باريس، واشنطن، لندن (وكالات) - أعلن النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار أم أنه “مستعد لإجراء محادثات” في إثيوبيا مع خصمه رئيس الدولة سيلفا كير، وذلك بعد معارك عنيفة أسفرت عن مئات آلاف النازحين. وقال مشار لإذاعة فرنسا الدولية “نحن مستعدون لإجراء محادثات. لقد شكلت وفداً. تشاورت هذا الصباح مع وزير الخارجية «الأميركي» جون كيري ووزير خارجية اثيوبيا وأبلغتهما أنني مستعد للمحادثات”. وأضاف “آمل في أن تجرى المحادثات في الخارج في مكان حيادي. والأمثل هو أن تتم في إثيوبيا”، موضحاً أنه لن يكون جزءاً من هذا الوفد. وقال مشار “لقد شكلت وفدا رفيع المستوى وفوضته صلاحياتي للتوصل إلى اتفاق”. وأكد نائب الرئيس السابق مجدداً أن هدفه هو رحيل سيلفا كير عن السلطة. وأضاف مشار “نريد بلداً ديمقراطياً. نريد انتخابات حرة ومنصفة وديموقراطية. نريد رحيل سيلفا كير”. و كان مسؤول أميركي صرح لوكالة فرانس برس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري حض أمس رياك مشار على وقف القتال والتحاور مع خصمه سيلفا كير. وقال المسؤول، إن وزير الخارجية الأميركي دعا أمس خلال اتصال هاتفي مع مشار إلى “وقف القتال وبدء مفاوضات سياسية”.
من جانبه ، أعرب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج أمس عن استيائه من استمرار العنف في جنوب السودان، وأعلن عن إيفاد دبلوماسي بارز من وزارته لدعم التوصّل إلى حل سياسي للأزمة الدائرة في البلاد. وقال هيج إن الوضع في جنوب السودان يتدهور، وأشعر بالقلق من التقارير عن تزايد العنف على أسس عرقية، واستهداف المدنيين غير مقبول، وكذلك التهديدات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة على حمايتهم. ودعا جميع قادة جنوب السودان إلى كبح جماع أنصارهم وحل الخلافات السياسية بالطرق السلمية”. وأضاف هيج إنه تحدث مع نظيره الأثيوبي، تيدروس أدهانوم، لنقل دعم المملكة المتحدة الكامل لجهود الاتحاد الأفريقي وجهود الوساطة الإقليمية في جنوب السودان، انطلاقاً من موقفها الداعم لقرار مجلس الأمن بضمان تزويد بعثة الأمم المتحدة بالتعزيزات التي تحتاج إليها على محمل السرعة. وأشار إلى أن جنوب السودان كان بلداً ولد وسط آمال بزيادة السلام والازدهار لشعبه، ولا ينبغي التفريط بالمكاسب التي تحققت على مدى العامين الماضيين. ووصل المدير السياسي بوزارة الخارجية البريطانية، سايمون غاس، إلى جوبا أمس لدعم العملية السياسية في جنوب السودان.
من جانب آخر عقد رئيس جنوب السودان، سيلفا كير، اجتماعاً مطولاً مع ممثلة المعارضة، ربيكا قرنق، أرملة الزعيم الراحل الذي يعد أبو الاستقلال جون قرنق، فيما قال وزير خارجية دولة جنوب السودان، برنابا مريال بنجامين، إن المفاوضات بين مجموعة رياك مشار وحكومته ستبدأ الأسبوع القادم، في وقت سمحت فيه السلطات لأسرة باقان أموم بإجراء اتصال معه. وقال، برنابا إن وفد وزراء الإيجاد وصل إلى أديس أبابا، ومنها سيغادرون خلال اليومين القادمين إلى مكان وجود النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان رياك مشار، الذي وافق على الجلوس معهم. وأضاف بنجامين أن وفد الوزراء التقى الرئيس سيلفا كير ووافق على معالجة الأزمة وفق الطرق الرسمية، بالإضافة إلى أنهم قابلوا أرملة دكتور جون زعيم الحركة الشعبية الراحل، ربيكا قرنق. من جهة أخرى، قال مصدر، إن السلطات سمحت للأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم، المعتقل منذ أيام، بإجراء اتصال مع أسرته. وفي سياق مؤشرات حل الأزمة المستعرة في جوبا منذ ليل الأحد قبل الماضي، التقت ربيكا قرنق المساندة بقوة لمجموعة معارضي سلفاكير التقت الأخير، الأحد، بناءً على طلبه بمقر الرئاسة. وقالت ربيكا في تصريحات مقتضبة “اجتمعت بالرئيس كير وأجرينا نقاشا حول الأحداث الحالية، وسنواصل الحوار فيما بيننا، ولا أستطيع التحدث أكثر من ذلك”، وعدت بأن مبادرة كير لاحتواء الأزمة وتجنب انتقالها إلى ولايات البلاد الأخرى “جيدة”. من جهة أخرى، قدم المعارض الجنوبي لام أكول أجاوين، مقترحات للخروج من الأزمة السياسية، داعيا إلى وقف إطلاق نار فوري ودعم جهود التهدئة، وأن يتم التوصل إلى إجماع وتوافق وطني بمشاركة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وتشكيل حكومة انتقالية تعمل على التحضير لانتخابات عامة. واشترط أكول احتفاظ كير برئاسة البلاد خلال الفترة الانتقالية باعتباره رئيسا منتخبا.
وأضاف أن الحديث عن أي رئيس جديد سيدخل البلاد في دوامة جديدة. وقال، بحسب صحيفة «المصير» التي تصدر باللغة العربية من جوبا، “إن الأجواء الحالية لا تحمل سوى رغبة من المجتمع المدني ودول الجوار لفرض حل “سواء قبلنا أو رفضنا”.
عدد اليوم
