الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أسرة مواطنة تعيش على فيض الكريم !

أسرة مواطنة تعيش على فيض الكريم !
25 يونيو 2007 03:15
قبل ثلاثة أشهر طردت من شقتها المؤجرة ''بحكم القانون'' وسكنت في خيمة بمنطقة النهدة في دبي، حتى أشفق على حالها مواطن فأخذها إلى بيته بالشارقة واستضافها لمدة شهر في بيت ابنه الذي يستعد للزواج، ثم انتقلت لتسكن في شقة فندقية تسدد إيجارها أسبوعيا عن طريق أحد المحسنين·· تلجأ في كثير من الأحيان لتناول الوجبات الرخيصة لسد الرمق وتعيش لتتجرع كأس الحرمان على أمل أن تبتسم لها الحياة في يوم ما· اجتمعت عليها هموم ثلاثة من مرض وفقر وقلة حيلة رغم أنها تعيش في أرضها وبين أهلها لا تعرف ماذا يخبئ لها المستقبل، وكيف تخرج من أزمتها·· كل الذي تعرفه أنها ''أسرة مواطنة'' تضم أبا متقاعدا مثقلا بالديون وأما لا تمتلك من حطام الدنيا إلا الحياة وخمسة أطفال أحدهم معاق والآخر مصاب بتشوهات في القلب ومولودة تعاني من ثقب في القلب وانتقال للكلية، واثنين آخرين ينتظران شفاء إخوانهم الثلاثة وانفراج وضعهم ليتمتعوا بالطفولة مثل أقرانهم· الزوج رفض أن يتكلم، ولديه مبرره، فهو يعتقد أنه لا جدوى من الكلام، فالأبواب مغلقة وعليه أن يواجه الحياة بمرارتها حتى لو كان ثمن ذلك السجن أو المزيد من الديون، فضلا عن أمراضه المزمنة'' القلب والسكر والضغط'' قمة المأساة أما الزوجة'' ع· ع·م'' أم محمد فحكت قصة المعاناة، '' نصبر على الجوع والملابس الرثة لكن الذي يصعب تحمله أن الا يكون لنا بيت يؤوينا ومكان نشعر فيه بذواتنا كمواطنين، فقد رضينا أن نجلس في شقة بالإيجار على مدار سنوات طويلة ولم نعترض على ذلك، إلا أن هذا الوضع نفسه لم يستمر، بعد أن باع صاحب البناية العقار لشخص آخر قام بدوره بإحضار ورقة باللغة الإنجليزية لنوقع عليها وهو ما حدث بالفعل رغم أني لا أعرف ما فيها وقد تبين بعد ذلك أنه أمر بالإخلاء ، وأضافت حاولت أن اتملص من ذلك حيث لا يوجد لدينا مأوى ولا نستطيع أن ندفع إيجار شقة أخرى على اعتبار أنها ستكون بإضعاف ما كانت تدفعه للسكن المتنازع عليه، مشيرة إلى أن الأمر وصل إلى لجنة الإيجارات في دبي وبعدها للمحكمة التي حكمت للمالك الجديد بالعقار ولم يجد أننا لا نملك البديل أو جهلي على ما وقعت عليه· وأضافت أم محمد والدموع تتساقط من عينيها: انتظرت في الشقة رغم الحكم، حتى جاء المالك بحكم الإخلاء والتحفظ على ما بداخل الشقة من منقولات وفاء للمبالغ المتأخرة من الإيجار والتي وصلت إلى 32 ألف درهم، خرج زوجي وأبنائي من الشقة لا يحملون معهم إلا ملابسهم، أما أنا فكنت في المستشفى استعد للولادة فهربت منها لكي أطمئن على أبنائي ،لم نجد لنا مأوى إلا خيمة في منطقة النهدة ننام فيها، فيما تحولت شنطة السيارة إلى دولاب يحوي ما تبقى من حطام أغراضنا، رأى حالنا مواطن واستمع من زوجي إلى قصته، فرأف بحالنا وأخذنا إلى منزل ابنه لنقيم فيه بعض الوقت حتى ندبر أمورنا، واستمر الحال على ذلك شهراً إلى أن طلب البيت استعداداً لزفاف ابنه، لم نجد طريقاً آخر أو شقة بسعر مناسب، والآن نجلس في شقة فندقية يدفع إيجارها أهل الخير، ولا نعرف ماذا نفعل· حياة طارئة وقالت أم محمد إن المعاناة التي تعيشها مع زوجها وأبنائها لا يبدو لها نهاية'' أننا بانتظار الفرج من رب العالمين''، ثلاثة أشهر ونحن نعيش حياة طارئة وعلى وجه الكريم لافتة الى ان معاناتهم ليست وليدة الأشهر الثلاث الماضية ولكنها ممتدة على مدى سنوات طويلة، بدأت بتقاعد زوجها بعد أن تعرض للحريق خلال أداء عمله، وهو ما أدى إلى خروجه للتقاعد والحصول على 4900 درهم شهرياً يستحوذ البنك على معظم الراتب، موضحة أن زوجها عليه دين يتجاوز 370 ألف درهم أخذها لعلاجه من الحريق وأيضاً علاج أبنائي المرضى والانفاق على مطالب الحياة· وأشارت إلى أن زوجها حصل منذ سنوات بعيدة على بيت شعبي من رأس الخيمة، لكنه اضطر لبيعه بعد أن أثقلته الديون، و أن جزءا كبيرا من أموال البنك ضاعت في مشاريع فشلت لقلة خبرة الزوج بها· وقول ''أم محمد'': نعيش حاليا على ما يخرج لابني المعاق من وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى مساعدات تخصص لنا من جمعية بيت الخير وما يتبقى من راتب زوجي المتقاعد، ويبلغ إجمالي ذلك المبلغ 6 آلاف درهم· وتتساءل هل يكفي ذلك المبلغ لتوفير المتطلبات الأساسية لأسرة مكونة من 7 أشخاص منهم ثلاثة أطفال مرضى يحتاجون إلى رعاية خاصة وعلاج وطعام بمواصفات معينة· وقالت إن أهلها لا يمتلكون القدرة على مساعدتها في محنتها فالأب متوفى والأم مسنة تجلس عند أختها، أما إخوانها الذكور '' 5 أخوة'' فلديهم مشاكلهم ومتاعب الحياة· حكاية الأسرة انتهت ·· لكن لم تنته المأساة التي تنتظر نوراً في نهاية النفق، كما تقول صاحبة المشكلة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©