«بروبوبليكا» تتيح لقرائها اكتشاف مصادر المعلومات

تثير مسألة مصادر معلومات الصحفيين الكثير من الشجون والإشكاليات، وتختلف مقاربتها والنظرة إليها بين القوانين والنظم لدرجات كبيرة، ولكن الصحافة في العصر الرقمي تقدم فرصاً جديدة لمعالجة الموضوع، وإن بأشكال متفاوتة من بلد إلى بلد؛ ففي الولايات المتحدة الأميركية بدأت المؤسسة الإخبارية "بروبوبليكا"، المعروفة باعتماد ميزة جديدة تسمح لمتصفحي موقعها على الإنترنت بقراءة مصادر المعلومات، في الوقت الذي يستمرون فيه بقراءة القصص والمقالات الصحفية. ويتيح زر "اكتشف المصادر"، لزوار الموقع المهتمين جدا في مسألة مصادر ما يقرأون بالبحث عن الوثائق بأنفسهم. وقال موقع "بوينتر" المتخصص في أخبار التكنولوجيا إن هذه الميزة تجعل الصحفي مسؤولا عن الوقائع الواردة في كتاباته الصحفية. وتعتبر "بروبوبليكا" نفسها شركة لا تبغى الربح، وهي تخذ من نيويورك مقراً لها، وتولي جل اهتمامها للصحافة الاستقصائية، وكانت قد فازت في العام 2010 بجائزة بوليتزير لتكون بذلك أول موقع لمصادر الأخبار على شبكة الإنترنت ينال هذه الجائزة. وتتبع المؤسسة وفق نظام توزيع إنتاجها الإخباري على شركاء لها من عشرات الصحف أو وسائل المرئي والمسموع، كما تجري أحياناً تحقيقات صحفية بالشراكة بين فريقها وصحفيي وسائل إعلام أخرى. وتأتي ميزة "اكتشاف المصادر" نتيجة تعاون بين الصحفي المعروف مارشال ألين الشهير بالاستخدام الكثيف للوثائق في كتابته، ومطور تطبيقات الأخبار "إل شاو"، الذي أنشا أداة جديدة تسمح للصحفي ألين بدمج جميع ملاحظاته وهوامشه في قلب التحقيق. وتتيح هذه الأداة لأي كان بوضع ملاحظات وشروحات للقصة، دون الحاجة لمعرفة برنامج "أتش تي إم إل". ونقل موقع "بيونتر" عن إلين قوله إن "بروبوبليكا" تخطط لتحرير تطبيق الويب لجعله قابلاً للاستخدام من قبل أي كان رغم أن ذلك سيستغرق بعض الوقت. من جهة أخرى، وحيال موجة الإشاعات التي انتشرت في وسائل الاتصال الاجتماعي، وبدأت تنتقل إلى وسائل الإعلام التقليدية، وضعت الصين قواعد جديدة حدت بموجبها وسائل الإعلام الوطنية من استخدام معلومات من الإنترنت لم يتم التأكد منها. وقد أعلنت الإدارة العامة للصحافة والمطبوعات (جا إيه بي بي) تنظيمات جديدة في الشهر الماضي تنص على إجراءات ستمنع بموجبها المعلومات "المفبركة" من النشر في وسائل الأخبار التقليدية. وجاء في إعلان الادارة أن "التقارير المزورة تشهد تزايدا وتضر نسبيا بسمعة الحكومة وأن الأخبار المفبركة قد آذت صدقية المؤسسات الإخبارية". وبموجب التنظيم الجديد فإن على المجموعات الإعلامية الامتناع عن نقل معلومات غير مدقق فيها من الإنترنت أو حتى من الهواتف النقالة، وأن "أي معلومة لها قيمتها ويكون مصدرها الهاتف أو البريد الإلكتروني أو التغريدات على موقع تويتر يجب أن تخضع للتحقق من قبل صحفي أو محرر"، وفق ما جاء في مجلة "بي سي وورلد".