إنجليزية مبكرة

أصبح وجود اللغة الإنجليزية شيئا أساسيا في حياتنا لدرجة أن والدتي تنصحنا دائما بتعليم أولادنا هذه اللغة منذ نعومة أظفارهم حتى يشبوا عليها ويبدعوا فيها بحال طلبهم للوظائف (فقد رأت المعاناة التي تكبدها إخواني الشباب نتيجة عدم إتقانهم اللغة الإنجليزية )·· وسبق أن رأيت بعض الأمهات اللواتي يتحدثن مع أبنائهن الذين لم يكملوا سن السادسة باللغة الإنجليزية داخل المنزل، الأمر الذي جعلني أتساءل: هل من الأفضل إدخال الأطفال إلى مدارس خاصة بدلا من المدارس الحكومية، لأنها تستخدم الإنجليزية فقط في تدريس المناهج؟ وماذا سيكون تأثير ذلك على اللغة الأم·· ألن يبتعد لسانهم تدريجيا عنها؟ كل هذه الأسئلة تلاشت من مخيلتي بعد أن أمعنت التفكير في هذه المسألة·· فالطفل لن يترك اللغة العربية ما دام يسمعها باستمرار وتكون متداولة دائما أمامه·· ولهذا يجب على الأم أيضا أن تقرأ القرآن الكريم أمامه وتجعله يشاركها بالحفظ حتى تقوى لغته وبلاغته، وتعرض عليه القصص القيمة وتحادثه أحيانا باللغة العربية الفصحى، ومن الناحية الأخرى جميل أن يتعلم اللغة العالمية لأنه سيحتاجها كثيرا·· وأفضل سن لذلك هي السنوات المبكرة لأن الطفل يكون بيئة خصبة تستطيع تلقي أي شيء وتحفظه بسهوله·· وسيستطيع بعدها التعامل بسرعة مع شبكة ''الإنترنت'' التي تكون تكون أغلب مواقعها باللغة الإنجليزية، إضافة إلى سهولة البحث في المكتبة، والتحدث خلال السفر والتسوق، وفي المستشفى والمطعم ومع السائق والشغالة وحتى في البقالة التي يتكلم معظم البائعون فيها بهذه اللغة·· ولا أعتقد بوجود تضارب في الشخصية في حال تعلم الطفل للغتين، حيث أكدت الدراسات أن معظم الأطفال يستطيعون إتقان أكثر من لغة في سن مبكرة·· لذا أشجع الأمهات على إفساح المجال لأبنائهم بتعلم لغة أخرى غير العربية لمصلحتهم المستقبلية· فريدة خميس