الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تراجع خصوبة المواطنات مشكلة تبحث عن حل

تراجع خصوبة المواطنات مشكلة تبحث عن حل
25 ديسمبر 2011 15:28
اعتبر خبراء ومسؤولون الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة، وهيئة الصحة بأبوظبي، تراجع معدل الخصوبة الإجمالي بالدولة خلال السنوات الأخيرة، ما تسبب في وجود انخفاض في معدل النمو الطبيعي للسكان، مؤشراً خطيراً، ومشكلة يجب التصدي لها مبكراً، حفاظاً على المجتمع الإماراتي الذي يوفر لأفراده متطلبات الحياة كافة. وأظهرت إحصائيات وزارة الصحة، أن عدد المواليد الأحياء على مستوى الدولة بلغ 79 ألفاً و625 مولوداً العام الماضي، بزيادة قدرها 1.48 % عن عام 2009 الذي سجل 76 ألفاً و366 مولوداً، وكشفت الوزارة، أن معدل النمو الطبيعي للسكان، في العام الماضي، وصل إلى 1.34% بتراجع طفيف عن العام 2009، الذي سجل 1.36 %، كما كشف التقرير الذي صدر مؤخراً من هيئة الصحة أبوظبي أن معدل الخصوبة لدى المواطنات في تراجع منذ حوالي 30 عاماً، كما تراجع معدل الخصوبة الإجمالي بالدولة من 4.4% إلى 2.3% لكل امرأة بين عامي 1990، 2007. وأرجع متخصصون أسباب انخفاض معدلات الخصوبة للعديد من الأمور تركزت حول التطور الذي تشهده الدولة، وارتفاع معدلات التعلم وتغير النظرة في عدد الأبناء بالأسرة مع ارتفاع سن الزواج للفتيات. وقالت حبيبة عيسى الحوسني، مدير عام مؤسسة صندوق الزواج، إن انخفاض معدلات الخصوبة واقع لا يمكن تجاهله، حيث أصبحت الأسرة الإماراتية أسرة "نووية" وهى الأسرة الصغيرة التي لا يتعدى أفرادها 5 أشخاص فقط، وأرجعت ذلك إلى العديد من الأسباب من أهمها تغير الوضع الاقتصادي واستقلالية المرأة، بالإضافة إلى اهتمام المرأة بالجانب الجمالي والمحافظة على جسمها، وكذلك تأخير سن الزواج سواء بالنسبة للرجل أو المرأة. واعتبرت الحوسني أن خروج المرأة للعمل ليس السبب الأهم في تراجع نسبة الخصوبة، معللة ذلك بأن المرأة كانت تخرج في السابق للعمل، وتساند الرجل في فترة الغوص، وكانت تنجب رغم أن زوجها كان يغيب لعدة أشهر وأحيانا لسنوات. ولفتت إلى انه في السابق كانت تمتد فترة الإنجاب إلى ما بعد الأربعين، أما في الوقت الحالي فالأمر ليس كذلك في الأغلب الأعم. وتطرقت الحوسني، إلى أن نظرة المرأة أصبحت محدودة ولم تعد تهتم بأن يكون لديها عدد كبير من الأولاد، كما أن نظرة الرجل اختلفت عما كانت عليه في الماضي، حيث أصبح لا يفتخر بأن لديه العديد من الأبناء. واعتبرت الحوسني أن قلة التواصل الاجتماعي تمثل سبباً رئيسياً في قلة معدلات الإنجاب، حيث كانت الجدة أو الأقارب يشاركون في تربية الأبناء، أما الآن فهناك استقلالية للزوجة من البداية عن أسرة الزوج. وقالت، "ليس هناك سبب علمي أو تشخيص طبي يقف وراء انخفاض معدلات الخصوبة، بقدر أنها ثقافة واختلاف في العادات عما كانت عليه في السابق". وعن الحلول المقترحة، ذكرت مدير عام صندوق الزواج، أن التثقيف قبل الزواج ونشر وعي أهمية تكوين الأسر الممتدة وفوائد ذلك الاقتصادية والاجتماعية، وإذكاء الحس الوطني بضرورة المشاركة في علاج خلل التركيبة السكانية مع الحفاظ على البعد الاقتصادي وتوفير الاحتياجات المطلوبة، مؤكدة أن دور الأسر لا يتوقف على العمل بل يمتد إلى ضرورة الإنجاب. الحقوق الممنوحة من جهته، دافع الدكتور عبدالرحمن العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، عن الحقوق الممنوحة للمرأة العاملة في مجال الإنجاب والولادة، وقال إن تلك الحقوق لا تؤثر سلباً على قدرة المرأة في الإنجاب المتكرر. وقال، "لابد للنظر للموضوع بنظرة اشمل، فالقانون يراعي التقريب بين القطاع الخاص والحكومي في المميزات وظروف العمل، بهدف زيادة التوطين في القطاع الخاص". وأضاف العور: لا يجب أن ننظر من منظور ضيق، لاسيما أن القانون المعمول به حالياً يمنح المرأة الحق في الدوام الجزئي، ويوفر امتيازات كثيرة قد تكون أكبر من كثير من دول العالم، لافتاً إلى أن الدوام الجزئي اختياري، ويحتاج إلى مزيد من الوقت للاستفادة منه؛ لأنه ثقافة جديدة على القطاع الحكومي الاتحادي. ووصف العور، قانون الموارد البشرية الاتحادي الحالي بأنه "ديناميكي ومرن" حيث أعطى الوزراء ومسؤولو الهيئات والمؤسسات الاتحادية حرية في تنظيم ساعات العمل وتفعيل نظام الدوام الجزئي، لافتاً إلى أن القانون لا يمنع من الجمع بين إجازة الوضع والإجازة السنوية والإجازة بدون راتب، مشدداً على أن الهيئة توازن بين طموحات المرأة العاملة وبناء الأسرة. خبيران يحذران من ارتفاع سن الزواج إبراهيم سليم (أبوظبي) - أرجع خبيران في مستشفى الكورنيش بأبوظبي أسباب انخفاض معدلات الخصوبة لدى المواطنات للعديد من الأمور تركزت حول التطور الذي تشهده الدولة، وارتفاع معدلات التعلم وتغير النظرة في عدد الأبناء بالأسرة مع ارتفاع سن الزواج للفتيات. وقالت الدكتورة مريم المزروعي، نائب الرئيس التنفيذي لمستشفى الكورنيش، إن هناك عوامل عديدة ساهمت في انخفاض حجم الأسرة الإماراتية منها أن المرأة أصبحت أماً عاملة، متعلمة وواعية ومدركة بأن الفارق الزمني بين انجاب طفل وآخر سنتين استناداً إلى توصية منظمة الصحة العالمية، كما أن عدداً منهن يتزوجن في سن متأخرة ما يؤدي إلى تقليل عدد الأطفال، بالإضافة لظروف العمل التي تتطلب مجهوداً أكبر مع أعمال المنزل. وأشارت الدكتورة سليمة واني، استشارية طب النساء والتوليد في مستشفى الكورنيش إلى أنها عملت في مستشفى الكورنيش لأكثر من 20 عاماً وترى انخفاضاً تدريجياً في عدد للنساء اللواتي لديهن 5 أطفال أو أكثر، وذلك يقترن بظروف الحياة والوضع المالي والاجتماعي، وخروج المرأة للعمل. وتابعت، أن التعليم وتغيير نمط الحياة للمرأة الإماراتية ساهم في ذلك، كما أدى إلى التعرف على الثقافات الأخرى فيما يتعلق بالآثار الناجمة عن زيادة عدد الأسرة. وأكد تقرير صادر من دائرة القضاء بأبوظبي تأخر سن الزواج بسبب تراجع حالات الزواج في إمارة أبوظبي خلال الفترة من 2008 إلى 2010 إذ بلغ إجمالي حالات الزواج ، في عام 2008 نحو 4154 حالة، مقابل 4094 حالة عام 2010، بنسبة تراجع بلغت 1.44%، وسجل نفس عدد الحالات تقريبا خلال عام 2009.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©