الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أقلام هوايتها النفخ !

أقلام هوايتها النفخ !
26 يونيو 2007 00:01
كأن الساحة الإبداعية في الإمارات لا يراد لها أن تكبر أو تترسخ أو تبنى لها عراقة وقواعد، كأنه يراد لها أن تبقى في بداياتها، تتعثر ثم تنهض ثم تكبو ثم تستقر قليلا، فيأتي بعد ذلك نفر من المحررين الثقافيين أو المخبرين الثقافيين أو المؤسسات الثقافية، ليكتشف صوتاً جديداً، وغالباً ما تكون امرأة، أو يحتفل بالتجربة الإبداعية لكاتبة لا تجيد قراءة قصصها، ولم يصدر لها سوى مجموعة قصصية واحدة، أو تقوم مؤسسة ثقافية ، كاتحاد الكتاب مثلا ، بتسليط الضوء على كاتبة أخرى ( تستعد ) لإصدار مجموعة قصصية، بينما لا أحد يلتفت إلى أسماء مبدعين ومبدعات في الشعر والقصة، ساهموا في إحداث تراكم نوعي لهذه الفنون، واستطاعوا أن يرسموا ملامح واضحة لجهودهم· ولأن تناولهم يحتاج إلى كثير من التعب والقراءة والدرس، و(الموضة) حالياً تميل إلى الاستسهال، فإنهم باتوا وكأنهم خارج هذه الساحة، وكتاباتهم صارت من الماضي، وربما ينظر إليهم على أنهم ( رجعيون)، وانضموا إلى ( التراث )· وفي المقابل، تظهر أسماء جديدة متعثرة، لا تعرف البداية من النهاية في فن القصة، ونتاجها يشير إلى أنها لم تقرأ لأحد من الكتاب في الإمارات،من مواطنين أو عرب، تساعدها كتابات ( مندهشة)، لمحررين وفدوا حديثاً ولم يقرأوا لأحد من قبل في هذه الساحة، وربما ينسبون لأنفسهم فضيلة اكتشاف هذه الأصوات والأخذ بيدها، أو لمحررين مخضرمين يواصلون( علك ) حروفهم، ويقدمون لنا كل يوم (كلمات ليست بالكلمات) في مقالاتهم وتحقيقاتهم ، تسيرهم غرائز وأهواء وعقد ، وما يحز في النفس أن كتاباتهم الإبداعية متميزة حقا· الساحة الإبداعية أيها الإخوة ليست فارغة، ولا تتعلم الحبو، كما يريد لها البعض أن تبدو، هنالك كتابات يجب أن يؤسس عليها، والانطلاق منها، كلام أوجهه ( للمبدعين الجدد)، والمحررين الجدد، الذين يدبجون الكلام غير المفهوم في تغطياتهم وآرائهم ( النقدية)، وإلى مخرجي الصفحات الثقافية الجدد، الذين ينشرون صوراً بالحجم الطبيعي لكتاب أو كاتبات في طور ( التأتأة)· بعض التغطيات الإعلامية تقوم بالتزوير في وضح النهار، تصنع ( من الحبة قبة، ومن الفسيخ شربات)، فعشرين نفراً يتحولون إلى جمهور كبير، وقصص ساذجة تتحول إلى فلسفة اجتماعية، وقصص أطفال يتم تناولها وفق المدرسة البنيوية أو التفكيكية!! والبعض يتلفظ بهذه المصطلحات كأنه صانعها، معتقداً بأنه وحده قرأ عنها أو سمع بها، والآخرون ينعمون في جهلهم· ألا يدعو هذا للضحك أو للخجل؟! منذ زمن ونحن نطالب المؤسسات الثقافية للارتقاء بأنشطتها، أن تكون إبداعية وليست إجرائية، أن يستحق الصوت الذي يعتلي المنبر اسم المؤسسة التي تظهر خلفه، أن يحترم عقول الحاضرين وذائقتهم النقدية، يحدث كل هذا، والمطبلون الثقافيون يزيدون طبولهم ضرباً، مقتنعين أنهم يؤدون واجبهم، طالما أنهم يكتبون عن اسم محلي، بينما يرتكبون خيانات شائنة، اقلها السكوت على النتاج التافه، وتلميع الصدأ، والتركيز على المظهر ودحر الجوهر، ورغم ذاك، يتحدثون خارج هذه التغطيات وصالات الأنشطة بكلام كبير جداً، كأنهم مفكرون استراتيجيون للثقافة والإبداع· فمتى سيتوقف هؤلاء عن نفخ البالونات ··!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©