الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلس شورى الشباب منصة لتخريج قيادات المستقبل

مجلس شورى الشباب منصة لتخريج قيادات المستقبل
14 ديسمبر 2012
في تجربة حية لغرس الديمقراطية في نفوس الصغار والناشئة ومن خلال مشروع شبابي هادف، نظمت إمارة الشارقة مؤخراً وللمرة الخامسة على التوالي مجلس شورى الشباب، الذي يعد تجسيداً لرؤية طموحة ترنو لتهيئة الأجيال الجديدة للمشاركة في صنع القرار، وقيادة المستقبل، حيث يمنحهم عبر منابره المتعددة، فرصاً لتحمل المسؤولية والمشاركة في العمل الجماعي، ويمكنهم من تبني أدوات تعبيرية متمدنة تعكس قضايا وهموم المجتمع بشكل حر وحضاري، في أولى جلسات المجلس خلال يناير المقبل. (الشارقة) - من منطلق الإيمان بحرية الرأي والتفكير والتعبير، التي تعد من أهم الحقوق الإنسانية في أي مجتمع متحضر، جاءت فكرة إنشاء مجلس شورى الشباب، لتكون ترجمة واقعية لمبدأ الشورى في فجر الإسلام، ويعد من أهم وأقدم التجارب الديمقراطية والحضارية في العالم. وحول هذا النهج، قال مدير عام مراكز الناشئة أحمد سليمان الحمادي: من خلال مبادرة طموحة تشجع الشباب على ممارسة الحياة الديمقراطية والانخراط في العمل السياسي بشكل واع وسليم، وتلبية لتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والسعي دوماً إلى تنمية قدرات الشباب والإعلاء من شأنهم، فقد انطلق هذا المشروع الطليعي، الذي يعرف بمجلس شورى الشباب، منذ العام 2005، مكونا تجربة رائدة لنواة برلمانية فريدة من نوعها، تحتضن الناشئة من البنات والأولاد على حد سواء، حيث ينتخب أعضاؤه الطلبة بطريق التصويت الحر، الذي تشرف عليه بشكل مباشر إدارة مراكز الناشئة، بالتعاون مع مختلف المناطق التعليمية ومراكز الفتيات ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، متيحاً للصفوة الواعدة والقادرة من أبناء الإمارات فرصة، لتمثيل أقرانهم من الشباب، وتبني جملة من مشكلاتهم وقضاياهم المهمة، في ظل أجواء راقية تسودها حالة كبيرة من الحماس والحرية والحوار الواعي المسؤول. قضايا الشباب ولدورته الخامسة للعام 2012، أتم المجلس الجديد خلال الشهر المنصرم انتخاب مائة عضو مرشح من الجنسين، كان لكل منهم شعاراته وبرنامجه الانتخابي الخاص، والذي حاول عن طريقه جذب أكبر عدد ممكن من الناخبين الناشئة في سبيل الوصول للنهائيات، ليحقق هؤلاء الأعضاء المتميزين فيما بعد قفزات ناجحة في كسب المؤيدين لأفكارهم وطروحاتهم المختلفة، والتي تعبر في مجملها عن اهتمامات وهموم شريحة كبيرة من الشباب، حيث قال الفائز بمنصب رئيس مجلس شورى الشباب الجديد في دورته الخامسة، سليمان أحمد: جلستنا التشاورية الأولى ستنعقد بتاريخ 17يناير المقبل، ولا شك بأني ممتن لاختياري رئيسا لهذه الدورة الجديدة، ولكني ومن خلال هذا المنصب استشعر أيضا حجم المسؤولية وكم العمل المطلوب لتحقيق الأهداف المنوطة بنا كنواب منتخبين من قبل هؤلاء النشء، والذين وضعوا فينا ثقتهم، وكي نكون على قدر المسؤولية نحتاج إلى دعم جميع المسؤولين والقائمين على هذا المشروع الديمقراطي النبيل، وبالنسبة لي شخصياً سأهتم بإثارة كل القضايا التي تهم الشباب والمشكلات التي يعانيها معظمنا في المدارس، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة تفشي ظاهرة التدخين بين الطلاب، ومشكلة عدم توافر التغذية الصحية السليمة في المقاصف المدرسية، كما سأهتم بمسألة نظافة المرافق الصحية في المدارس والأماكن العامة خاصة، مع مشكلات أخرى تربوية وصحية وبيئية، في المحصلة سأحاول أن أكون عضواً نشطاً وفعالاً في المجلس متحملاً مسؤوليتي بكل ضمير واقتدار. صنع القرار وتثمن النائبة دانة حميد شطاف من مركز فتيات الشارقة، حصولها على ثقة الناخبين، وفوزها بمنصب أمين سر المجلس الحالي، واعدة إياهم بالعمل بكل جد وإخلاص في سبيل تمثيلهم وإيصال صوتهم ورأيهم للمسؤولين وأصحاب القرار، لتوضيح وجهة نظرهم ورؤيتهم الخاصة في كل قضية ومسألة تهمهم، عبر مبادرات شبابية وآليات مدروسة تقدم للجهات المختصة، فتساهم بدورها في حل بعض القضايا الاجتماعية. ويتحدث النائب الجديد هيثم السعدي عن فخره واعتزازه بعضوية مجلس شورى الشباب للعام 2012: لقد فزت بعضويتي هذه لأني امتلك قدرات خطابية وجرأة في الحوار والنقاش، ولأني امتلك مهارات المبادرة والقيادة، وعبر مراكز الناشئة في المواسم السابقة شاركت في العديد من الفعاليات والأنشطة التي أهلتني للنجاح، كاشتراكي بمشروع النخبة في الإعلام، ومساهمتي في العمل المسرحي، واهتمامي الشديد باللغة العربية، وعبر هذا المجلس البرلماني الموقر سأكون عنصراً فعالًا ومناصرا لقضايا واهتمامات النشء، وسأحرص بدوري على طرح قضية التعليم الأساسي ومنهج اللغة الإنجليزية في المراحل الابتدائية، موضحاً في الوقت ذاته على ضرورة إعلاء شأن اللغة العربية وإعادة الاعتبار لها كمصدر للهوية والانتماء والدين. ممارسة الديمقراطية ونوه بأهمية هذه التجربة الشبابية الناشئ رئيس مجلس شورى الشباب في دورته السابقة منصور راشد الكتبي إلى أنه من خلال هذه التجربة الديمقراطية الرائدة استطاع مجلس الشباب ممارسة حق التعبير عن الآراء بكل حرية وصراحة، في قضايا وأمور تهم شريحة كبيرة من جيلنا الشاب، مناقشين أثناء انعقاد الجلسات مواضيع ومشكلات، منها ما يتعلق بالمجال التربوي، ومنها ما يهتم بالمحور التعليمي والأكاديمي، إضافة إلى قضايا الصحة والبيئة والاقتصاد وخلافه، كما كان للطفل في الدورة الرابعة حيز كبير من الاهتمام، وذلك مواكبة مع فعاليات الحملة لحقوق الطفل. ترقية المهارات وأوضح النائب الناشئ عمر الجروان: أن مجلس شورى الشباب قد أكسبه هو شخصيا العديد من المهارات والمؤهلات، منها فنون الإلقاء والخطابة والتحدث بصوت مسموع وجهوري، ومنها أيضا كسر الحاجز النفسي ومشاعر الانطواء بالتحلي بسمات الشجاعة والجرأة وحس المبادرة، كما تعلم منه كيفية إبداء الرأي بصراحة ووضوح، وفن وفضل الانصات والاستماع للآخرين، وكيفية متابعة مجريات الأحداث التي تدور في محيطه الاجتماعي، ومحاولة تمثيل أبناء جيله بكل أمانة وإخلاص، ناصحاً نواب المجلس الحالي ببذل مزيدا من الجهد والعمل في سبيل خدمة المواطن والوطن، مقترحا تفعيل دور اللجان العاملة في المجلس بهدف تنمية وتطوير مهامه المختلفة، ليكون بالفعل ممثلاً مخلصاً للجيل الجديد من أبناء الإمارات. حقوق المعاقين ولم تغفل مراكز الناشئة في الشارقة أهمية وضرورة دمج فئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في منظومة العمل البرلماني الشبابي، مؤكدة حقهم المشروع والمكفول في الحصول على مقاعد ثابتة في مجلس شورى الشباب، ليعتلوا بدورهم منبر الديمقراطية، ويمارسوا العمل السياسي والاجتماعي إسوة بالآخرين، فيكونوا ممثلين لأنفسهم، ومعبرين عن مشكلاتهم ومطالبين بحقوقهم واحتياجاتهم، وقد جاء اختيار النائبة أسماء علي حسن من قسم التأهيل المهني التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الدورة الجديدة، خير دليل على تبني المجلس للمنهاج الديمقراطي ومبدأ تكافؤ الفرص لكافة شرائح شباب المجتمع. معطيات العمل الجماعي أشارت العضوة بالأمانة العامة في الدورة السابقة، عائشة فهد المعلا، إلى دور المجلس في ترقية الأعضاء الشباب المشاركين في جلساته، منوهة بفوائد وإيجابيات العمل فيه: من خلال مشاركتنا كأعضاء فاعلين في هذا المنبر الحر والمخصص للناشئة من البنين والبنات، تعرفنا إلى جوانب أخرى من الحياة، ومارسنا حقوقنا السياسية وحريتنا المكفولة بالدستور والمصانة بالقانون، حيث تعلمنا معطيات العمل الجماعي وبروح الفريق، وكيفية الانفتاح على آراء وأفكار الآخرين، والمناقشة والحوار بشكل حضاري دون تشنج أو استبداد بالرأي، لقد اكتسبنا من خلاله خبرة عملية وثقة أكبر بالذات، وتخلصنا من حواجز التردد والخجل والخوف، فأصبحنا بفضله أكثر جرأة ونضج وتفهم، خاصة أنه يمثل منبراً حراً لجيلنا الشاب، نستطيع أن نعتليه ونسمع صوتنا ورأينا للمسؤولين وأصحاب القرار، فنرفع لهم توصياتنا في شتى القضايا والأمور. ترسيخ مبدأ احترام الرأي الآخر حقق هذا المجلس الشبابي المنتخب منذ نشأته وإلى يومنا هذا العديد من المنجزات والأهداف، معمماً من خلال جلساته الدورية وفعاليته النشطة أسلوباً راقياً للحوار الوطني بين النشء، معتمدا على اتباع نهج مبادئ تشاورية تحترم الرأي والرأي الآخر في كافة القضايا والأمور، مع إعطاء الفرصة لكل الأعضاء المنتخبين لممارسة حق التعبير والمشاركة والاقتراح في كافة القضايا والمشكلات التي يطرحها المجلس، ليكون القرار النهائي فيما بعد للأغلبية وعن طريق التصويت العادل، مطبقا من خلال ذلك أرقى صور الديمقراطية المتمدنة، راسماً استراتيجية هادفة تسعى لرفع مستوى الوعي والإدراك عند الشباب الإماراتي بقضايا لوطن وهموم المجتمع، مكوناً في محصلته العامة نموذجاً مثالياً للعمل التطوعي والخدمة المجتمعية، والمشاركة الفاعلة في العمل السياسي والممارسة الديمقراطية الحرة والمستقلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©