الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عناوين ومضامين

عناوين ومضامين
25 ديسمبر 2013 19:24
« القصة العربية الجديدة » لـ إبراهيم الحجري صدر عن دار النايا (سوريا) ودار محاكاة (سوريا) والشركة الجزائرية السورية للنشر والتوزيع (الجزائر) كتاب جديد للباحث المغربي الدكتور إبراهيم الحجري موسوم بـ “القصة العربية: رهانات التحول بين الشكل والموضوع” في 380 صفحة من الحجم المتوسط، وفي حلة أنيقة، صمم غلافه الفنان مناف نفاع، وهو مهدى إلى الأم يامنة التي ورثت الكاتب محبة الحكاية. وتتمثل أهمية هذه القراءة التحليلية للمنجزات القصصية العربية الجديدة في السعي إلى استخلاص مقومات هذا الجنس الرفيع الذي ظل، منذ بدايات ظهوره الأولى ملتصقا برهانات البشر وهمومهم ومطامحهم في جميع المستويات والمجتمعات والتشكيلات الإثنية، وخصائصه التي ينفرد بها عن باقي الخصوصيات الأجناسية الأخرى، أو عن باقي سمات النص العربي في آفاق أخرى بعيدا عن النظرة الإسقاطية التي تبني العموميات انطلاقا من الحكم على التجارب عبر قراءة نماذج مختارة، فكلما حققنا تراكما على مستوى المختبرات التحليلية للنصوص والمنجزات، كان بإمكاننا الحصول على انطباعات عامة تستند إلى معطيات مجهرية. هذا الجانب، للأسف، لا يوجد بحكم أنه حتى المؤسسات الأكاديمية التي يناط بها تتبع التجارب الأدبية والظواهر الجديدة في بعدها التحولي والتراكمي، أصبحت عاجزة عن القيام بدراسة هذه الأعمال بفعل انصرافها إلى قضايا عامة يفرضها الوضع الدولي والسياقي، وبحكم انشغالها بالتجارب الكبرى التي تحقق بشأنها نوع من التراكم المعرفي، كما أن القصة القصيرة أصبحت مهمشة من لدن الطرح الأكاديمي، حيث يعطى نصيب الأسد لباقي الأجناس الأدبية خاصة الشعر والرواية والمسرح. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه تناولا تحليليا وموضوعيا لكيفية تشكل بنيات عدد كبير من النصوص العربية الجديدة، تلك التي تراهن على عناصر راهنة، وتطرح قضايا الإنسان في تمثلاته الحالية حول الزمان والمكان والعالم المؤطر لهما. ومعلوم أن قيمة دراسة الإبداع ومنه القصة القصيرة، لا تتمثل في اكتشاف جماليات الأسلوب القصصي وتحولاته، ومدى استفادته من مكتشفات العصر، ومراهنته على خلق أجواء الاستمتاع والمرح في نفوس القراء، بل تتمثل كذلك، في الوقوف على نوع الإنسان الذي يفكر فيه الإنسان من خلال الكتابة لأن البشر ليسوا هم ما يظهرون عليه من سمات فيزيقية، بل هم ما يفكرون فيه من أسئلة وانتقالات ومعايير قيمية تتحول بحكم نسبيتها. رواد المسرح الحديث لـ مجد القصص صدر حديثاً عن وزارة الثقافة الأردنية كتاب “رواد المسرح والرقص الحديث في القرن العشرين – النظرية والتطبيق” للدكتورة مجد القصص في صفحة. قدم للكتاب الكاتب والناقد فيصل درّاج الذي قال إن هذا الكتاب “يحتفي بالمسرح مرتين، مرة أولى وهو يعرض بوضوح تجارب مسرحية عديدة في القرن العشرين، ومرة ثانية وهو يقدّم معرفة ضرورية للمهتمين بالثقافة بعامة، وبالمسرح وقضاياه بخاصة. ويضيف : “في الحالتين لا إمكانية لتعامل مسؤول مع المسرح إلا بمعرفة مسرحية، فهو حقل فني متميز له موضوعه وأدواته ووسائله الفنية، وهو إبداع له نظرياته وسبل تقويمه التي لا يمكن اختصارها إلى انطباعات عامة، يتوجه الكتاب بهذا المعنى إلى المختصين في فن المسرح، ويتوجه أولا إلى الاعتراف بالمسرح ككيان فني متميز الملامح والشخصيات. بيد أن تميّز المسرح من حيث هو ممارسة فنية لا يحجب امتداده في فنون أخرى وامتداد الفنون الأخرى فيه، موسيقى كانت أو رسما أو غناء، وهذا التكامل الذي لا تكون الفنون إلا به، هو الذي جعل هذا الكتاب يوحّد بين المسرح والرقص”، مشيراً إلى العلاقة بين التربية والإمتاع، وبين التربية الممتعة وتوق الإنسان إلى الحرية وفضاء الانطلاق. أما مقدمة الكاتبة فجاء فيها الكثير مما يمكن استخلاصه حول أهمية كتابها، ومن ذلك التركيز في قضية الممثل والتمثيل الخلاّق عند خمسة عشر مبدعا من رواد المسرح وفن الرقص في القرن العشرين. وترى الدكتورة مجد القصص أن من الأهمية بمكان الجمع بين مبدعي المسرح والرقص في كتاب واحد من منظورات مختلفة: “أما فيما يتعلق برواد الرقص الحديث في القرن العشرين ولماذا جمعتهم في كتاب واحد مع رواد المسرح، فمن الجدير بالذكر أن الاثنين قد تأثرا ببعضهما بعضاً، فالسيدة “إزادورا دنكن” على سبيل المثال كانت قد تأثرت بكل من قسطنطين ستنانسلافسكي، وإدوارد جون غريج، وكذلك نرى أن فلاديمير ستانويسكي، قد تأثر بشكل واضح بجيرزي جروتفسكي، فكان لا بأس من جمعهما معا حتى نرى أن الفنون تتكامل، علما بأن بداية المسرح عند الإغريق بدأت برقص الديثرامبوس قبل الكلمة، ولاحقا أتت الأعمال الكلاسيكية القديمة الخالدة عند كل من إسخيلوس وسوفوكليس وغيرهما. هذا من ناحية، ومن جانب آخر فإن إدراج الرقص الحديث في الكتاب له سبب آخر، حيث أننا في العالم العربي لا نعرف إلا القليل عنه، باستثناء الأقلية التي تعرضت للثقافة الغربية من خلال الدراسة أو السفر أو مشاهدة الأفلام الغربية، والسبب في قلة المعلومات عن هذا الموضوع كما في غيره، يكمن في قرارات تتجنب المكاشفة الثقافية وخشية المواجهة المباشرة خوفا من أو درءاً لمفاهيم اجتماعية قائمة تنقص من قيمة فن الرقص وتضعه في زاوية الترفية المعيب”. «مريم » لـ حسين المحروس عن دار مسعى للنشر والتوزيع في البحرين صدر حديثاً كتاب “مريم: سيرة الخضاب والنسوة اللواتي ضاعت أسماؤهن” للكاتب البحريني حسين المحروس، وفيه يواصل اشتغاله على فن السيرة، حيث يسرد هذه المرة سيرة جدته “الحناية” أو “الخضابة” وعلاقتها بمن حولها من النساء والرجال. وبلغته الأنيقة وانتباهاته الذكية، يُدخلنا الكاتب في أجواء عالم نسوي شديد الخصوصية، يصف من خلاله منطقة “النعيم” البحرينية بدقة متناهية، ليس عبر المباني أو الأماكن فحسب، بل يتعمق أبعد باتجاه ناس تلك البلدة، ففي الكتاب المقسم على هيئة فصول يسرد في كل واحد منها حكاية من حكايات علاقة “مريم” بغيرها من النسوة، وحكايا تلك النسوة عنها؛ يقرأ المحروس شخصية المرأة في البحرين في تلك الفترات “الثلاثينات وما بعدها” ليُظهر التباينات فيما بينهن. كتاب “مريم” بقطعه الصغير، هو كتاب يشتعل بمتعة السرد، وبمتعة العيش مع شخوص تلك المرحلة من خلال ملاحقة أدق تفاصيل حياتهم، فالمحروس المهتم بفن السيرة، والكاتب الروائي، يمزج هنا الفنين بتناغم شديد ومدهش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©