطويرية للقدرات الشخصية والوظيفية التي تنادي بها دولتنا الفتية، فلقد أصبح أو سيصبح طوال يومه في عمله ومن ثم العودة منتصف النهار ولم يتبق من يومه إلا القليل من الساعات، هل سيقضيها في إنهاء احتياجاته أم للخلود للراحة، ومما سيغلب على طابعه ما يسمى بـ ''الحياة الفردية)'' أو الانعزال الاجتماعي، وهو ما تعاني منه الدول الغربية في ظل غياب الروابط الاجتماعية بسبب روتين الحياة والعمل· والسؤال هنا كيف سيتم تطبيقه في قطاع حكومي وهو في الأساس لم يطبق في النظام الخاص إلا في حالات بسيطة جداً ونادرة، وهو أن يستمر العمل ثماني ساعات متواصلة دون انقطاع مع دخول وجبتين (الفطور والغداء) وفرضين (الظهر والعصر) وما له من آثار سلبية في انتشار معدلات الطلاق وغياب رقابة أولياء الأمور الموظفين بحكم الوظيفة، وهل أصبحت زيادة ساعات العمل الحكومي فوق مصلحة الاستقرار الأسري والعام، وهل يمكن تعديل قانون على حساب قانون أو إصدار قرار على حساب قرار آخر· ونحن هنا لا نعترض ولكن نوصي ونقترح بإعادة العمل كما كان أو أن يتم تعديل ما ورد، مثلاً أن يبدأ العمل من الساعة السادسة صباحاً الى الثانية ظهراً أو من السابعة صباحاً الى الثالثة ظهراً، حتى يستطيع البعض أن يقضي بعضا من حياته الطبيعية والأسرية في فترة المساء واستعادة بعض الحيوية، وأن يعدل دوام آخر يوم في الأسبوع من ثماني الى خمس ساعات حتى يعطى نوعا من الراحة النفسية مع نهاية كل أسبوع في قضاء إجازة ممتعة ومريحة ولاستعادة الحيوية لأسبوع جديد· مجموعة من الموظفين الحكوميين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©