الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولمبياد «سوتشي»: تهديدات إلكترونية

8 فبراير 2014 22:18
يواجه زائرو دورة الألعاب الأولمبية في مدينة سوتشي الروسية مجموعة من التهديدات الإلكترونية الخطيرة، لدرجة أن عليهم التفكير مرتين قبل أن يأخذوا معهم أجهزة «كمبيوتر محمول » أو «جهاز لوحي» أو «هاتف ذكي» أو أي جهاز آخر يتصل بشبكة الإنترنت. وإذا اصطحبوا معهم هذه الأجهزة إلى الأولمبياد دون معرفة التهديدات، فعليهم أن يفكروا بجدية بشأن عدم فتحها، حسبما أفادت السلطات الأميركية المعنية بالتهديدات الإلكترونية. ورغم أن مثل هذه التهديدات من دون شك أقل خطراً من التهديدات المادية بهجمات إرهابية، فإن مجموعات من الشراك الإلكترونية والهجمات عبر الإنترنت والمراقبة تنتظر الزائرين إلى هذه الدورة الأولمبية. وتمتد بعض المخاطر الرقمية أيضاً إلى بعض زائري المواقع الإلكترونية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، ممن يحاولون فقط متابعة الحدث. وسواء أكان البحث عن تذاكر الحدث أو إعادة تشغيل فيديو أو محاولة معرفة إحصائيات الميداليات، فإن أي شخص يحاول الحصول على معلومات بشأن الأولمبياد عبر الشبكة العنكبوتية يجب أن يحرص على زيارة المواقع الإلكترونية القليلة الموثوقة فقط، وأن يتجنب المواقع الوهمية التي تتظاهر بأنها تقدم أخباراً أو تغطية رسمية عن دورة الألعاب، حسبما أفاد خبراء الإنترنت. وأوضح «فريق الاستعداد لطوارئ الكمبيوتر الأميركي» أنه حتى أية زيارة خاطفة إلى موقع مزيف يمكن أن تسفر عن تحميل برامج خبيثة على الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف المتحركة، وذلك بهدف سرقة البيانات الشخصية. ويتفق الفريق مع وزارة الخارجية الأميركية وخبراء الأمن الإلكتروني على أن هذه مجرد بداية، موضحين أن من بين التهديدات الأخرى المراقبة وأنشطة الجرائم الإلكترونية وهجمات القرصنة. وأكد خبراء أميركيون أن شبكة الإنترنت في أولمبياد سوتشي ستكون أسرع ومتوافرة على نحو واسع النطاق أكثر من أية دورة سابقة، وأنها ستكون مجانية للزائرين، ورغم ذلك لا ينبغي أن يفترض الزائرون أن أي شيء سيتداولونه عبر أي من هذه الشبكات سيبقى خاصاً وسرياً. ولعل كثيراً من الزائرين القادمين إلى الولايات المتحدة يشعرون بالمثل أنهم مهددون من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية، رغم أن القوانين الأميركية والكونجرس تحاول حماية الخصوصية. وعلى عكس دورات الألعاب الأولمبية الأخرى، بما فيها تلك التي أقيمت في بكين أو لندن، من المتوقع أن تكون أية اتصالات رقمية أو غير ذلك أثناء دورة ألعاب «سوتشي» مكشوفة تماماً لأجهزة الاستخبارات الروسية. وتجيز روسيا اعتراض كافة أنواع الاتصالات الإلكترونية بصورة قانونية، ويسمح نظام الإجراءات البحثية النشطة المعروف بـ«سورم»، لأجهزة الاستخبارات الروسية بمراقبة واعتراض وإعاقة أية اتصالات عبر الهواتف الخلوية أو الخطوط الأرضية أو الإنترنت، حسب تحذيرات فريق الاستعداد لطوارئ الكمبيوتر. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن النظام في «سوتشي» قادر على تسجيل المكالمات الهاتفية، بما في ذلك الهواتف الخلوية، واعتراض خدمات الإنترنت، سواء أكانت سلكية أو لا سلكية، وجمع وتخزين كافة المعلومات والبيانات عن المستخدم، مثل التسجيلات الفعلية والمواقع. وقال المحلل لدى شركة «بيشوب فوكس» لاستشارات الأمن الإلكتروني، «إن مراقبة المحادثات ليست احتمالا وإنما هي أمر مؤكد، لذا ينبغي الحذر بشأن ما يقال عبر الهواتف أو الأجهزة المتصلة بالإنترنت». وألقى «فريق الاستعداد لطوارئ الكمبيوتر»، ووزارة الخارجية الأميركية، الضوء على بعض التهديدات الأخرى: - مشكلات الخروج: ليس من المحظور في روسيا اصطحاب الكمبيوتر المحمول والأجهزة الأخرى، ورغم ذلك، يمكن تفتيش البرامج عند مغادرة الزائرين، لذا من الممكن مصادرة أية أجهزة أو برامج تحتوي على بيانات مشفرة أو حساسة دون سابق إنذار من قبل السلطات الروسية عندما يغادر الأفراد الدولة. - أنشطة القرصنة: على الشركات أن تنتبه إلى مجموعة قرصنة تطلق على نفسها اسم «أنونيموس كوكاسوس» هددت بـ«حرب إلكترونية» ضد دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي، وعليه فإن أية شركة تمول أو تدعم الدورة، إلى جانب أية مواقع لمنظمات تعتقد المجموعة أن لها أنشطة ذات صلة بتمويل الأولمبياد، يمكن أن تكون هدفاً لهجمات تعطيل الخدمات. - المواقع الإلكترونية الزائفة: إذ من المرجح أن تصبح الأحداث التي تجذب اهتماماً جماهيرياً وتغطية إعلامية ضخمة، عرضة لحملات باستخدام برامج خبيثة، تجذب غير الحذرين من المواقع الزائفة، وستظهر هذه المواقع الإلكترونية على أنها مواقع رسمية ذات صلة بالأولمبياد، لكنها بدلا من ذلك تُستخدم في تحميل برامج خبيثة على الأجهزة الإلكترونية. - «شراء التذاكر للأحداث الرياضية»: تعتبر «الفيزا» البطاقة الوحيدة المقبولة لشراء التذاكر والبضائع في الأولمبياد، ويمكن أيضاً شراء التذاكر فقط من مراكز معتمدة لإعادة بيع التذاكر. ويمكن للأشخاص التأكد من اعتماد مركز إعادة بيع التذاكر باستخدام نافذة فحص المواقع الإلكترونية، المتوافرة على الموقع الرسمي لأولمبياد «سوتشي». وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن منفذ إعادة البيع الرئيسي هو «كوسبورت». ويمكن للأشخاص الذين اشتروا التذاكر عبر «كوسبورت» أن يتسلموا تذاكرهم من مركز تحصيل «هوست سيتي» التابع للموقع في «سوتشي». وعليه، فإن أي عرض تذاكر من موقع غير معتمد أو يقبل الدفع بخلاف بطاقة «فيزا» يكون على الأرجح محتالا، ويجب أن يواجه بقدر كبير من الشك. ويبقى الافتقار إلى الخصوصية في مقدمة العقبات الأمنية على شبكة الإنترنت، وهو ما يعزا بشكل جزئي إلى محاولة اصطياد الإرهابيين. وحذرت أيضاً وزارة الخارجية الأميركية من أن زائري «سوتشي» ربما يواجهون كذلك أنواعاً أخرى من المراقبة، ويجب أن لا يتوقعوا أية درجة من الخصوصية سواء في الأماكن العامة أو الخاصة. وأضافت: «إن الغرف الفندقية وقاعات الاجتماعات والمكاتب ومقار الإقامة والسيارات وسيارات الأجرة، ربما تكون خاضعة للمراقبة، سواء في الموقع أو عن بعد». ‎مارك كلايتون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©