الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شهود عيان يروون وقائع مجازر عشوائية وعمليات اغتصاب

25 ديسمبر 2013 00:29
جوبا (أ ف ب) - يروي سايمون ممدداً على فراش في إحدى قواعد الأمم المتحدة في جوبا عاصمة جنوب السودان كيف نجا من مجزرة ارتكبتها القوات الحكومية، لكنه أصيب بجروح بالرصاص يسعى للتعافي منها. لا يزال سايمون الذي لم يفصح عن اسمه الأول يرتعد خوفاً. يقول إنه تم توقيفه مع رجال آخرين عديدين عندما بدأت المعارك قبل أسبوع بين أنصار الرئيس سيلفا كير والمتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار الذي أقيل في يوليو. أقتيد الموقوفون مجردين من السلاح إلى مركز للشرطة قبل أن تطلق عليهم قوات الرئيس كير النار من خلال الزجاج على ما روى. فتقوقع في زاوية ثم اختبأ تحت الجثث. وقال إن نحو 250 رجلاً اقتيدوا إلى المكان، ولم ينج منهم مثله سوى 12 بعد 48 ساعة عندما أخلى المبنى الواقع في إحدى الجادات الأكثر ازدحاماً في جوبا. و”للبقاء على قيد الحياة اضطر للاختباء تحت جثث الآخرين وخلال يومين بدأت تفوح رائحة نتنة فعلاً منها لا أود كثيراً التحدث عنها”، على ما ذكر بتأثر. واستطرد جاتويش، وهو ناجٍ آخر قائلاً: “لم نكن سوى 12 فكل الآخرين قتلوا”. ويؤكد الرجلان أنهما استهدفا لأنهما من قبيلة النوير، التي ينتمي إليها رياك مشار، وأن الجنود المسؤولين عن المجزرة هم من قبيلة الدينكا، التي ينتمي اليها الرئيس كير. لكن لا يمكن التأكد من شهاداتيهما بشكل مستقل لاسيما وأنها تفرض قيوداً صارمة على تنقل الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني الموجودين بندرة في هذا البلد. وحاولت وكالة فرانس برس التوجه إلى مركز الشرطة المذكور الواقع في حي قوديلي لكن رجالاً بالزي العسكري وباللباس المدني أبقوها على مسافة. لكن الرائحة الكريهة كانت تحبس الأنفاس فيما كان الذباب يملأ المكان. كما شوهد ستار إحدى النوافذ مغطى بالثقوب. وتنفي الحكومة أن تكون مسؤولة عن أي عمل عنف ذي طابع قبلي. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أقوير “إنها ليست مشكلة قبلية” نافياً أن يكون جنود بالزي العسكري ارتكبوا فظاعات، مؤكداً: ليس أمراً صحيحاً. إن مجرمين في جوبا قاموا بقتل أناس، كانوا هنا قبل المعارك الأخيرة. لكن شهادات عديدة أخرى تبعث على الاعتقاد بوجود مخطط وحشي لأعمال عنف ذات طابع قبلي تشمل عمليات قتل واغتصاب منذ أن بدأت المواجهات في 15 ديسمبر الجاري. ووردت معلومات مماثلة من مناطق أخرى في البلاد خاضعة للمتمردين المعارضين للرئيس، يشير بعضها إلى هجوم على قاعدة للأمم المتحدة من قبل شبان من قبيلة النوير في أكوبو بولاية جونقلي. وقد قتل هناك جنديان هنديان من قوة حفظ السلام، وتخشى الأمم المتحدة أن يكون مدنيون من الدينكا لجأوا إلى القاعدة قد سقطوا قتلى. وأشارت معلومات أخرى إلى أن حوالي 45 ألف شخص من سائر مناطق جنوب السودان لجأوا في خلال أسبوع إلى قواعد الأمم المتحدة طلباً لحماية القوة الأممية الصغيرة المتمركزة في البلاد، وأن مئات آلاف آخرين هربوا إلى الأدغال أو أماكن أخرى أكثر آماناً. وروى شخص آخر من النوير آثرت فرانس برس ذكر اسمه الاول فقط وهو رياك، أنه لجأ الى قاعدة للامم المتحدة في جوبا بعد أن ترك عمله في الحرس الرئاسي الأحد، وشاهد عمليات قتل واغتصاب بالجملة. وكان يتخوف من أن يقوم عليه زملاؤه في نهاية المطاف. وقال: “هناك جنود يفعلون ذلك.. يتم توزيع أسلحة على ميليشيات من شبان الدينكا”، متهما مكتب الرئيس بأنه يقف وراء عمليات توزيع الأسلحة. وأكد رياك أنه يتم تفتيش كل المنازل في أحياء الدينكا وأن أي شخص لا يجيب على السؤال أين شولي” - “ما اسمك؟” بالدينكا -- يسحب من منزله ويتم توثيقه ويقتل. وبين الضحايا أطفال. وقد ساد هدوء هش في جوبا لكن منازل عديدة هجرت وفي الشوارع يسير رجال بالزي العسكري أو اللباس المدني، وهم يحملون أسلحة نارية أو سكاكين، وسواطير. وقال عامل إنساني طلب عدم كشف هويته إنه يبدو أن الجنود يخفون أيضاً الأدلة عن غارات تستهدف أحياء النوير. وأوضح هذا المصدر أنهم يطلبون من جنودهم أن يجمعوا الرصاصات قبل وصول (ممثلي) المجتمع الدولي، مضيفاً أنه شاهد جثثاً مع أيد موثوقة وآثار الرصاص في الرأس. ثم تنقل الجثث وترمى خارج المدينة. وروى شخص آخر ينتمي إلى قبيلة النوير، وقد لجأ الى قاعدة للأمم المتحدة أن الجنود قتلوا زوجة أخيه وطفلتيها اللواتي تتراوح أعمارهن بين سنة وست سنوات بسحق منزلهن بدبابة. كما روى بانج تيني، وهو جنوب سوداني آخر هرب من أعمال العنف أنه شاهد عشرة من النوير يغتالون الأسبوع الماضي. وقد سبق وهرب من بلاده إلى كندا أثناء حرب استقلال الجنوب ضد السلطة السودانية في الخرطوم لكنه عاد قبل تسعة أشهر. وهو يسعى مجدداً للهرب لينجو من الموت. وقال: “عندما يمسكون بك لا نراك أبداً بعد ذلك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©