الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغامر عالمي في مواجهة مع التماسيح والأفاعي 15 عاماً

مغامر عالمي في مواجهة مع التماسيح والأفاعي 15 عاماً
14 ديسمبر 2012
(أبوظبي) - تحرص قناة ناشونال جيوغرافيك - أبوظبي باستمرار على استضافة المغامرين العالميين ليس فقط عبر برامجها التلفزيونية، وإنما كذلك عبر دعوة المستكشفين إلى الامارات بهدف التواصل مع الجمهور، وهذا ما ينسجم مع زيارة خبير الزواحف الدكتور برادي بار الذي يكشف المزيد من أسرار الكائنات الخطيرة، وكيفية التخاطب مع الأفاعي والتماسيح بلغة الجسد. ويحمل الدكتور برادي بار خبرة 15 عاما من التعايش مع الغابات الاستوائية، وينقلها ضمن جولته داخل الدولة إلى حديقة حيوانات العين، وذلك بقصد الاطلاع عليها، وتقديم الإرشاد اللازم في مجال الرعاية الضرورية لها. مواجهات حتمية ويقول الخبير العالمي الذي يشغل عضوية ائتلاف الأنواع المهددة بالانقراض في مجلس حكومات الولايات المتحدة الأميركية، إنه سعيد لوجوده في الإمارات التي يضمها إلى قائمة الدول الكثيرة التي سافر إليها بقصد الاستكشاف. ويذكر أنه لم يكن يتوقع ما شهده فيها من مظاهر الرقي العمراني والحضاري وحجم التنظيم المدني، بما في ذلك الحفاظ على البيئة والاهتمام بالحيوان. ويشير الدكتور برادي بار إلى أنه بقدر حماسه لزيارة البلدان الغارقة في أدغالها، فهو يهتم بالتعرف إلى كواليس العيش في البلدان الصحراوية كونها تستفز فضوله. وهذا أول ما طلبه خلال رحلاته الميدانية التي قام بها داخل الدولة، والتي جمعت ما بين المرافق السياحية الراقية التي أبهرته، والمعالم الطبيعية البكر التي جعلته يعتزم العودة مجدداً لخوض غمارها. والدكتور برادي بار الذي يعرض برنامجه الشهير “مواجهات حتمية” حالياً على قناة ناشونال جيوغرافيك في موسمه السادس، كرس حياته لدراسة وحماية أكثر حيوانات العالم المفترسة والمعرضة للانقراض. وكانت له وقفات مطولة مع الزواحف الشرسة بشتى أنواعها، ولاسيما الفصائل النادرة منها والتي لم يتمكن قبله مغامرون كثر حول العالم من الإمساك بها. ويؤكد أن ما يساعده على ذلك، الخبرة من جهة واتساع معرفته العلمية بجلب الحيوانات الأكثر إثارة من جهة أخرى، وتقديمها إلى المشاهدين، وهم جالسون في منازلهم. إذ إن الفن في أمور التعاطي مع الزواحف الخطيرة والأفاعي، يكمن برأيه في التفنن بفك رموز لغة الجسد ما بينها وبين المستكشف. ويؤكد أن هذا هو العامل الوقائي الأفضل والأكثر فاعلية لتلافي أكبر قدر من المخاطر الحاضرة في أي وقت. فصائل نادرة وبحكم عمله منذ 15 عاما في قناة “ناشونال جيوغرافيك” بعدما كان مدرساً لمادة الإحياء، فقد سافر الدكتور برادي بار بريدي إلى أكثر من 70 دولة تنتشر في القارات الخمس، حيث واجه الكثير من الحيوانات الذي يصعب الالتقاء البشري بها. مثل “حبار هومبولت” و”السمندر” الياباني العملاق. ويعد خبير الزواحف الأميركي أول عالم في تاريخ هذه المهنة ينجح بالتقاط ودراسة كافة أنواع التماسيح البالغ عددها 23 في البرية. وخلال جولاته المكوكية من أجل خدمة الحياة البرية والتنوع البيئي، كان هدفه الحصول على حقائق ميدانية عن حياة التماسيح في بيئاتها الطبيعية من أجل فهم أفضل السبل للحفاظ عليها في الطبيعة. ويذكر الدكتور برادي بار أن دولة الفلبين كانت من أهم محطاته الاستكشافية، حيث تمكن فيها من جمع رصيد باهر من الإنجازات التي لم يكن قد حققها من قبل. حيث استطاع الكشف عن خبايا أكثر من ثلث أنواع التماسيح المهددة بالانقراض، وقد أدت محاولاته الجريئة من استقطاب انتباه العالم لمحنة هذه المخلوقات. ويقول إنه شارك في الكثير من المشاريع البحثية مع كبار العلماء في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك بحوث قائمة حالياً، بدعم من الجمعية الجغرافية الوطنية، للحفاظ على التمساح الأميركي في كوستاريكا. وكذلك الأمر بالنسبة لدراسة الأنماط الغذائية للتماسيح في منطقة “إيفرجليدز” بولاية فلوريدا الأميركية. لدغة عنيفة ويتحدث خبير التماسيح الدكتور برادي بار عن أخطر المواقف التي تعرض لها خلال مهمته البحثية غير العادية، بينها أنه كسر ظهره 3 مرات بسبب عدة ركلات وجهت إليه من أسد وفهد ودب. وأصيب بضرر في ساقه، بعدما عضه تمساح عملاق في ميلاوي بإفريقيا. كما التوت يده وخسر الاحساس بمعصمه وأصابع يده اليمنى بفعل لدغة عنيفة في جنوبي أميركا. وقد قدم ما بين عامي 2001 و2002 سلسلة “الزواحف البرية”، ونجا خلالها من عدد لا يحصى من الحوادث. إذ تحطمت الطائرة التي كانت تقله في بانتانال بالبرازيل، وعضته أفعى كبيرة في وجهه، وسحبه تمساح غاضب من السفينة. ومع ذلك فهو لا يخشى مواصلة خوض التجارب الخطرة، ويقول إنه كسائر البشر يخاف من المخاطر. ولكنه يسخر خوفه للحذر ولكي يبقى على قيد الحياة، وليس للتوقف عن العمل أو التفكير بتغيير المهنة. فهو لا يجد متعته بالحياة إلا من خلال طبيعة عمله. ويروي المستكشف العالمي أن البعثات الاستكشافية حملته عام 2002 إلى كمبوديا وجيانا الفرنسية والبرازيل وأفريقيا وسريلانكا وتايلند. حيث كانت له إنجازات تاريخية على الصعيد العلمي في كمبوديا، من خلال التقاط التماسيح اللؤلؤية، وهي من الأنواع التي كان يعتقد أنها انقرضت نظرياً في الطبيعة. ويشير إلى أنه عام 2001 ساعد الدكتور بول سيرينو عالم الحفريات الشهير ومستكشف ناشونال جيوغرافيك، في جهوده لإعادة تشكيل مستحاثة تمساح تعود لعصور ما قبل التاريخ. وكانت بوزن 10 أطنان وطول 40 قدما، وتعد من بين أكبر التماسيح التي عاشت على الأرض. ويلفت الدكتور برادي بار إلى أنهما خلال عملهما معا، أبحرا حول العالم لدراسة علم التشريح والسلوك الخاص بالأنواع الحديثة من التماسيح والأفاعي. إضافة إلى البحث عن أدلة لوضع اللحم على العظام وإنشاء هيكل بالحجم الطبيعي لهذا الوحش القديم. 60 وثائقياً بالعودة إلى بدايات عمله خبيراً في علوم الأحياء، يورد الدكتور برادي بار أنه عام 1997 أبرم عقداً مع قناة ناشيونال جيوغرافيك كمتخصص ميداني لسلسلة المستكشفين، حيث غدا يومها خبير الزواحف في ناشيونال جيوغرافيك. ويذكر أنه منذ ذلك الحين ظهر في أكثر من 60 وثائقياً وبرنامجاً تلفزيونياً، بما في ذلك سلسلة قناة ناشونال جيوغرافيك “مواجهات حتمية مع برادي بار” التي تحظى حتى اليوم بشعبية ونسبة مشاهدة عالية. ويقول خبير الزواحف العالمي إنه اليوم غدا أكثر هدوءا من قبل، ولم تعد تستفزه الرحلات الطويلة، وإنما المهمات بالغة الصعوبة. فبعدما كان ينجز في بداياته عشرات الأفلام خلال أشهر قليلة، بات إنتاجه الفعلي يقتصر اليوم على 3 أفلام في السنة. ويعزو الدكتور برادي بار السبب إلى أن النشاط الجسدي يخف مع التقدم في السن، في حين تقوى الرغبة في التميز، وتحقيق المزيد من الاستقرار الأسري. فهو أب لولدين في الثامنة والرابعة من عمريهما، ولم يعد يحتمل البعد عنهما لفترات طويلة. لذلك فهو يحاول في هذه المرحلة أن يقلص من عدد أسفاره ويجعلها تقتصر على التنفيذ أكثر منه على التحضير الذي بات أكثر إلماماً به من قبل. إضاءة ولد الدكتور برادلي بار في فورت وورث بولاية تكساس، ونال شهادة جامعية في تدريس العلوم الطبيعية من جامعة إنديانا عام 1987. وقد بدأ حياته المهنية بتدريس موضوعات متخصصة عن علوم الحيوانات والأحياء، وعلوم الأرض والحياة، ولا يزال حتى اليوم يهتم بتقديم محاضرات تفاعلية في الفصول الدراسية من خلال تشجيع طلابه على معاينة الحيوانات ولمسها بأنفسهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©