الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين سوق الإعلام العربي ؟

25 ديسمبر 2011 21:13
تكاد تكون عمليات البيع والشراء للمؤسسات الإعلامية في الدول الصناعية الغربية يومية، صفقات تبلغ مئات ملايين الدولارات، وحراك متواصل على الرغم من الضائقة التي تشهدها وسائل الإعلام في العالم أجمع. لكن لا شيء من هذا القبيل في العالم الآخر، لا مع هذه الأزمة ولا قبلها، مع أن أصحاب الثروات الطائلة يوجدون في كل دولة. لكن في هذا الآخر صحفاً ومجلات قد تموت ويطويها النسيان، ولا يحرك أحد ساكناً. يمكن أن نسمع عن تأسيس مشاريع عديدة وجديدة، لكن من النادر أن نسمع، لا في السابق، ولا الآن عن اتفاقات و”صفقات” لبيع أو شراء حصص في وسائل إعلام عربية مثلاً. سواء كانت ناجحة أو متعثرة. قد نجد بعض الأثرياء يشترون شركات أو حصصاً في شركات إعلامية عالمية، لكن قلما تحصل عمليات من هذا النوع في “سوق” الإعلام العربي. وكثيرة هي الأسباب وراء ذلك؛ من حيث الأساس: ليس عندنا سوق لشركات الإعلام بالمعنى الاقتصادي للكلمة، ولا حتى للإعلام كله في منطقتنا. بل ليس عندنا، إلا ما ندر، شركات إعلامية بالمعنى الحرفي للكلمة. ومن حيث المضمون، فالسائد عندنا تصنيف واصطفاف وجمود على الكثير من المستويات التي تمنع التفاعل وتحول دون نشوء هذا السوق، وحدوث حراك داخل قطاع الإعلام وبين الإعلاميين. بالأمس القريب بلغت موجة تأسيس الفضائيات العربية في أرقامها وأخبارها، وحتى التشكي من المبالغة فيها، عنان السماء. من حيث المضمون، قليلة للغاية تلك التي استطاعت أن تكون علامات تجارية تغري بالتقرب الاقتصادي منها. هذا إذا كان ذلك مطلوباً أو مرغوباً أساساً. يشتهي المرء مثلاً أن تكشف معظم هذه القنوات – وكذا وسائل الإعلام الأخرى - عن ميزانياتها أو أرباحها وخسائرها. حتى في الدول التي بدأت تفرض مؤخراً شروطاً مالية وتجارية على الرخص لمثل هذه الشركات ينظر إلى مثل هذه الجوانب بأنها أسرار عليا، رغم أن القانون يفرض الرقابة المالية على المداخيل والمصاريف. أما أن تعلن مؤسسة إعلامية ما عن فتح باب اكتتاب الجمهور في رأسمالها أو في أصولها وأسهمها فذلك يبدو حلماً. بالطبع لا يشكل النموذج الغربي الرأسمالي مثالاً لسوق الإعلام. بل ربما يكون هذا النموذج مخالفاً لمقومات الأدوار المنشودة للإعلام كحق للجمهور. لكنه ليس أسوأ النماذج. وأن يستمر واقع الإعلام مغلقاً بهذا القدر فإنه لن يكون منتظراً منه أداء نوعي جديد يؤدي وظيفته في المعرفة والتنمية والنهوض أو في التكامل العربي و”العولمة “ العربية. والسبب بسيط للغاية: لأن كل هذه الغايات تتطلب انفتاحاً وتشاركاً واستخراج طاقات كامنة في بيئتها. وهذا كله يتناقض مع عقلية الانغلاق والغموض، حتى لو أصبح عندنا 300 مليون قناة، واشترينا كل الأقمار الصناعية التي تجوب مدار الأرض وبلغت طموحاتنا عنان السماء. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©