السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتسبو «زايد العليا» ينتخبون ممثليهم تعزيزاً لمفهوم الديمقراطية

منتسبو «زايد العليا» ينتخبون ممثليهم تعزيزاً لمفهوم الديمقراطية
25 ديسمبر 2011 21:11
يتفق الجميع على أن المعاقين جزء أساسي وحيوي في المجتمع الإماراتي، ولهم مساهماتهم المميزة في كل ما يتعلق بالأحداث الجارية داخل الإمارات، أو خارجها، بما فيها فهم واستيعاب عملية الحراك الديمقراطي التي صار يتردد صداها في كل مكان هذه الأيام، ومن هنا تم تنظيم تجربة ديمقراطية مميزة داخل مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، في أجواء مماثلة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي تمت مؤخراً. أسفرت انتخابات مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل عن اختيار أعضاء لجنة الدعم والمساندة الطلابي من بين الطلاب ذوي الإعاقة السمعية، وسيقومون بالتالي بدورهم في تمثيل زملائهم المعاقين والعمل على خدمتهم داخل أقسام المؤسسة كافة. وحول هذه المبادرة قالت هيا عبد الله مدير مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل إن تلك التجربة، التي أطلقها قسم الإعاقة السمعية، والفكرة المبتكرة المتمثلة في خوض غمار انتخابات تحاكي التجربة الديموقراطية الناجحة للمجلس الاتحادي الوطني، تسهم بشكل قوي ومباشر في جعل أبنائنا المعاقين جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة، وتتيح أمامهم الفرصة للتعبير عن انتمائهم الوطني وتعزيز أواصرهم بالأرض التي نشأوا عليها. وأشارت إلى الدور والدعم اللامحدود الذي تقدمه مؤسسة زايد في سبيل تكريس الأفكار الناجحة والمبتكرة والبرامج المتطورة التي تسهم في دمج أبنائنا المعاقين بمجتمعهم وتعزيز إحساسهم بوطنيتهم وزجهم في عمق الممارسات والتجارب والمشاريع التي من شأنها تنمية قدراتهم والارتقاء بمهاراتهم الحياتية على اختلاف أشكالها، وكان الوقوف وراء هذه المبادرة واحد من الأشكال العديدة الذي تقدمه مؤسسة زايد لكافة الجهود المؤدية لخدمة المعاقين في الدولة. وأوضحت أن فكرة البرنامج الانتخابي تقوم على تقريب المفاهيم بطريقة عملية تساعد الطالب على فهم تغيرات البيئة المحيطة وذلك من خلال اقتباسها من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي .. أما أهم أهداف البرنامج فتتمثل في تعريف الطلبة على المفهوم الانتخابي المتبع في الإمارات ودفع الطلبة للمشاركة والتفاعل مع مختلف الأنشطة والفعاليات المجتمعية وتنمية الجوانب القيادية والمسؤولية المجتمعية لدى الطلبة وترسيخ قيم مؤسسة زايد العليا في نفوس الطلبة. فريق عمل وبينت مدير مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل أن المؤسسة شكلت فريق عمل لتنفيذ هذه الفكرة الرائدة تكون من السيدات هاجر الحوسني، سلمى الفلاحي، أمون الطيب، فاتن أبوعليان، فطوم باعباد، أمنة الحمادي، سوسن جاويد، السيد منصور الشحات. وهؤلاء السيدات قمن بتشكيل فريق عمل متكامل قام بتنظيم هذه التجربة حتى خرجت إلى النور بنجاح. وتقدم لخوض غمار هذه الانتخابات ستة عشر مرشحاً وهم: خلود محمد الجنيبي،عادل عبد الرزاق موسى، خالد عبد الله خميس العباب، وليد خالد الحمادي، مريم علي المنصوري، حمدان سعيد الهاجري، ناصر محمد داوود، محمد عارف محمد، خالد حسين المرزوقي، نورة صالح المنصوري، مهرة محمود خميس، اليازية عمر العولقي، عبد الرحمن حسن المرزوقي، مسلم مقطوف الراشدي، صالح عوض علي. وانتهت نتائج تلك العملية الانتخابية الجديدة من نوعها إلى فوز كل من خلود الجنيبي وعادل عبد الرازق بالمركز الأول، وفي المركز الثاني حلت مريم المنصوري، وجاء ثالثا وليد الحمادي، والرابع خالد العباب، وفي المركز الخامس حمدان سعيد، وجاء بالمركز السادس محمد عارف، وفي المركز السابع كل من مهرة محمود حسين وعبد الرحمن المرزوقي . سعادة غامرة وحول مشاركتهم في هذا المحفل الديمقراطي الصغير تحدث بعض الفائزين عن تجربتهم التي عاشوها خلال تفاعلهم مع تلك الفكرة المبتكرة، وقالت خلود الجنيبي صاحبة المركز الأول وهي من فئة الصم، وتمت الاستعانة بمترجم إشارة لإجراء هذا اللقاء، وأكدت فيه على سعادتها البالغة لخوض غمار هذه التجربة الفريدة من نوعها. ورداً على سؤال حول شعورها بعد فوزها بالمركز الأول أشارت إلى سعادتها الغامرة مؤكدة أن هذه التجربة حفزت طاقاتها الإبداعية وجعلتها تفكر في إطلاق مبادرات جديدة. وأوضحت أن هذه المشاركة دفعتها لبذل المزيد من الجهود للمساهمة في دعم الأنشطة المختلفة مثل مساندتها للمعلمات والمساهمة في ترتيب طابور الصباح وصفوف الطلاب، وعلى صعيد التثقيف السياسي أشارت إلى أنها بعد هذه التجربة أصبحت أكثر قربا ومعرفة بمعاني الممارسة الديموقراطية من خلال المجلس الوطني الاتحادي ودوره، وتعلمت كيف يتم تقسيم الأدوار والمهام وكان شعارها في هذا الملتقى :أنا منكم .. أنا معكم ..أشارككم أفراحكم .. وأحزانكم . أما عن طبيعة أهدافها التي أعلنت عنها خلال هذه الانتخابات، فتنحصر في عدة محاور ينبغي العمل عليها وانطلاقاً منها بعثت للمشاركين رسائل تتعلق بكل واحد من هذه المحاور وهي:سوف أطالب بحقوقكم وسوف أكون صوتكم الذي يسمع، سوف أطلب أن تكون آخر حصة يوم كل خميس لتعلم الطبخ والتدبير المنزلي، سأعمل على أن تكون الفسحة رائعة وشيئا مختلفا، سوف أنظم رحلات جميلة هذا العام. نتائج متقدمة أما مريم المنصوري والحاصلة على المركز الثاني في الانتخابات عبرت عن سعادتها بفوزها وتحقيقها نتائج متقدمة في هذه التجربة الديموقراطية مشيرة أنها سوف تعمل بكل جهدها لتحقيق أهدافها المتمثلة فيما يلي:حب المدرسة، مساعدة المعلم على حفظ النظام إذا حدثت مشكلة بين الطلاب وسوف أساعده على فصل الطلاب وإخبار مديرتي، مساعدة المعلم داخل الصف في الإشارة مساعدة الطلاب في القراءة وإنشاء مكتبة في كل صف. وعن أهم اهتمامات المنصوري وتأثيرها على مشاركتها الإيجابية في العملية الانتخابية، أكدت أنها تهوى القراءة بشكل كبير وتعتبرها متنفساً هاماً للأصم ومجالا واسع للتعرف على الجديد من المهارات والمعارف وتعزيز العلاقات مع المحيطين بنا وضمن هذا الإطار عملت على تشكيل فريق عمل هدفه إنشاء مكتبة خاصة لنا بالصفوف أو في القسم بهدف ملء أوقات الفراغ بشكل مفيد وتجهيز هذه المكتبة بالكمبيوترات. وفيما يتعلق بالخطوة التالية في حياة مريم بعد إكمالها دراستها ذكرت أنها تتطلع للعمل في مجال الشرطة، كونها تحب هذا العمل وما به من نظام وحزم، موضحة أن ذلك سيتم بالطبع بعد أن تكمل تعليمها في جامعة مخصصة للصم، وكل أملها هي وزميلاتها أن ترى جامعة الصم النور قريبا.. إنه حلم أرجو أن يتحقق. حسبما قالت. وبالنسبة لعادل عبد الرزاق الهاشمي والحاصل على المركز الأول في تجربة محاكاة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في شعبة الإعاقة السمعية، أعرب عن سعادته الغامرة لخوض هذه التجربة الرائعة وقال: شعرت بالفرح عندما رأيت صور المرشحين تملأ الشوارع وفي وسائل الإعلام ولكني لم أكن أعلم ما المعاني التي تترتب على هذا الحدث .. وبعد أن قمنا بهذه المبادرة في مؤسسة زايد العليا أصبحت على دراية تامة بأهداف المشاركة في الحياة العامة وبأهداف المجلس ودوره في بناء وطننا والمساهمة في تحقيق عزته وكرامته وأصبحت أشعر بقيمة الفوز بثقة الناس وبالواجب الملقى على عاتق الفائز بهذا المنصب وبأنه عليه أن يؤمن بأن دوره الأول هو خدمة الآخرين وتحقيق تطلعاتهم وأمانياتهم. أما عن أهداف عادل فهي كثيرة كما قال ومنها :توعية الطلبة وقت الفسحة بآداب الطعام للصغار، نصح الطلبة وحثهم على احترام المعلم، مساعدة الطلبة لحل مشكلاتهم، احترام الصغير للكبير، المحافظة على نظافة المركز، الزراعة ونشر الأزهار في المركز، المساعدة على حفظ النظام في الطابور الصباحي. وسألنا عادل حول الأشخاص الذين تركوا بصمة في حياتك وشجعوه لتطوير ذاته وقدراته؟ أجاب :كان لوالدي ووالدتي الفضل الكبير في زرع بذور الأمل في قلبي وإروائها حتى كبرت أحلامي وتحققت طموحاتي بالإضافة إلى الدور الكبير الذي اضطلع به المعلمون والمعلمات والذين يبذلون جهودا جبارة من أجل تطوير مهاراتنا وتعليمنا وتأهيلنا. وقال عادل عبد الرزاق الهاشمي والحاصل على المركز الأول إن الإرادة والعزم والتصميم هي الطاقة التي تجعلنا نمضي قدما في الحياة أفرادا فاعلين لنا دورنا وعلينا واجب يجب أن نؤديه تجاه المجتمع. وأضاف، صحيح أننا نعاني من إعاقة سمعية تامة، لكننا ندرك تماما كل ما يجري حولنا ونعرف جيدا كل من مد لنا يد المساعدة وأخذ بأيدينا على طريق التدريب والتعليم وترك أثرا في حياتنا فلن ننساه أبدا. مساعدة الطلاب من ناحيته أظهر وليد الحمادي الطالب بالصف التاسع و أحد الفائزين بالانتخابات، ولعه وحبه لفن التصميم على الكمبيوتر واتجاهه إلى فن الإخراج والتصوير، وقال: “أنا لدي في حياتي العديد من الهوايات فأنا مغرم بالفروسية وركوب الخيل وأعشق السباحة”. أما عن انطباعه حول هذه التجربة الانتخابية فأشار: أنا بالطبع سعيد جدا بالنجاح الذي حققته بالانتخابات.. وسعادتي أكبر بالثقة التي منحوني إياها رفاقي وزملائي وبكل تأكيد سأعمل لأكون عند حسن ظنهم بي وسوف أستثمر هذا الفوز من أجل مساعدة الطلاب وخاصة أصحاب الإعاقة الجسدية في حل الواجبات خاصة من لديهم إعاقة في أيديهم.. وسوف أساهم في حل المشكلات بين زملائي الطلاب .. وسأبحث عن المواهب بين الطلبة وأساعدهم في تنميتها وتطويرها وإبرازها. وحول رؤيته للمستقبل العملي قال: أحب أن أعمل في سلك الشرطة .. وأعرب عن أمله في أن يولي المجتمع عناية أكبر بالمعاقين وينظرون إليهن نظرة الثقة وعلى أنهم جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي المتماسك. أمنيات تقول خلود الجنيبي صاحبة المركز الأول في الانتخابات: أتمنى أن أكون معلمة لغة انجليزية للصم الصغار وفي مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. وأضافت، كما أتمنى أن ننظم معسكرا خارجيا بهدف تعزيز روح التعاون والتآلف وتدريب الطلبة على مهارة الاعتماد على الذات خاصة أننا نحتاج فعلا إلى تغيير نمط حياتنا وتحقيق المزيد من التغيير والترفيه عن النفس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©