السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا وألمانيا: لابد أن تدافع أوروبا عن نفسها بنفسها

فرنسا وألمانيا: لابد أن تدافع أوروبا عن نفسها بنفسها
17 فبراير 2018 01:46
ميونخ، ألمانيا (وكالات) اعتبرت وزيرتا الدفاع الفرنسية والألمانية، أمس، أن على أوروبا أن تملك «استقلالية استراتيجية» في مجال الدفاع، مع الإبقاء على انخراطها في الحلف الأطلسي، في حين تبدي واشنطن قلقها من مشروع دفاع أوروبي. وأكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، أثناء مؤتمر سنوي حول الأمن في ميونيخ، «عندما نكون مهددين على مستوى جوارنا المباشر خصوصا جنوباً، يجب أن نكون قادرين على مواجهة الأمر، حتى عندما تكون الولايات المتحدة أو الحلف (الأطلسي) يحبذان انخراطاً أقل». وأضافت: «ولذلك يتعين أن تكون لنا استقلاليتنا الاستراتيجية من دون إجبار الولايات المتحدة على أن تأتي لمساعدتنا ومن دون تحويل وسائلها (الاستخبارات والمراقبة)، أو تموينها عن مهام أخرى». وأطلق الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2017 «تعاوناً» عسكرياً غير مسبوق لتطوير تجهيزات وأسلحة، أو تسهيل عمليات خارجية. ويدعو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بقوة إلى تشكيل قوة أوروبية مشتركة للتدخل، قادرة على التحرك خارج الهياكل القائمة للحلف الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي. وأشارت الوزيرة الفرنسية إلى أن هذه المبادرة الأوروبية للتدخل ستتيح «بروز ثقافة استراتيجية مشتركة بين الأوروبيين»، واصفة الحديث عن «تعارض بين الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي» بأنه «نقاش خاطئ». من جانبها، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فون دير ليين «نريد الحفاظ على العلاقات عبر الأطلسي، وفي الوقت ذاته، نريد أن نصبح أوروبيين أكثر». وأضافت: «الأمر يتعلق بأوروبا قادرة على أن تزن أكثر من وجهة نظر عسكرية، ويمكنها أن تكون أكثر استقلالية وتحمل مسؤوليات أكبر داخل الحلف الأطلسي خصوصاً. هذا تحدٍ يتعلق بالمستقبل الأوروبي». ودعت الوزيرة الألمانية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى زيادة الاهتمام بإعادة الإعمار والمساعدات التنموية في العالم. وقالت: «أصدقاؤنا الأميركان لديهم التزام باهظ التكلفة يتجاوز الأمور العسكرية». وأكدت أن التعاون التنموي واجب بالغ الضرورة. وأن خفض المخصصات المالية الخاصة بالتنمية والأمم المتحدة لدى بعض الشركاء أمر يثير القلق. تجدر الإشارة إلى أن ترامب يعتزم إجراء تقليص واضح للمخصصات المالية التي تقدمها بلاده للأمم المتحدة، وكذلك الحال بالنسبة للمساعدات التنموية. وأوضحت أنه صحيح أن القطاع العسكري يقوم بمساهمة جوهرية من أجل التصدي للأزمات، إلا أنه لن يتم الفوز في مكافحة تنظيم «داعش» إلا إذا حققنا انتصاراً تنموياً واجتماعياً في الشرق الأوسط. من جانبه، كرر الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرج، أمس، في ميونيخ، القول، «إن دفع أوروبا قدماً في المجال الدفاعي يجب ألا يمس بصلاحيات الحلف الأطلسي». وقال: «نحن نحيي هذه الجهود طالما أنها لا تنافس جهود الحلف الأطلسي بل تكملها» في تلميح للقلق الذي أبدته واشنطن أثناء اجتماع الأطلسي الأربعاء والخميس الماضيين في بروكسل. من جانبه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولي التكاتف في مواجهة الأزمات الخطيرة والمشكلات العالمية. وقال خلال افتتاح المؤتمر: «إنه لا يمكن حل التحديات التي تواجهها الإنسانية إلا سوياً، وبشكل موحد». ودعا بصفة خاصة للتعاون في مكافحة تحول المناخ والإرهاب على مستوى العالم، وكذلك لمواصلة تعزيز المساعي من أجل حل الأزمات، مثل الأزمة في الشرق الأوسط أو اليمن أو في شبه الجزيرة الكورية. ودعا لحل دبلوماسي للنزاع مع كوريا الشمالية، مع تشديده على ضرورة إبقاء الضغط عليها، وصولاً إلى حل «القضية النووية». من جانبه، أعرب رئيس ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج إيشينجر، عن رأيه في أنه لم يكن هناك «خطر كبير على النحو الحالي في حدوث مواجهة عسكرية بين قوى عظمى» منذ نهاية الاتحاد السوفييتي. وقال إيشينجر أمس لإذاعة ألمانيا: «إن عدم الثقة مثلاً بين القيادة العسكرية في واشنطن وفي موسكو عميق للغاية». وأشار إلى أن الاتصالات التي كانت موجودة بكثرة قديماً، تم تجميدها حالياً بشكل أساسي، وقال: «إن هناك خطر حدوث حالات سوء فهم. فلنتذكر الأحداث في سورية وما حولها، ولنتذكر الأحداث في شمال كوريا وما حولها. فخطأ سوء التقدير وحدوث مناورات تصعيدية غير مرغوب فيها أكبر مما اتذكر أنه كان عليه طوال الثلاثين عاماً الأخيرة». وأرجع رئيس مؤتمر ميونخ للأمن أسباب «هذا التطور الكارثي» إلى الدور الجديد الذي تقوم به الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب. وقال إيشينجر: «هناك محاولات متكررة، بحسب انطباعي، ألا يتم التهديد فحسب بالأسلحة، وإنما أن يتم ممارسة استخدام الأسلحة في الواقع من أجل تنفيذ مصالح خاصة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©