لقي 45 شخصاً بينهم 4 أطفال مصرعهم برصاص الأجهزة الأمنية في أنحاء متفرقة أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية، فيما طالب المرصد طلائع بعثة الجامعة العربية بالتوجه فوراً إلى مدينة الحولة بمحافظة حمص حيث تم العثور على جثامين 4 سوريين ظهرت عليها آثار التعذيب بعد أن اعتقلتهم الأجهزة الأمنية وعناصر الشبيحة الليلة قبل الماضية، بما يتيح للمراقبين توثيق هذا الانتهاك الفاضح الجديد لحقوق الإنسان. تزامن ذلك، مع مشاركة آلاف الغاضبين في الجامع الأموي بدمشق أمس، في تشييع 44 شخصاً هم حصلة ضحايا التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرين أمنيين بضواحي العاصمة السورية الجمعة.
ووسط اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن الانفجارين، نفى زهير سالم المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا مسؤولية الجماعة عن الهجومين الانتحاريين متهماً النظام بـ “افتعال” بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم الإخوان، وذلك رداً على بيان نشره أحد المواقع نسب مسؤولية العمليتين الدمويتين للجماعة المحظورة.
وشدد المرصد الحقوقي الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له أمس، على ضرورة توجه وفد المقدمة لفريق المراقبين العرب إلى مدينة الحولة بمحافظة حمص التي تشهد أعمال عنف متفاقمة، لمشاهدة جثامين 4 مدنيين بدت عليها آثار التعذيب بعد اعتقالهم ليل الجمعة السبت من قبل الأجهزة الأمنية والشبيحة من حي البستان في كفرلاها، للوقوف مباشرة على الانتهاكات الجسيمة، قائلاً إنه تم العثور في الشوارع على مواطن خامس في حالة خطرة”. وطالب المرصد “وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري إلى المدينة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان الذي يعتبر غيضاً من فيض لما جرى ويجري في سوريا”.
وذكر المرصد من جهة أخرى، أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة “اقتحمت” بلدة بصرى الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا الجنوبي. وأضاف أن هذه القوات “تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة”، معرباً عن خشيته من أن “يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا الاثنين الماضي بجبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة”. وفي وقت سابق أمس، أعلن المرصد الحقوقي أن 13 شخصاً قتلوا أمس، بينهم 6 في حمص وسط البلاد، وطفل واحد على الأقل. كما أورد المرصد وقوع اشتباكات بين “منشقين” وحواجز الجيش النظامي السوري في مدينة داعل بمحافظة درعا، وقدوم تعزيزات عسكرية عقب الاشتباكات، محذراً من وقوع “مجازر” في داعل.
وتحدث المرصد عن فض اعتصام لنشطاء سجناء بالقوة في سجن المسلمية، دون أن يسجل جرحى أو إصابات. وفي آخر حصيلة، لضحايا القمع، أكد المرصد ولجان التنسيق المحلية مصرع 28 سورياً برصاص الأمن بينهم 3 أطفال في حمص. كما استشهد طفل يبلغ 15 عاماً، متأثراً بجروح أصيب بها خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية الجمعة” في مدينة نوى.
وكان المرصد السوري أعلن مقتل 24 مدنياً أمس الأول، 11 منهم في مدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق، و3 في مدينة حماة و3 في محافظة إدلب فيما استشهد مواطنان برصاص الأمن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور. في غضون ذلك، أفادت آخر حصيلة رسمية بأن الانفجاريين الانتحاريين اللذين هزا ضاحية كفرسوسة بدمشق بلغت 44 قتيلاً وأكثر من 150 جريحا.
من جانب آخر، ردد آلاف السوريين أمس، هتاف “الموت لأميركا” خلال جنازات 44 شخصاً على الأقل قتلوا بالتفجير الانتحاري المزدوج في دمشق. وألقت سوريا باللائمة على تنظيم “القاعدة” في الهجوم الذي استهدف مبنيين أمنيين وجاء بعد يوم واحد من وصول طلائع لجنة الجامعة العربية إلى دمشق للإعداد لمهمة المراقبين الذين سيشرفون على التزام الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ خطة الجامعة لإنهاء العنف.
وقال بعض معارضي الأسد إن الهجوم ربما دبرته الحكومة نفسها. وتحولت الجنازات في دمشق أمس، إلى مسيرات مؤيدة للأسد طالب فيها المشيعون بالثأر. واصطفت النعوش التي لفت بالعلم السوري داخل المسجد الأموي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن. وكان كثير من النعوش بلا اسم حيث كان القتلى من المجهولين.
وحضر رجال دين مسلمون ومسيحيون الجنازات، وأذاع التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة مراسم التشييع. وقرأ وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد بياناً من زعماء دينيين مسيحيين ومسلمين أعرب عن التنديد بهجمات الجمعة التي قال إنها تأتي في إطار “مؤامرة ضد سوريا”.
من ناحيته نفى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهي من المكونات الرئيسية بالمجلس الوطني المعارض، مسؤولية الجماعة عن التفجير متهماً النظام بـ”افتعال” بيان عن تبني تلك الاعتداءات باسم الإخوان.
ورداً على بيان نشره أحد المواقع التي قيل إنها لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتبنى باسمها الهجمات، قال المتحدث زهير سالم “إنها صفحة مزورة باسمنا على شبكة الانترنت”. وأضاف المتحدث الذي تم الاتصال به من لندن إن “النظام هو الذي فبرك البيان وكذلك الاعتداءات”، على حد قوله.
العربي يندد بتفجيرات دمشق ويطالب بوقف العنف
القاهرة (وام) - ندد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالتفجيرين اللذين وقعا في دمشق أمس الأول وأوقعا عشرات القتلى والجرحى من الأبرياء. وتوجه الأمين العام في بيان بالتعازي والمواساة إلى أهالي الضحايا والمصابين ولعموم الشعب السوري، مؤكداً أن مثل هذه التفجيرات الإجرامية لن تمنع بعثة مراقبي الجامعة العربية من القيام بالمهام الموكولة إليها بموجب الخطة العربية والبروتوكول الموقع مع الحكومة السورية في هذا الشأن. وشدد الأمين العام على ضرورة الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ومن أي مصدر كان في جميع أنحاء سوريا وعلى ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من المدن والقرى والأحياء السكنية التي تشهد التظاهرات وحركات الاحتجاج السلمية. وأعرب عن قلقه من توارد الأنباء حول تزايد أعمال العنف في مدينة حمص، داعياً إلى ضرورة الوقف الفوري لها وحذر من خطورة استمرارها على الجهود المبذولة لإنجاح مهمة بعثة مراقبي الجامعة.
عدد اليوم
