الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراتيجيات عملية للتحفيز على العمل وزيادة الرضا الوظيفي

استراتيجيات عملية للتحفيز على العمل وزيادة الرضا الوظيفي
14 ديسمبر 2012
هل تشعر بالاستياء بمجرد التفكير في بدء أسبوع جديد من العمل؟ هل تتمنى لو تجد سبباً ما لقضاء أسبوعك بعيداً عن مكتبك أو مقر عملك؟ هل تشعر بفتور غير مسبوق في عملك وتفتقد حماستك المعهودة في أداء مهامك الوظيفية؟ لاعليك! لست الوحيد الذي تنتابه مشاعر كهذه. فهذا النوع من الضغط والتوتر النفسي يتزايدان كلما تراجع الرضا الوظيفي. لكن هناك بعض الطرق العملية التي يمكن اتباعها من أجل تحفيز ذاتك في العمل، وزيادة شعورك بالرضا المهني. في ظروف اقتصادية صعبة كالتي تعيشها مختلف دول العالم حالياً، لا يغدو من السهل التفكير في تغيير الوظيفة. فالإنسان يميل بطبعه في هكذا ظروف إلى تفضيل عدم المجازفة بالانتقال من مؤسسة اعتاد العمل فيها ويشعر فيها بالأمان إلى مؤسسة أخرى لا يدري عن بيئتها العملية شيئاً. ولذلك تجد الغالبية العظمى من العاملين والموظفين يستسلمون لمشاعر السخط الوظيفي، ويواصلون أعمالهم حتى عندما يُهيمن على تفكيرهم الاستياء والتذمر، وحتى حين يتحولون إلى أداء مهامهم مجبرين، لا أبطالاً. ما ينعكس سلباً على إنتاجيتهم وجودة الأعمال التي يؤدونها. ويقول خبراء الصحة النفسية المهنية من عيادات “مايوكلينيك” الأميركية إن ممارسات كهذه تضر بالموظف ورب العمل على حد سواء، وأن الأفضل للموظفين المتميزين والمبدعين الذين تنتابهم مشاعر كهذه أن يغيروا طريقة تفكيرهم في العمل الذي يؤدونه من أجل تحسين رضاهم الوظيفي. ثلاثة أشياء إذا كان حماسك قد خبا وفتُر تُجاه عملك الذي طالما أحببته واستمتعت بأدائه، فخُذ وقتاً للتفكير حول الأشياء التي لا تزال تُحفزك وتُلهمك، وللتعرف أكثر إلى مقاربتك الحالية لعملك. ويقول خبراء الصحة النفسية المهنية إن معظم الناس ينظرون إلى الوظيفة التي يشغلونها باعتبارها أحد هذه الأشياء الثلاثة: ? مجرد عمل: فإذا كنت تنظر إلى وظيفتك باعتبارها عملاً تكسب من خلاله قوت يومك، فهذا يعني أنك تُركز بالأساس على الفائدة المالية التي تجنيها منه لا أكثر. وفي هذه الحال، تكون أقل اهتماماً بطبيعة العمل. فما يهمك ويحفزك هو المال. وعندها، يكون ولاؤك للمال الذي تقبضه نهاية كل شهر، وليس إلى المؤسسة التي تعمل بها. وحين تكون كذلك، فإنك لا تتردد في الانتقال لمؤسسة أخرى إن صادفت عرضاً مهنياً مُجزياً أكثر. ? مهنة: إذا كنت تنظر إلى عملك كمهنة، فالأحرى أنك تهتم أكثر بإحراز تقدم مهني متواصل في مسارك. قد تكون وظيفتك الحالية مجرد جسر عابر تمر منه لتحقيق طموحك المهني الحقيقي وبلوغ هدفك البعيد. ويميل من ينظر إلى عمله بهذه الطريقة إلى الاهتمام بتقديم أداء يحقق له قدراً أكبر من النجاح والتألق. ? تلبية لنداء داخلي قوي: فعندما تقبل وظيفة ما نتيجة شعورك بدافع داخلي قوي، ويفتيك قلبك أكثر من عقلك بقبول وظيفة ما قد لا تكون بالضرورة مقتنعاً بمردودها المهني والمالي، فإنك تميل إلى التركيز على العمل المنوط بك في هذه الوظيفة. وأنت في هذه الحال أقل اهتماماً بالربح المادي الذي تحققه، وغير مبال بالتقدم الذي تحرزه على مستوى مسارك المهني. ولكنك تُفضل بالمقابل أن تقنع بالتقدير النفسي الذي تجنيه من أدائك هذا العمل بحد ذاته، ولا شيء غير ذلك. ويرى خبراء الصحة النفسية المهنية أنه ليس من الضروري المفاضلة بين هذه الزوايا الثلاث التي قد ينظر منها الشخص إلى الوظيفة التي يشغلها، وأن بعض الأشخاص قد يكون العمل بالنسبة إليهم شيئاً من كل هذه العناصر الثلاثة، أو قد تجتمع في نظرتهم هذه الأبعاد الثلاثة جميعها. ومع ذلك، فهم يُجمعون على أن الشخص الذي يساوره شعور حقيقي، وليس عرضياً، بعدم الرضا أن يفكر في الدوافع التي تُحفزه للعمل. فكر في الظروف التي قادتك في الأصل إلى شَغْل منصبك الحالي، وفكر فيما إذا كان هناك عامل محدد يجعلك تفتقد إلى الشعور بالرضا الوظيفي. ولا شك أن فهم ما يحفزك في العمل من شأنه مساعدتك على إعادة صوغ توقعاتك، واتخاذ خياراتك حتى لا تظل حبيس جدران السخط الوظيفي، وحتى تُنمي شعورك بالرضا المهني. روح جديدة بصرف النظر عن الأسباب التي دفعتك للعمل، توجد استراتيجيات يمكنها أن تُساعد أي شخص على بث روح جديدة في عمله، وضخ حياة أخرى في وظيفته، وأداء مهامه بحماسة أكثر. ومن بين هذه الاستراتيجيات: ? إيجاد تحديات جديدة: فخُذ على عاتقك تنفيذ مشروع يمكنه أن يُحفزك أكثر ويمنحك شعوراً بأنك تُحقق إنجازاً وتُسيطر على زمام الأمور. ولا بأس من القيام بذلك بتدرج وتأن حتى تحقق أهدافك دون أن يعترض طريقك ما من شأنه إطفاء حماستك. ولعل بدءك بأشياء تهمك شخصياً يمكن أن يعينك على تعزيز ثقتك بنفسك وزيادة جرعات رضاك الوظيفي. ? تدريب زميل جديد: فحينما تقوم بتدريب زميل التحق حديثاً بالعمل، أو تتطوع لتزويده بالمشورات والنصائح السديدة التي راكمتها بفضل خبراتك وتجاربك بالمؤسسة، تشعر بأنك كسرت روتينك اليومي في العمل، لا سيما أن زميلك الجديد قد يفيدك بدوره في طريقة نظره إلى الوظيفة التي التحق بها، وقد تكون له مقاربات ثورية عنها أكثر تقدماً من مقاربتك أنت للعمل الذي تقوم به. واعْلَم أن مساعدة زميل جديد أو متدرب شاب تفيد كلا الطرفين، وتُسهم في تطوير مهاراتك كمدرب واستشاري، وتجعلك تستعيد شعورك بكسب التحدي وبتقدير النفس والرضا المهني. ? توسيع المهارات: فإذا كنت تشعر بالملل، اسأل مديرك أو الشخص المشرف عليك عن مدى وجود فرص للاستفادة من تداريب في مجالات متعددة ذات صلة بوظيفتك، ومن شأن ذلك أن يُساعدك على الاضطلاع بمهام إضافية جديدة، والقيام بأعمال إضافية تعود بالنفع عليك وعلى رب العمل. وإذا أعلنت المؤسسة التي تعمل بها عن إطلاق مشروع جديد، فاحرص على أن تكون أول المتطوعين للعمل في فريق تنفيذ هذا المشروع، طبعاً إنْ كنت تجد نفسك قادراً على كسب الرهان والتحدي وتحقيق الأهداف المنشودة. ? التعلم من الأخطاء: لا تسمح للعثرات التي صادفت مشوارك بقتل رضاك المهني وجعله يتآكل لأقل الأسباب. وعندما ترتكب خطأً ما في عملك، تعلم من هذا الخطأ وحاول مجدداً، فأهم شيء هو الاستفادة منه وتجنب تكرار الوقوع فيه. وفي حال حصلت على تقييم يقل عن توقعاتك وطموحاتك، فتحلى بالموضوعية وتجرد من ذاتيتك، ولا تُلقي باللوم على رئيسك وتُمعن في لعب دور الضحية والمظلوم، بل تقبل الأمر وأخبر رئيسك برغبتك في تلقي دورات تدريبية، وحضور ندوات من أجل تحسين أدائك ونيل تقييم مشرف في المرات اللاحقة. ? التحلي بالإيجابية: استخدم التفكير الإيجابي عند إعادة صوغ أفكارك حول عملك. وعندما تجد ذهنك يُحدثك بأن عملك أصبح مملاً وباعثاً للتذمر، توقف لوهلة وغير بوصلة تفكيرك السلبية هذه. وتذكر دائماً أن كل شخص يُصادف أياماً جيدة في عمله وأخرى سيئة، مهما كان أداؤه ومهما كان منصبه، وبصرف النظر عن بيئة عمله ومكانة مؤسسته. ومقولة “يوم لك ويوم عليك” لا تنطبق فقط على الحياة الشخصية اليومية، وإنما على العمل أيضاً. ? التعبير عن الامتنان: فالشعور بالامتنان والإعراب عن ذلك يساعدك في التركيز على كل ما هو إيجابي في عملك. فاسأل نفسك “ما أكثر شيء يُشعرني بالامتنان في عملي هذا اليوم؟”. ولْتَشْعُر بالامتنان حتى لو وجدت أن أقصى ما أسعدك في يومك هو تناول وجبة الغذاء مع زميل صدوق في المطعم أو المقصف الموجود في المؤسسة. وكن متيقناً أنه مهما بلغ يومك من سوء، فإنك ستجد نقطة مضيئة تستحق أن تحظى بامتنانك. ? حياة موازية: ففي حال وجدت أن حماسك في العمل قد فتُر إلى أبعد حد، ووجدت في الوقت نفسه أنه من غير الواقعي التفكير في تغيير هذا العمل بسبب الظروف الاقتصادية غير المؤاتية، أو بسبب شعورك حقاً بالولاء للمؤسسة، فواصل عملك حيث أنت، وابحث عن مكان آخر تُفرغ فيه طاقتك وحيويتك وحماستك عبر القيام بما يروقك من أنشطة وهوايات، وستجد ذلك ممتعاً، وربما تستعيد نشاطك في العمل بعد فترة وجيزة. فيكون شعورك بالفتور المهني في هذه الحال تلك الضارة النافعة التي جعلتك تهتم أكثر بحياتك الشخصية خارج العمل، وتوفي نفسك حقها الذي طالما هضمته بسبب استغراقك المفرط في هذا العمل. وبمجرد أن يفكر الشخص بأن وظيفته هي الوسيلة التي أتاحت له الاستمتاع بتلك الأشياء التي يكن لها قدراً كبيراً من الحب والشغف، فإن شرارة التفكير الإيجابي حول عمله تنقدح من جديد. وسواءً كان عملك مجرد عمل، أو مهنة، أو تلبية لنداء داخلي، فإنه يمكنك أن تتخذ خطوات تُساعدك على تجديد تقديرك للعمل الذي تقوم به. فحاول التصرف بإيجابية في كل الأوقات الصعبة، وقدم أفضل ما عندك حتى حين تسوء الأوضاع. كُن مبدعاً ومبتكراً عند التفكير في طرق تغيير ظروفك، أو في طريقة نظرتك لهذه الظروف. فقيامك بذلك سيساعدك لا محالة على إدارة التوتر، وجعل عملك مُجزياً وممتعاً أكثر. هشام أحناش عن موقع “mayoclinic.com”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©