أبوظبي (الاتحاد)- أكد المهندس أحمد محمد الشريف وكيل دائرة الشؤون البلدية أن مطلع أكتوبر 2014 سيشهد إلزامية تطبيق كودات أبوظبي الدولية للبناء التي أعدتها الدائرة بالتعاون مع مجلس الكود الدولي، واعتمدت من قبل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر كود البناء الخليجي الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي. وفال إن كود البناء الخليجي يسهم في تعزيز التكامل في العمل البلدي الخليجي المشترك والنهوض بجودة مشروعات البناء والتشييد التي تشهدها المنطقة والتي تنعكس بشكل مباشر على المجتمعات المحلية على الصعد كافة، الاجتماعية والصحية والبيئية والاقتصادية.
وأضاف الشريف أن مساهمة قطاع البناء والإنشاء في النشاط الاقتصادي المحلي تتزايد بشكل مطرد وباتت تشكل كمعدل وسطي نحو 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج العربية، بعد أن أصبح هذا القطاع يلعب دورا محوريا في دعم معدلات النمو المحلية وتعزيز النشاط الاقتصادي في العديد من الصناعات والمجالات الأخرى المرتبطة به.
وتناول تقديرات تشير إلى أن القيمة الإجمالية لمشروعات البناء والتشييد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ نحو 87 مليار دولار خلال عام 2013، مع معدل نمو وسطي يفوق 5 في المئة سنويا في هذا القطاع، فيما يقترب إجمالي قيمة المشاريع المخطط لها أو قيد التنفيذ في دول المجلس من مستوى تريليوني دولار. وقال: يأتي ذلك مع ضخ المزيد من الاستثمارات في مشروعات الإسكان والسياحة والبنى التحتية، كالمطارات والموانئ ومحطات توليد الطاقة والصناعة والطرق والجسور والمستشفيات والمدارس وغيرها.
وذكر الشريف أن النمو السكاني المتسارع والطموحات الاقتصادية الكبيرة لحكوماتنا الرشيدة يستدعي المزيد من الإنفاق على المشروعات الخدمية وتطوير البنى التحتية، فيما باتت دول مجلس التعاون الخليجي تُعد السوق الأكثر نشاطا في العالم للمشاريع الكبرى وأصبحت تستقطب أنظار العالم لاسيما بعد فوز دبي باستضافة معرض إكسبو الدولي وقبل ذلك منح قطر حق استضافة مونديال العالم لكرة القدم 2022.
وقال وكيل دائرة الشؤون البلدية: إن هذه الاستثمارات الهائلة والحركة التنموية الشاملة التي تشهدها منطقة الخليج والأهمية التي يمثلها قطاع البناء والإنشاء في دعم هذه الحركة، تضع أمام الأجهزة البلدية في المنطقة تحديات كبيرة ومشتركة لرفع مستوى جودة المشروعات المنفذة وتحقيق تطلعات حكوماتنا الرشيدة وشعوب المنطقة في إطار العمل الخليجي المشترك لإرساء بيئة عمرانية مستدامة ينعم سكانها بأعلى مستويات الأمان والصحة والسلامة.
وقد تم أمام المشاركين في أعمال المؤتمر عرض فيلم مصور عن كودات أبوظبي الدولية للبناء يبين ملامح هذا المشروع والانعكاسات الإيجابية التي يتركها على أفراد المجتمع والبيئة والاقتصاد.
من جهته، أشاد الدكتور محمد بن سيف الكواري رئيس اللجنة العليا للمكتب الفني لكود البناء الخليجي بالجهود التي بذلتها دائرة الشؤون البلدية لإنجاح تنظيم هذا المؤتمر.
وقال: إن التكامل الاقتصادي والعمراني في إطار مجلس التعاون الخليجي أمر في غاية الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، ومشيرا في الوقت نفسه إلى الأهمية التي يمثلها كود البناء الخليجي في تحقيق هذا التكامل والانعكاسات التي يخلفها الكود على صناعة البناء والإنشاء من حيث الاستدامة وإطالة العمر الافتراضي للمباني في المنطقة.
من ناحيته، قال معالي نبيل بن أمين ملا الأمين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إن كود البناء الخليجي يسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في منطقة الخليج.
وأشار إلى قيام الهيئة بتأسيس “مركز التدريب الخليجي لكود البناء الخليجي” في الكويت ضمن مساعيها لتطوير وتعزيز قدرات الكوادر الخليجية المختصة في صناعة البناء والإنشاء على تطبيق هذا الكود والمساهمة في تحقيق التكامل الخليجي المنشود في قطاع البناء والإنشاء.
وبدوره قال عيد بن مطلق الخالدي مدير إدارة البلديات والإسكان في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن العاصمة أبوظبي احتضنت أول قمة لمجلس التعاون الخليجي في عام 1981 واليوم تحتضن مؤتمر كود البناء الخليجي الذي يعد الحدث الأبرز في صناعة البناء والإنشاء على صعيد المنطقة لتواصل بذلك مسيرة التكامل والعطاء على المستوى الخليجي مشيرا في الوقت ذاته إلى الانعكاسات الإيجابية التي يتركها هذه الكود على أفراد المجتمع من حيث تعزيز مستويات الصحة والأمان والسلامة وذلك انطلاقا من حرص حكومات المنطقة البالغ على الاهتمام بالمواطن الخليجي وتوفير مقومات العيش الكريم له.
وقال محمد صغيّر الظاهري المدير التنفيذي لقطاع حوكمة الشؤون البلدية في دائرة الشؤون البلدية إن مؤتمر كود البناء الخليجي أتاح الفرصة لدائرة الشؤون البلدية لإطلاع الشركاء الاستراتيجيين في دول مجلس التعاون الخليجي على كودات أبوظبي الدولية للبناء وتبادل الخبرات والتجارب معهم للارتقاء بصناعة البناء والإنشاء على المستوى الخليجي بما يسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتعزيز القدرة التنافسية لقطاع البناء والإنشاء والارتقاء بالممارسات الهندسية والمعمارية والإنشائية في المنطقة، وتعزيز ثقة المستثمرين في هذا القطاع مع الحفاظ على مستوى عالٍ من جودة المشاريع المنفذة، بما يعزز من جودة الحياة للمجتمعات المحلية.
اعتماد رسمي
يأتي تنظيم دائرة الشؤون البلدية مؤتمر كود البناء الخليجي تزامنا مع الاعتماد الرسمي لكودات أبوظبي الدولية للبناء من قبل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وشكل المؤتمر فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب الخليجية في إطار سعي دول المجلس لتوحيد الممارسات والمعايير المتبعة في صناعة البناء والإنشاء بما يمكنها من مواجهة التحديات المستقبلية التي يواجهها هذا القطاع في ظل المشروعات التنموية الكبيرة التي تشهدها دول المنطقة.
عدد اليوم
