الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليفة.. رجل التنمية والتمكين

خليفة.. رجل التنمية والتمكين
25 ديسمبر 2013 19:21
الحديث عن القادة الكبار، بقيمهم، وسمو أخلاقهم ومبادئهم، وفكرهم ورؤيتهم للزعامة والقيادة، ومن ثم منجزاتهم العظيمة التي تخلدهم في سجل الرّجال الذين يصنعون “الفارق الحقيقي” في التاريخ الإنساني، حديث شائك وله خصوصيته ومذاقه وإيقاعه، ففي هذه الحالة ثمة سؤال يفرض نفسه: هل يصنع التاريخ القائد؟ أم يصنع القائد التاريخ؟ وفي هذه الحالة أيضاً لا ضير من استرجاع بعض ما كتبه “جوتام موكندا”، الباحث والمحاضر في جامعة هارفارد، في كتابه الموسوم بـ “ما لا يمكن استبداله” (أصدرته دار نشر هارفارد بيزنس ريفي برسو – 2012): “إن التّاريخ الإنساني ومنذ حضارة اليونان إلى اليوم، يعيش حالة من الجدل حول ظاهرة القيادة أو الزعامة، فإما أن ينجح الرئيس أو الزعيم السياسي في مقاصد الحكم، وإما أن يتحوّل إلى سجين للتاريخ بدلاً من أن يصنعه ويلاحقه الفشل”. يستعين موكندا في مجال بحثه في هذا الموضوع بمقولة أطلقها الزعيم الفرنسي “شارل ديجول”: “القبور مليئة برجال لا يمكن الاستغناء عنهم”، في إشارة إلى أن القادة العظام يرحلون، لكنهم يتركون وراءهم انطباعاً باستحالة تعويضهم، ثم تدور حركة التاريخ ويأتي آخرون تحملهم شعوبهم فوق الأعناق، أو يقدمون منجزات وخدمات جليلة تكاد تفقد الأمة صوابها بعد رحيلهم عنها، إلا أنّه في كل مرة تستمر الحياة، ويظهر قادة جدد.. وهكذا”. ويرى أن هناك على الدوام شخصيات صنعت فارقاً كبيراً في التاريخ السياسي والإنساني، وأن علينا تقديرهم والاعتزاز بشخصياتهم ومنجزاتهم، مستشهداً بنظرية الكاتب الإسكتلندي “توماس كارليل”، التي ترفض التقليل من دور الزّعامات الفردية، ويقول: “إن تاريخ العالم ما هو إلا تاريخ السير الشخصية للرجال العظام”. مرجع خاص ما تقدّم يرتبط بصورة أو بأخرى بما حاول أن يفصح عنه الكاتب “سالم بن إبراهيم السامان” في كتابه “خليفة بن زايد فارس الألفية الجديدة”، وهو - في تقديرنا - مرجع خاص في قراءة مفهوم الزعامة التاريخية، وأيضا مفهوم الريادة الحضارية في شخصية القائد، يشتمل على السرد والتوثيق والرؤية التحليلية والمقاربة، ونقول «مرجع خاص» لأن كاتبه سالم السامان، مواليد إمارة رأس الخيمة عام 1938، ذو صلة وثيقة بمسيرة الدولة منذ أكثر من خمسين عاماً، وشاهد حي على أحداث تاريخية واجتماعية كبيرة مرت على الدولة، وربما يبدو ذلك جليا من محتويات كتابه الذي أصدره في وقت سابق بعنوان: “دفتر العمر”، ويحكي هذا الكتاب رحلة عمر حقيقية عاش تجربتها السامان بحلوها ومرّها خلال فترة زادت على نصف قرن من الزمان، دوّن خلالها بالكلمة والصورة كل الأحداث التي شهدتها الإمارات ما قبل قيام الاتحاد وبعده، وروايات من رجال رافقهم. أما في كتابه هذا فيحاول أن يتتبع الرؤية حول أن الزعيم التاريخي والقومي الحق يضع في اعتباره دائماً أن حكم الأجيال التالية عليه، هو حكم التاريخ، مؤكداً عبر عشرين عنواناً أن الريادة الحضارية في شخصية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” هي نقطة انطلاق حقيقية نحو الريادة التي تحمل مرحلة تاريخية ممتدة، لا تنتهي بانتهاء فترتها الزمنية، بل تصبح جزءا حيّاً ومتجدداً وملهماً لانطلاقات حضارية تالية تنهض بها الأجيال الجديدة. بأمّ العين وفي التمهيد يكتب المؤلف: “كان لزاماً عليّ وأنا واحد من أولئك الذين شاهدوا بأم العين مراحل بناء الدولة منذ وجودي في أبوظبي في العام 1961، وحتى يوم إصدار الكتاب، أن ألقي الضوء وبشكل آخر على حقبة مهمة في تاريخ الدولة، وهي مراحل حياة والمهام والمناصب والمسؤوليات التي تقلدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصولاً إلى رئاسة الدولة. مراحل عديدة ومهمة في حياتنا وحياة دولة الإمارات، كان ربّان سفينتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “حفظه الله”. هذا الإنسان وقبل كل شيء، يصل في شخصيته وقلبه إلى ما لا يصل إليه إنسان عرفته من قبل، من طيبة ومحبة لوطنه وشعبه. يصل من صفات القادة الشجعان الذين لا همّ لهم سوى إسعاد مواطنيهم، وكيف لا يكون ذلك وهو ابن زايد، الرجل المعجزة في القرن الواحد والعشرين كما وصفه الكثير من المؤرخين، لذا فالشيخ خليفة بن زايد، ووفاء منّا، نحن أبناء الرعيل الأول أن ندلي بشهادتنا عن مرحلة مررنا بها ومازلنا والحمد لله، عن قادة عظام نقدم لهم الوفاء والولاء كرد جميل ولو بجزء بسيط مما قدموه لنا، فالوفاء لا يقابله إلا الوفاء، والإخلاص لا يقابله إلا الإخلاص. لقد حاولت في كتابي أن اقدم عرضا موثقاً بالأرقام والصور والإنجارات عن مرحلة مهمة أخرى من تاريخ دولتنا الحبيبة، وهي مرحلة قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “حفظه الله”، بما فيها من مكتسبات ومنجزات وأهمية تاريخية وأهمية سياسية محلية وعربية ودولية. هي شهادة متواضعة على مرحلة كنت وما زلت فيها. إنها حكاية وطن، حكاية قيادة حكيمة، حكاية قلّ نظيرها في العالم أجمع. قيادة تاريخية استهل المؤلف كتابه بعنوان “خليفة بن زايد.. قيادة تاريخية” قرأ من خلاله مسيرة قائد الوطن وعلاقتها بفكر ومفهوم القيادة التاريخية، وكيف تستلهم الزعامات فكرها من الرصيد الحضاري الممتد ومن التقاليد الراسخة، وكيف نهل الشيخ خليفة من مدرسة والده الشيخ زايد “رحمه الله” في مفهوم التعامل مع مفهوم الزعامة وقيادة الشعب وفق رؤيا صريحة تكسر الحواجز وتعلي شأن الأمة: “ويعد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، من القيادات التاريخية الفذة المشهود له بالعطاء والبذل على مدى خمسة وأربعين عاما من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن، منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مرحلة التأسيس لبناء نهضة الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم”. ولادته ونشأته في العنوان الثاني “خليفة بن زايد الولادة والنشأة” يدرس المؤلف، ويقدم لنا مكونات شخصية الشيخ خليفة، من حيث سمات شخصيته وأخلاقياته، هواياته، المناصب التي تقلدها، منذ عام 1966، وحتى ولايته للعهد، والمهام والأدوار التي قام بها على المستوى السياسي والاجتماعي والعسكري، حتى وصوله إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الاتحادي: “ومع قيام الدولة الاتحادية، توسعت المهام التي أوكلت للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث تولى بالإضافة إلى مناصبه ضمن الإطار المحلي في إمارة أبوظبي أول منصب اتحادي، حيث تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب كان يعني الكثير في بلد يحتاج إلى بناء شامل بدءاً من البناء السياسي الذي كانت تحيط به تحديات إقليمية عديدة، ومروراً بالتنمية الاقتصادية التي كانت تحاصرها قلة الموارد، وانتهاء بالتنمية الاجتماعية التي تحتاج إلى جهود وموارد بشرية، على أن هذا الدور الجديد على جسامة ما فيه من المسؤوليات لم يقلل حماس أو دور الشيخ خليفة في العمل ضمن الإطار المحلي في إمارة أبوظبي، حيث تمت إعادة تنظيم الجهاز الحكومي في الإمارة بما يتناسب مع قيام الدولة الاتحادية، ما يعني أن دور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في قيادة جوانب مهمة من مسيرة العمل الاتحادي ظلت قائمة حتى تركه منصبه كنائب لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي في عام 1974. (ص 35). رؤية أبوظبي 2030 تحدث الكاتب السامان عن الشيخ خليفة رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من انتخابه من قبل المجلس الأعلى للاتحاد في الثالث من نوفمبر 2004، مروراً بعديد الإنجازات العظيمة التي قدمها لأمته ووطنه خلال فترة وجيزة، ومرحلة انتفالية سار فيها على نهج والده الشيخ زايد رحمه الله، مع تطلعات قيادية معاصرة نحو الدولة الحديثة التي تجمع في بنيتها محتوى معادلة الأصالة والمعاصرة: “.. فأعطى سموه التوجيهات وتابع بنفسه وضع “رؤية أبوظبي 2030” واستراتيجية الحكومة الاتحادية 2020، لتحقيق نقلة مهمة في العمل الوطني على المستويين المحلي والاتحادي، وذلك بالاستناد إلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت طوال السنوات الماضية من عمر الاتحاد، فقد استطاعت الإمارات الفتية أن تختصر الزمن وحققت ما عجزت عن تحقيقه كثير من دول العالم ليس في مجال البناء والعمران والنهضة الاقتصادية فحسب، وإنما وهو الأهم في المبادئ التي ترسخت طيلة هذه السنوات، كما هو أيضا إثراء لتاريخ الدولة ورسم لملامح ثقافة الأجيال الحاضرة والمقبلة من أبناء الوطن العزيز”. ثمة عناوين في الكتاب قد تبدو على بساطة تكوينها اللغوي تعكس قضايا اعتيادية في حياة الأمم والدول، لكنها في الواقع وفي مسيرة قائد الوطن تحمل تجربة ديمقراطية نادرة، كما تؤشر لاستراتيجية حكم تملك رؤية مستقبلية تضع في مقامها الأول الإنسان كركيزة للبناء والتحديث والتطوير، والاشتباك مع العصر، من هذه العناوين ما يشمل دور الشيخ خليفة “حفظه الله” في بناء الانسان، التطور الاقتصادي الهائل والمتسارع على المستوى العالمي، مرورا بالعاصمة أبوظبي كعاصمة للطاقة المتجددة في العالم من خلال الأدوار المهمة التي تلعبها عديد المؤسسات الوطنية في هذا السياق، ذات الصلة بجملة من المشاريع التطويرية في مجال الطاقة، تلك المشاريع التي استلهمت نجاحها من خلال مقولة وتوجيهات ورؤية وطموحات صاحب السمو رئيس الدولة في أن تكون “أبوظبي عاصمة الطاقة المتجددة”. وقد طرح المؤلف عبر ذلك تجربة جائزة زايد لطاقة المستقبل، معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، مصدر للطاقة، ومشاريعها الناجحة في مجالات الشبكات الذكية، الطاقة الشمسية، خليفة يدشن شمس 1، البحث عن المستقبل، ونجد عناوين أخرى في السياق: مشروع خيما سولار للطاقة الشمسية المركزة، استخدام الطاقة الشمسية في تحلية مياه البحر، محطات تنقية المياه استخدام الطاقة الشمسية لتبريد المباني، الطاقة النووية، سياسة الطاقة النووية في الإمارات، وتقوم هذه السياسة على: التزام الدولة بالشفافية التامة في مجال تشغيل المحطات النووية، كما التزامها بتحقيق أعلى معايير حظر الانتشار النووي، وكذلك حرصها على العمل بشكل مباشر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تناول المؤلف تجربة الإمارات في عهد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” ونجاحها في توفير مناخ اقتصادي ملائم ومنسجم مع المعايير الدولية والتجارية من خلال النهوض بمستوى الصناعات غير الأساسية ومن ثم تطوير البنية التحتية، والتركيز في مجال منظومة الدفاع العسكري، من خلال” بناء القوات المسلحة”. ويقول المؤلف: “لقد ارتبط تشكيل وتطوير القوات المسلحة في دولة الإمارات باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من خلال موقعه في منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن ثم قائدا أعلى للقوات المسلحة منذ تسلمه رئاسة الدولة، وإشرافه المباشر على تطوير هذه القوات في جميع المراحل التي مرّت بها، وخصوصا بعد القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة حتى باتت اليوم إحدى أهم القوات في المنطقة وتضاهي في تسليحها وخبراتها أحدث الجيوش العالمية. لقد أدرك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “حفظه الله” أهمية التوجه الذي سار عليه المغفور له الشيخ زايد، وإخوانه حكام الإمارات الذين ساروا نحو هدف نبيل وعظيم وهو توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، مؤكداً أنه بهذه الخطوة أصبحت لدولة الإمارات قوة قادرة، تنتشر في كل زاوية من هذا الوطن”. التعاون الخليجي خص الكاتب “التعاون الخليجي” بفصل كامل، سواء من خلال استعراضه لأهمية وفاعلية ودور هذا المجلس في ترسيخ ثوابت الحوار السياسي، واعتماده أساسا لحل أية مشكلات على أساس مبادئ القانون والشرعية الدولية: “لكن هذه الثوابت لا تعني أننا نعزل أنفسنا عما يحيط بنا من مشكلات وتحديات، فنحن نؤمن أن أمننا مرتبط بالأمن الإقليمي والأمن الدولي، ولذلك تعمل دول المجلس بشكل جماعي أو ثنائي على لعب دور إيجابي لإيجاد الحلول المناسبة للعديد من القضايا التي تهدد الاستقرار والأمن. كما أنها لا تتأخر عن تقديم يد العون لمساعدة الآخرين في تجاوز ما يعترضهم من مشكلات وأزمات. (ص، 136). كما تحدث المؤلف في سياق هذا العنوان عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي، والمنطقة، مؤكداً أن صاحب السمو رئيس الدولة هو صمام أمان المنطقة على كافة المستويات: “وبقدر ما كان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد من رؤية واضحة للخطوات التي يتعين على دول المجلس اتخاذها لتعزيز مسيرته وتحقيق أهدافه في إطار رؤيته الشمولية لتحقيق المواطنة الخليجية لجميع أبناء دول مجلس التعاون من خلال القرارات التي يتم اتخاذها على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، فقد كانت رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد تمتد نحو المستقبل ويقول سموه في هذا الصدد: من الطبيعي ألا يكون الإنجار بحجم الآمال، فالحياة تتطور باستمرار والمطالب والآمال تتجدد وتتغير بتغير الظروف والمعطيات، وبالتالي فإن ما كان أملاً بالأمس يصبح استحقاقاً اليوم، ونحن في مجلس التعاون لا نشذ عن القاعدة التي حكمت نشوء ونمو واستمرار التجمعات الإقليمية المختلفة”. العمل العربي المشترك ركز المؤلف سالم السامان في كتابه على تجربة ورؤية واستراتيجية صاحب السمو رئيس الدولة مع العمل العربي المشترك والسياسة الخارجية، بصورة الدبلوماسية الإنسانية، وخلص إلى القول: “وظف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان السياسة الخارجية لتكون إحدى الأذرع الرئيسية للعمل الإنساني، وقال سموه في هذا الخصوص: “إن الدبلوماسية الإنسانية هي أحد الأعمدة الرئيسية لسياستنا الخارجية، وأن دولتنا ستستمر في الاضطلاع بدورها المحوري في مساندة الجهود الدولية لمواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة، وأن تستمر نموذجاً عالمياً يحتذى به في تقديم الاستثمارات والمنح والقروض الميسرة للدول النامية”. احتوى الكتاب الذي يحمل غلافه صورة نادرة لصاحب السمو الشيخ خليفة حينما كان وليا للعهد وهي تحمل توقيعه، على جملة من العناوين المهمة التي تبرز رؤية وتوجيهات واستراتيجية صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” في تطوير مسيرة التحديث والبناء وفق صورة العالم المعاصر، ومن ذلك: لخريطة طريق جديدة للعمل الوطني، رائد العلم والمعرفة، ريادة في العمل الإنساني، تمكين المرأة، النهضة الرياضية، ودعم وتطوير مفهوم السياحة الثقافية والتراثية والرياضية، ومن ثم يختتم المؤلف كتابه بفصل تحدث فيه عن علاقته الشخصية مع صاحب السمو رئيس الدولة من خلال استرجاعه لحلقات كان قد نشرها في مجلة المنارة، وعبر كتابه القيم دفتر العمر، موضحاً بصورة جلية علاقة صاحب السمو رئيس الدولة مع المواطنين، وهي علاقة متينة لا حواجز فيها.. علاقة مفتوحة على فضاء بناء الإنسان أولاً، والترحيب بدوره وإسهامه في بناء الوطن: “إن أكبر مقومات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” هي إدراكه الحصيف وإيمانه الراسخ بقيمة التنمية الإنسانية، وجعلها قاعدة أساسية لخطط وبرامج التنمية الشاملة والمستدامة وجوهر الاستراتيجية العامة للدولة، وإنني على يقين بأن العطاء اللامحدود والإنجاز المتواصل لصاحب السمو رئيس الدولة أكثر شمولاً وأكبر اتساعا من أن تحيطه صفحات دفتر العمر”. نحن أمام كتاب له خصوصيته من حيث تدفق مشاعر مؤلفه الصادقة، ومن حيث غزارة معلوماته وأسلوبه ولغته ومفرداته التي تعكس تجربة كتابية تنحاز بأمانة وإخلاص لشخصية قيادية، تشكلت في عهده انطلاقة حضارية ثانية، بعد الانطلاقة التأسيسية التي كتبها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” على رمال صحراء هذا البلد العزيز، الذي غدا اليوم برؤية إنسانية معاصرة لصاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”، وطناً للريادة والتميز، والسلام والأمن واحترام حقوق الإنسان، وحوار الحضارات والأديان بما يعزز فكر القيادة والزعامة التاريخية كما قرأناها بصورة ناضجة في هذا الكتاب المرجع. منصور بن زايد : الانجازات منوطة بحكمة القيادة تقاس الدول بإنجازاتها، والإنجارات لا تتحقق من دون قيادة تمتلك رؤيا استراتيجية واضحة، تعرف ما تريد وتعرف كيف تحفّز كافة مكونات المجتمع للإسهام في تقدّمها ورفعتها. وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “حفظه الله” بما يمتلك من تجربة ثرية وخبرة واسعة اكتسبها من معايشته وملازمته لوالده مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مختلف مراحل العمل الوطني، يتمتع بكل مواصفات القيادة والزعامة، والحنكة والحكمة التي أهلته لقيادة الدولة، وبناء مرحلة التمكين بكل جدارة واقتدار، وما الإنجازات غير المسبوقة التي تحققت للوطن والمواطن، والارتقاء المتواصل على سلم الحضارة والتقدّم، وتبوء الدولة للمراكز المتقدمة في الكثير من المؤشرات العالمية دليل على الحكمة والبصيرة الثاقبة التي يتمتع بها صاحب السمو رئيس الدولة، الذي آمن بقدرات الإنسان الإماراتي وفتح له أبواب العمل والإنجاز، واليوم ونحن نفخر وكل أبناء الإمارات بإنجازات دولتنا الفتية واحتلالها المواقع والمراتب المتقدمة على سلم الإنجازات العالمية، في كل الصعد والمجالات، فإن أولويات الوفاء لقيادتنا الرشيدة تسطير إنجازاتها بحروف من ذهب وحفرها في القلوب قبل الكتب، ومن هذا المنطلق نثمن تضمين هذه الإنجازات في هذا الكتاب، كما نؤكد في ذات الوقت تقديرنا واعتزازنا بجهود المؤلف ودار المنارة للصحافة والطباعة في إصدار هذا الكتاب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©