المطالبة بتجريم الاستغلال السيئ لمراكز الإخصاب

ناشدت ندوة ''الأمن البيولوجي'' المشرع تجريم الاستغلال السيئ لإنجازات الثورة البيولوجية، خاصة ما يتعلق باختلاط الأنساب وتهديد أمن الأسرة، كما دعت الجهات المعنية الإسراع بإصدار العقوبات الرادعة والقواعد الصارمة المحددة لأنظمة العمل بمراكز الإخصاب، بما يمنع اختلاط الأنساب والأعراق· وطالبت الندوة القيادة العامة لشرطة دبي بتبني عقد مؤتمر للأمن البيولوجي لتعزيز الجهود الأمنية الى حماية البشرية من أخطار التعامل غير المنضبط مع الجينات والتصرفات اللاأخلاقية المصاحبة لبعض تطبيقات الثورة البيولوجية· وناشدت الندوة التي نظمها مركز دعم واتخاذ القرار بشرطة دبي المشرع تطوير قانون الإجراءات الجنائية بما يحقق التوازن الدقيق بين المصلحة العامة في الإثبات الجنائي والمصلحة الخاصة في الحفاظ على الخصوصية فيما يتعلق بالشيفرة الوراثية، وطالبت بتوثيق أعمال الندوة، حتى يتسنى للجهات الأخرى الاستفادة من جهودها في مجال تعزيز الأمن البيولوجي· في بداية الندوة أكد سعادة الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي أن المفهوم العصري للأمن يتسع بمعناه الشامل، ليشمل كافة التوازنات التي لو حدث خلل في أحدها لسبّب قلق الإنسان وخوفه، وانتقص من رفاهيته النسبية، وأصبح يخشى على نفسه وعرضه وماله من المخاطر المحدقة به والشرور التي تهدده، لافتا الى ظهور مفهوم الأمن الاقتصادي، والأمن البيئي، والأمن المائي، وغيره من أنواع الأمن التي تظهر كل فترة، ما يعكس تنوع المخاطر التي تحيط بالإنسان في العصر الراهن· وأضاف أن شرطة دبي في هذا السياق، تعقد هذه الندوة الهامة، لتلقي الضوء حول خطر جديد، وضرر مستحدث يمكن أن يحدث انقلابا خطيراً في توازنات عديدة ترسخت منذ سنوات بعيدة، لم تكن تشكل خطراً، أو تحدث قلقاً، حتى وقت قريب، ولكن مع التطور المتلاحق في مجال ما يسمى بـ''البيوتكنولوجي''، وما تترتب عليه من استحداث العديد من وسائل يمكن من خلالها التعديل أو التغيير في المنظومة الوراثية للمخلوقات، وهو الأمر الذي ينبئ بظهور منتجات جديدة ذات مواصفات فريدة لم يعهدها التاريخ، ولم يعرفها البشر من قبل· وأوضح قائد عام شرطة دبي ان التطور الهائل في مجال الهندسة الوراثية يتعين أن يتحدد في إطار ضوابط شرعية وأخلاقية صارمة، فالانفلات في هذا المجال يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة يترتب عليها نتائج وخيمة، موضحا أن أجهزة العدالة الجنائية ستواجه بمشاكل لم تخطر من قبل على بال أحد، وفي هذا الصدد، فإن شرطة دبي ترحب بكافة الجهود العلمية التي يمكن أن تحقق العدالة، وتؤدي إلى سعادة البشرية، وليس إتعاسها· ونشر الثقافة الأمنية والقانونية، بالإضافة الى إرساء العلوم الأمنية المتطورة، لافتا الى ان المركز يضع اليوم حجر الأساس لعلم ''الأمن البيولوجي'' حيث أصدر المركز العديد من الدراسات والترجمات التمهيدية منها الإعلان العالمي بشأن الجين البشري وحقوق الإنسان، ونظرة على الحمض النووي، وحماية حقوق الإنسان المرتبطة بمعطيات الوراثة وعناصر الإنجاب، والتلاعب في ناقلات الوراثة، وأمن الطفل من منظور إسلامي·