الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشكيل الفرح

تشكيل الفرح
25 ديسمبر 2013 19:34
يقدم معرض «أجنحة الضوء» للفنانة التشكيلية الكورية موها آن (مواليد عام 1952 متخرجة في مدرسة الفنون العليا بنيويورك)، والمقام حالياً بقصر الإمارات بأبوظبي ويستمر حتى نهاية ديسمبر الجاري فنانة عالمية استثنائية، على مستوى ابتكار لوحة ضوئية خارجة عن المألوف ومثيرة للإعجاب على مستوى التكنيك والمواد وصبّ الألوان. وكل عمل من أعمالها الثلاثين التي يشاهدها جمهور أبوظبي لأول مرة، هو بحد ذاته (تحفة فنية) يقوم بناؤها على سحر الإضاءة الداخلية والخارجية، كما أن مجرد تغير مستوى ودرجة الضوء الموجه نحو اللوحة، سيجعلك تراها بمنظور وإيقاع مختلفين، ولعل هذا هو سر الحرفية في عمل موها آن. تبدو الفنانة متصالحة مع نفسها في حياتها وفنّها فهي قادرة على أن تدفعك للتفكير وتفسير معنى العمل الفني الضوئي على طريقتك وحسب ثقافتك ومزاجك. وهي تقدّم لنا من خلال معرضها رؤية حداثية لتشكيل لوحة فنية لا تتأثر أبداً بالعوامل الجوية، بسبب المواد المستخدمة فيها، وتركز في تشكيلها على مبدأ الجمع بين اللون والخط والضوء، كمعادل موضوعي للمتضادات في حياة الإنسان. هذه الكورية المبدعة التي تجاوزت الستين، ما زالت ترسم بروح وطاقة وحماسة الشباب، سواء من حيث ألوانها الزاهية المفرحة، أو على مستوى تقديمها (لوحة ضوئية سعيدة)، فهي تملك سعادة خاصة في داخلها، ولهذا أرادت التعبير عن ذلك بلوحة تبعث فينا الدفء والهدوء النفسي والراحة، وليس غريبا أن ترى أعمالا كثيرة لها تعرض كمقتنيات في المدارس والمكتبات والمستشفيات والميادين ومداخل المدن والساحات والفضاءات الخالية من حلل جمالية، فهي تعتقد أن جمال اللوحة الضوئية يمكن أن يكون علاجا مفيدا للمرضى المعزولين عن الحياة اليومية، ومن ثم من الممكن أن تتحول اللوحة من هذا النوع بالنسبة للمتلقي إلى رمز. كما هو الشأن مع برج إيفل رمز فرنسا، وتمثال الحرية رمز أميركا، ولهذا ليس غريبا أيضا أن نجد في معرضها أعمالا تضم رموزا فنية ومعمارية عالمية متداخلة مع معـالم كورية وعربية للتعبير عن التمازج الثقافي والحضاري. وتستفيد الفنانة من عالم التكنولوجيا الحديثة في التشكيل عن طريق العمل اليدوي في معظم الأعمال، وتسخره في عملية الإبداع الإنساني. إنها تعتز كثيرا بثقافة وفنون وعمران الإمارات، فهي وكما بدا من عديد اللوحات في المعرض تعشق المباني وطرق تصميمها، وقد وجدت ضالتها في نظام العمارة في الإمارات، بما يحتويه من غنى تراثي وفني يجمع بين الأصـالة والمعاصرة، لتستوحي منها أعمالا فنية ضوئية باهرة، تتناغم في بعض جوانبـها روح الثقافتان الكورية والإماراتية في إطار فن يوفّق بين الهندسة والفن التشكيلي. في معرض أجنحة الضوء، ثمة شيء جديد، مبتكر، متوازن في لغته وأسلوبه وخطابه اللوني، وثمة أعمال تتداخل ما بين أساليب التركيبية والمفاهيمية والفيديو آرت والنقش، والتصاميم والتكوينات الضوئية الخاصة التي تم توزيعها في أركان المكان بطريقة جاذبة للمدرك البصري، لتبدو لنا هذه التكوينات فضاء لمسرحة الحساسية الانفعالية، ورفع مستوى الطاقة الجمالية لدى المتفرج، مستخدمة جماليات الضوء، مضافة إليها هندسة التصميم واللون، لكي تحتفي بالفراغ والممتلئ والمرئي واللامرئي، وفق رؤية ذهنية بليغة وهيكلة بنائية دون تحطيم الشكل المألوف والواقع. في أجنحة الضوء ثمة شيء يدفعك للاستمتاع مجددا بالحياة، ويدعوك لكي ترفع عن كاهلك كل ما هو مضن ومرير في هذه الحياة القاسية. كما يدعوك لكي تتفحص وتدرس جيدا معنى اللوحة الضوئية التي تقدمها موها آن على طريقتها وكأنها تعيد دراسة كيمياء الضوء والنّور وإشراقات الألوان، ما يعطي الانطباع بأنها لا تستعجل لوحاتها، فكل عمل فني في هذا المعرض، استغرقت في إنجازه شهورا. في أجنحة موها آن ثمة جمال يحلّق، وفرادة واستثناء يدعونا لكي ندخل محراب الإبداع، ونقرأ ومن ثم نرفع القبعات لتشكيلية كبيرة في السن، وكبيرة في القدر والموهبة والجمال الداخلي الصافي الموضوعي، بعد أن نجحت في أن تخرجنا من عالم القلق الضجر إلى عالم الانتشاء والابتهاج والرقص مع حركة الضوء، وبعد أن نجحت أيضا في تحويل الأفكار في لوحاتها إلى وصلات إيقاعية، تجعل من الفضاء التشكيلي الضوئي (سيمفونية) متعددة الأصوات والألوان والتشكيلات البصرية في تظاهرة فنية تشهدها العاصمة أبوظبي، لهذا اللون الجديد من فنون الضوء التركيبية. بورتريهات معتقة تتصدر مدخل المعرض ثلاث لوحات (بورترية) لكل من: المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تمّ تشكيلها على أرضية من مادة الفولاذ الصلب، ومن ثم تمت عملية النّقش والصب على سطح اللوحة بذرات دقيقة من الفولاذ باللونين الأبيض والأسود، تعبيراً عن أصالة هذه الشخصيات ومكانتها، أما صب هذه المواد بحسب مريم الشرفي سيدة الاعمال الاماراتية التي استقدمت المعرض الي الدولة ،فقدأنجز يدوياً من خلال آلة حادة، حققت لنا في النهاية لوحة ذات سمات خاصة على مستوى التقنية المستخدمة، وتعابير الوجه، وصلابة وإحكام اللوحة وقوتها. وقد مارست موها آن في صياغة هذه اللوحات الرائعة من فن البورتريه غوايتها اليدوية التصميمية المبتكرة، فكانت رحلتها في شطآن الدوائر والخطوط وتوزيعات النسب للوجوه، واستخدامات الضوء، أشبه بمن يجيد فتنة الخيال، فأضفت على (البورتريه) المزيد من السحر والرصانة، وكأنها تسترشد من خلال استخدامها البديع للخيال الخلاّق في تشكيل هذه الصور بمقولة الشاعر الرومانسي (كيتس): “عن طريق العقل والمنطق نموت كل ساعة، لكن من خلال الخيال المتكئ على الواقع نحيا”. ومن تقنية رسم الوجوه، نعبر إلى جدارية (البترول في الإمارات)، في عمل فني بديع استغرقت موها آن في إنجازه ستة أشهر، ويعكس منظرا عاما لحقول النفط والغاز في الإمارات. وقد رسمت ضوئيا بذات التقنية المعتمدة على صبّ ذرّات الفولاذ على سطح اللوحة، مع حواف من الظلال والأدخنة التي تبدو خلفية لعناصر اللوحة كقوة أسلوبية تركيبية، وكبلاغة سحرية تتجلى في التوزيعات اللونية بدرجاتها المختلفة من الأسود والأبيض، والتشاكل الحركي للعناصر المختلفة لمكونات حقول النفط والغازات وكأنك تراها لأول مرة بهذا الجمال والتوثيق لمكان كان المساهم الرئيس في التحوّل الضخم الذي طرأ على مجتمع الإمارات. الزمن الأزرق من تقنية الأسود والأبيض تنطلق موها آن، إلى فضاء الألوان الزاهية الذي يملأ كيانك بطاقة كاملة، في عمل فني أطلقت عليه اسم (يوم جديد) مستخدمة فيه ألوان الاكريليك، لتشكيل وردة منتشية بالزرقاويات بدرجة مختلفة، وبداخلها بقعة ضوئية باللون الأبيض، وما بين الكتلة والفراغ والظل والنّور وسحر الأزرق، إيقاعات لا تنتهي، ومن هالة النّور داخل هذه اللوحة الرائعة المنتشرة والمتحركة في العمق البصري، ثمة حالة تشكيلية تأخذك إلى التسبيح وعالم الراحة والجمال، حينما يتمدد الزمن في شكل ضوء أزرق، يتوزاى معه لون بنفسجي بديع ومتجدد في لوحة أخرى تتجاور مع يوم جديد. إلى لوحة أخرى تم تشكيلها بطريقة (ثري دي) لتتجمع كل هذه اللوحات في عمل بانورامي واحد، جاء على النحو التالي: دائرة من الزرقاويات القوية، وحولها عشرات من الدوائر اللونية الصغيرة الزاهية ومتعددة الدرجات، وكأنها تعكس في المجمل المراحل المختلفة لحياة الإنسان، هنا تستطيع أن تلمس بالخيال والرموز كيف تعبر الألوان بما فيها من متضادات وخضوعها للظل عن الحياة أو الأشياء الحزينة فيها. في أجنحة الضوء صنعت لنفسها فضاءات عديدة ومتنوعة، وهذه اللوحة التي تحمل عنوان مسجد الشيخ زايد، خير شاهد على أجوائها التركيبية، فهنا عمل فني فريد من نوعه، يحضر فيه كل الجمال والفرجة البصرية والرصانة النظرية والهندسية والعمق المعرفي وتعدد العناصر والانشغالات.. لوحة اختزنت فيها الفنانة جملة من الذاكرات: جانب من مسجد الشيخ زايد، تمويهات لبرج خليفة العملاق في دبي، جسر في سيؤول بكوريا، خلفيات لعدة أبراج ومبان في دبي، وأبوظبي، ومن كل هذه التداخلات المكانية ونسج العلاقة التبادلية بين الشكل والعنصر، وتقنية الأبعاد الثلاثة، أمكن لنا أن نرى صورة جديدة للمعمار في الإمارات، لتبدو لوحة مسجد الشيخ زايد في النهاية مشرعة على الفضاء الروحي، ما يجعلك وأنت تتأملها مع بقية ملحقاتها التي تبرز جمال ودقة تصاميم العمارة في الإمارات، مرتويا في عالم تظهر فيه مرتكزات الضوء، وقد تطهر تماما من عتمة الحياة إلى آفاق تأخذك بعيدا نحو الطمأنينة والراحة وحالة من الشجن والتوحد مع هوية المكان الذي أصبح يجمع، برحابة تمازج ثقافي واضح، الرؤية والمعالم. عشق موها آن، للمباني الأنيقة، والمعمار، دفعها لتشكيل لوحة ليلية بعنوان (رومانسية أبوظبي) تعكس منظرا عاما من العاصمة أبوظبي، وقد بدت لنا بوضوح جملة من العناصر: جانب من مياه وبحر، جسر، مسجد، حديقة عامة، أبراج الاتحاد، أجزاء وظلال ومبان بأطوال وأحجام مختلفة، لكن ربما يكون أمتع وأجمل ما في هذا العمل الفني هو طريقة صياغته التركيبية، واستخدامات اللون والظل والنور والخطوط وتوزيع العناصر والنسب، لتبدو الرومانسية أكثر تفاعلا مع الأشكال، ولهذا نجحت هذه الكورية المدهشة والعاشقة لفن العمارة في أن تحوّل صمت الأمكنة الجامدة إلى نبرات ناطقة عبر خلجات الذات، وعبر رومانسية مفعمة بالحياة والجمال وسحر الضوء الذي لم ينفك عن تذكيرنا بثنائية الفكر والفن. فرح بصري الجزء الثاني من معرض أجنحة الضوء، يأخذنا إلى عالم مختلف، حيث تبدو استخدامات جماليات الإضاءة وصناعة التكوينات منها هي الأساس، دخلنا إلى (عالم الصفاء الضوئي) فكل ما في هذا الجناح يضج بالراحة، ويدعوك إلى التأمل النفسي والفلسفي، فهنا جدارية ضخمة، أرضيتها من مادة (ستينلس ستيل)، تتحرك ألوانها بطريقة تجعلك تتخيل هذه الدوائر اللونية بالأسود والأبيض وكأنها سراب الماء، لكن هذا الجمال اللوني المتدفق لا يتوقف عند حدود هذا المعنى، بل يدفع مخيلتك إلى نظرة أعمق نحو ثقافة الصحراء، ونحو الجمال الصافي في أكمل معانيه. في السياق ذاته، صدّرت لنا الفنانة لوحة تجريدية باللونين الأسود والأبيض الممتزجين بضوء موح، من هوية المكان الكوري، فهنا شجرة جرداء، تحيط بها تلال تبدو من بعيد وكأنها في حركة متخيلة بفعل تأثيرات الضوء، وفي الظلال تبدو أماكن من هوية المكان الإماراتي، في تأكيد لقيمة التناغم بين ثقافتي البلدين. لكن قمة الإبداع قد تبدو في لوحة بعنوان (شلال ماء) وقد تتخيلها على أنها فاصل من الألعاب النارية، وفي المجمل هي عمل فني يعطي المتفرج حرية التعامل مع عنوانها ومكوناتها على طريقته، فقد تتخيلها تموجات حركة الطبيعية في الماء، وقد تم تنفيذها بنفس تقنية اللوحات التي تم تنفيذها على أرضية من الفولاذ، بمقابل لوحة عمرانية من طراز مختلف في الأسلوب، فهي تجمع رموزاً عمرانية بارزة من مختلف بلدان العالم، ما بين فنون العمارة التقليدية والتراثية في آسيا، ومنها الإمارات بالطبع، وما بين توزيعات لونية تعتمد على الأصفر القشي، وكما بدا لنا من تخطيطات هذا العمل الفني متعدد العناصر والزوايا، أن شخصية الرسامة قد برزت في التكوين العام، فعشقها للمدن والأمكنة جعلها تترك بصمة واضحة على الهوية المكانية، بحيث تجعلك ترى المكان وكأنه قد صمم للتّو، بما يتناسب، بل ويمثل حركة الإنسان المعاصر، وتناقض حياته، ومن هذه الثنائية بدت لنا إيماءات اللون وقد تحولت إلى قصائد شعرية مرسومة بضوء من نوع خاص. في غرفة خاصة جرى تصميمها بطريقة فنية تغريك بالدخول إليها، تستطيع أن تلمس الرومانسية والجمال كله، من خلال هذا العمل الجماعي الذي شارك فيه كل من: موهان آن، جو يونغ جون، هان سونج جون، بعنوان (اكتشاف الضوء)، وبالفعل حينما تنظر إلى تكوينات ومجسمات الإضاءة في هذه الغرفة ستعرف مدى أهمية اكتشاف مدار مختلف للضوء بألوانه الساطعة الفرحة المختلفة، وقد صممت هذه التكوينات لتوزيعها في أركان الأمكنة الفسيحة والقصور والشوارع والمتاحف، كونها تحتوي على رؤية بصرية وإسقاطات ضوئية، ممتعة للعين والقلب والروح، ألوان ضوئية زاهية تنبعث من قلب هذه التكوينات في طراز مختلف للتوزيع الضوئي بهالة إنسانية. هنا بانوراما من أربع لوحات صممت بطريقة فن الكولاج عبر اللون والضوء، تجد في هذه البانوراما تركيبات من معالم عمرانية من جميع قارات العالم، استخدمت فيها الفنانة مئات من حبّات الخرز الدقيقة، باللونين الأبيض والأزرق، أما جمال هذه اللوحة، فيكمن في الزاوية الجمالية التي يمكنك من خلالها أن تراها، فتكوينها يتطلب أن تراها من الأعلى وكانك في طائرة أو في مكان مرتفع كي تلتقط جمالياتها وظلالها وتوزيع عناصرها، تم إنتاج هذه البانوراما عام 2009. هنا أيضاً تكوينات إضاءة تم تشكيلها داخل زجاجات دائرية مختلفة الأحجام، وهذه الزجاجات تطلق إضاءات من الأسفل إلى الأعلى، وقد بدا فيها أن الفنانة قد درست الفيزياء جيداً حتى نجحت في عمل هذه التكوينات الضوئية الباردة، فأنت تستطيع أن تلمسها وكأنك تلمس كرات من الثلج، وربما يكون ذلك قمة الإثارة والإبداع في تحويل حرارة الضوء إلى جمال لوني بارد، ومشع في ذات الوقت. ونعتقد أن أهم عمل فني قدمته موها آن لنا من خلال أجنحة الضوء، ما احتوته تلك الغرفة الفريدة من نوعها توزيعا وتشكيلا وألوانا وعناصر، نقول ذلك وندعوك لتأمل معنا: غرفة ذات أرضية مصقولة بالرمل الأبيض من نوع (سيلكا) وعلى هذه الأرضية تتوزع إضاءات تطلق أشكالا مختلفة، مع توزيعات ضوئية على جدران المكان، وكل هذا الخيال الضوئي الجميل يشعرك بعد برهة وكأنك في فيلم سينمائي، بل وكأن الإضاءة تصنع لنا مونتاجا ضوئيا مباشرا، تتنقل البصرية والعيون بين الشغف الضوئي واللوني، وبين تعدد العناصر والمكونات، بحيث يعكس نوع الضوء ولونه نفسية كل شخص ينظر إليها، لنصل في النهاية إلى نتيجة حتمية سواء من خلال تفاصيل اللون في هذه الغرفة أو غيرها من اللوحات والأركان، هي أن للضوء بعداً فلسفياً، ففيه المنظر والفن والإبداع والفكر والثقافة، بما يذكرنا على الفور بـ (مسرح الضوء) الذي انتشر قبل سنوات قليلة في المسرح الفرنسي، بحيث أصبحت بعض المسرحيات تقوم على حركة الضوء، وليس حركة الممثل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©