انتهاء عصر الركشة

ودعت دلهي لوحةً مأثورةً من تراثها الثقافي والاقتصادي هذا الأسبوع بعد أن صدر قرار يحظر تجول عربات ''الركشة'' في طريق ''شاندني شاوك'' التاريخي الممتد عبر الجزء الجداري القديم للمدينة والذي طالما عرف بشوارعه وأزقته الضيقة و''بازاراته'' المحتشدة بالجوالة والمتسوقين· وكما ورد في صحيفة ''اندبندنت'' اللندنية مؤخراً فقد عكفت السلطات في المدينة على التصدي لعمليات الازدحام المروري والتعطل التي استمرت تغلق شارع السوق بواسطة عربات ''الركشة'' التي تسير بالدواسات ''البدال''، وأصبحت محظورة الآن وتسيير أسطول من الحافلات خضراء اللون عوضاً عنها تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط لنقل جموع المتسوقين من وإلى السوق مقابل 5 روبيات فقط (6 بنسات) للرحلة الواحدة· وخلصت استبانة سريعة للآراء أجريت قبل يومين من تنفيذ القرار الجديد إلى أن معظم أصحاب المتاجر عبروا عن ترحيبهم الشديد بالخطوة، مؤكدين أن من شأنها تسهيل الأمور كثيراً على المتسوقين، حيث يقول أمان بينتو 30 عاماً الذي يعمل في أحد محال بيع المجوهرات: ''أعتقد أن الوضع سوف يصبح أفضل بكثير ويسهل الأمر على الزبائن''· أما عارف ماييم الذي يعمل محاسباً في محل لبيع المجوهرات والسلع الإلكترونية في الشارع فمضى يقول: ''إنها الخطوة الأفضل لجميع الأطراف بعد أن تصبح الحركة المرورية أسرع وأكثر انسيابية مما كانت عليه، وسيصبح من الأسهل على كل شخص الانتقال بسرعة من مكان إلى آخر''· وكانت المحكمة العليا في دلهي قد أجازت القانون الجديد الذي يحظر استخدام دراجات ''الركشة'' في الشارع الذي يشق طريقه من ''القلعة الحمراء'' التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر وحتى موقع مسجد فيتبري، بالإضافة إلى سائر أنواع العربات اليدوية الأخرى، وتلك التي تقودها بعض الحيوانات· وقد أصبح القانون الجديد سارياً ابتداءً من يوم الاثنين الماضي ومنذ ذلك التاريخ أصبحت قوات الشرطة تصادر وتطارد الأشخاص الذين يجرون عربات ''الركشة'' في انتهاك واضح للحظر المفروض· وفي الوقت الذي أعرب فيه العديد من المقيمين والعاملين في المدينة عن ترحيبهم وإشادتهم بالمبادرة على أساس أن التخلص من عربات ودراجات ''الركشة'' قد ساعد على إنهاء حالة الازدحام والتكدس المروري، فإن المجموعات العاملة في جر وتشييد عربات الركشة بجميع أنواعها والذين اعتادوا لفترة طويلة على الاعتماد على هذه التجارة أبدوا شعوراً غاضباً تجاه الخطوة، معتبرين أنها تمثل تهديداً سافراً لرزقهم ومعيشتهم· إذ صرح أحدهم لوكالة الأخبار الهندية الآسيوية قائلاً: ''ما الذي سأفعله الآن وكيف أوفر الطعام لعائلتي؟ إنني أعمل منذ الثامنة صباحاً وحتى آخر الليل ومهما كان حجم المبلغ الذي أكسبه يومياً فيتعين عليّ دفع إيجار شهري لصاحب (الركشة)، والآن ماذا يجب عليّ فعله بعد أن سلبت مني الوسيلة الوحيدة للرزق؟''· ويشير أحدهم، ويدعى حامد بشير إلى أن الآليات الأخرى التي تعمل بالمحركات باستثناء الحافلات الجديدة بما فيها ''الركشات'' التي تعمل بالمحركات ما زال مسموحاً لها بالتجول في شارع السوق قائلاً: ''ربما يتمكنوا من إبعادنا من الطريق، ولكن ماذا بشأن المحركات والعربات الأخرى من ذوات العجلتين أو الثلاث عجلات؟ ماذا عن السيارات الأخرى؟ أعتقد أن الازدحام سوف يظل موجوداً''· ولكن السلطات أكدت بما لا يدع مجالاً للشكوك أن هذا التغير فرض لكي يبقى على الدوام· إذ يقول المتحدث الرسمي باسم بلدية دلهي: ''لقد تم فرض وإنفاذ الحظر باستثناء أنواع قليلة فقط من (الركشات) في شارع شاندني شاوك· وعلى الجميع الالتزام بهذا التشريع''·