الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لمصلحة «الفورمولا» أمام بني ياس أوليفييرا يرجح كفة الجزيرة بالواجب وليس العاطفة

لمصلحة «الفورمولا» أمام بني ياس أوليفييرا يرجح كفة الجزيرة بالواجب وليس العاطفة
14 ديسمبر 2012
(أبوظبي) ـ يعتبر ريكاردو أوليفييرا لاعباً استثنائياً في «فورمولا العاصمة»، ليس لأنه أحرز هدفين من ثلاثية الجزيرة في مرمى بني ياس بالجولة الثانية عشرة لدوري المحترفين لكرة القدم، وهو في ظروف نفسية صعبة بسبب وفاة والدته قبل اللقاء مباشرة، لكن أيضاً لأنه يعتبر واحداً من النجوم المتميزين الذين تعاقبوا على نادي الجزيرة عبر تاريخه، يكفي أنه أحد أهم أسباب في حصول الفريق على «الثنائية التاريخية»، الدوري والكأس، في الموسم قبل الماضي للمرة الأولى في تاريخ النادي، رغم مشاركته مع الفريق في نصف الموسم فقط، بعد عودته معاراً إلى ساوباولو البرازيلي أثر تعرضه للإصابة في عامه الأول مع «فرقة الفورمولا»، وعندما ارتدى قميص الجزيرة مجدداً نال نجومية الموسم، ليؤكد «علو كعبه» على نظرائه من المهاجمين، وبرهن على أنه قناص بوزن الذهب، وأفضل «خبطات» إدارة نادي الجزيرة في صفقات اللاعبين. ولا شك أن أوليفييرا يملك مواصفات خاصة تجعل منه العاشق الدائم للشباك، وآخر بصماته أنه قاد «الفورمولا» للوصول إلى ثمن نهائي دوري أبطال آسيا في نسخته الأخيرة، ونال لقب هداف البطولة القارية برصيد 10 أهداف، وهو العدد الذي لم يصل إليه أي لاعب آخر خلال البطولة حتى نهايتها. ولعل الموقف كان عصيباً على اللاعب قبل لقاء فريقه في الجولة الماضية أمام «السماوي»، وهو يستقبل قبله نبأ رحيل والدته، لكن وفاء اللاعب لمهنته وناديه، وتقديره لعمله، جعله يؤجل الحزن قليلاً، للقيام بدوره تجاه ناديه، وتغلبت لديه روح الاحتراف على العاطفة، رغم الضوء الأخضر الذي منحته له إدارة ناديه، بالسفر إلى بلاده لتقبل العزاء في والدته، والتواجد مع أسرته في البرازيل دون أن يشارك مع الفريق أمام بني ياس، ولكن اللاعب قرر أن يؤدي واجبه تجاه ناديه أولاً، ويغادر بعد ذلك لتلقي العزاء في والدته. وثمن حمد الحر السويدي عضو مجلس إدارة نادي الجزيرة موقف ريكاردو أوليفييرا، مؤكداً أن هذا التصرف من اللاعب وجد إشادة شخصية من الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة النادي، وكل المنتمين إلى الجزيرة، خاصة أنه موقف ليس غريباً عن لاعب الذي يعتبر نموذجاً للمحترف، انضباطاً وأخلاقا داخل وخارج الملعب. وقال: «يحسب لأوليفييرا أنه لاعب يطبق الاحتراف الحقيقي، حتى وإن كان يمر بلحظات صعبة للغاية، وأعتقد أنه وكالعهد به دائماً ضرب المثل كلاعب قدوة، بوضعه لمصلحة الفريق على قمة اهتماماته، رغم الظرف الإنساني الصعب الذي يمر به، وأن إدارة النادي منحته مطلق الحرية، في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً له، لكنه فضل اللعب، وهو أمر يحسب له». وأضاف «أن تأثير أوليفييرا على فريق الجزيرة كبير جداً، كلاعب صاحب قيمة فنية وأخلاقية عالية، وأن حالة التألق التي يعيشها المهاجم الدولي علي مبخوت يعود الفضل فيها بشكل كبير إلى أوليفييرا نفسه. ومن جانبه قال أوليفييرا بعد المباراة، وقبل لحظات من مغادرته إلى البرازيل «إذا كانت والدته رحلت عن الدنيا، فإن نادي الجزيرة كله عائلته، وأنها ليست المرة الأولى التي يصادف فيها مثل هذا الموقف، ويجد الدعم الكبير من كل أسرة النادي، إدارة وجهازين فني وإداري ولاعبين، حيث سبق وأن توفيت والدة زوجته في ظروف مشابهة، ووجد الدعم الكبير من كل النادي. وقال: «لقد خيرتني الإدارة بين المغادرة قبل أو بعد المباراة، وأنا أقدر هذا الموقف، وكان له الصدى الكبير في نفسي، وأعتقد أنه ليس غريباً على إدارة نادي الجزيرة التي دائماً ما تجدها خلف لاعبيها في كل الظروف، وأنا أشكرها عليه، رغم أنه ليس الأول ولن يكون الأخير، لأن ما عشته في الجزيرة، منذ انتقالي اليه قبل 3 سنوات، هو التكاتف والتعاضد في كل المناسبات، سواء أتراح أو أفراح، فالجميع أسرة واحدة تتداعى بالحزن أو السعادة مع أي فرد من الأسرة، وهذه سمة نادراً ما تجدها في بلاد أخرى، وهي ليست غريبة على نادي الجزيرة أو المجتمع الإماراتي، وتفاجأت بمبادرة لاعبي بني ياس الذين قدموا لي مواساتهم في مصابي قبل المباراة، وهذه المواقف الكريمة من الجميع ستكون في ذاكرتي أبد الدهر». وأضاف: «نعم كنت في حالة من الحزن، لأن الوالدة هي أعز إنسان على قلبي، لكن في النهاية أنا لاعب محترف، وأقدر عملي، ولم يحدث منذ قدومي إلى أبوظبي أن غبت عن أي مباراة لنادي الجزيرة، في أي مسابقة، إلا بسبب الإصابة أو الإيقاف، فكان قراري بخوض اللقاء، ثم المغادرة إلى البرازيل، وبقدر حزني على وفاة والدتي، إلا أنني أشعر بالارتياح لأنني قمت بواجبي تجاه الفريق، وساعدت مع بقية زملائي في الفوز بالمباراة المهمة». وعن المباراة قال أوليفييرا: «لقد كانت رغبتنا كبيرة في تحقيق نتيجة إيجابية، ونحن ندرك قوة المنافس، وبني ياس فريق يملك كوكبة من النجوم أجانب ومحليين، لكن إصرارنا كان كبيراً، لذلك تفوقنا في النتيجة بصعوبة كبيرة، بفضل روح التحدي، واللياقة الذهنية الكبيرة التي لم تتأثر بأي ظروف شخصية، لأننا جميعاً في الجزيرة نتمتع بعقلية احترافية». وأضاف:« لقد كانت المباراة قوية في كل تفاصيلها، ووجدنا صعوبات كبيرة أمام بني ياس، وبالنسبة للهدفين الذين سجلتهما، فإن الفضل فيهما يعود إلى مجهود الفريق كمجموعة، وهي نقطة تحسب لكل الفريق، وليس شخصيا، لأن عملي هو ترجمة مجهود زملائي بإحراز الاهداف، وهذا ما نجحت فيه، والمهم عندي دائماً، هو فوز الجزيرة وليس تسجيلي الأهداف، وأحرص على ذلك لأنه واجبي تجاه الفريق، ولن أنسى حسرتي على ضربة الجزاء التي أهدرتها، ولكن شعرت بالارتياح بعد إحراز الهدف الثالث الذي حسم النتيجة بشكل نهائي لمصلحة فريقي». وكشف أوليفييرا عن الحوار الذي دار بينه وبين مواطنه بوناميجو قبل تغييره وقال: «لقد استطلع المدرب رأيي في مسألة خروجي بعد الهدف الثالث، وهو ما حدث بالفعل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©