الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سويسرا ملاذ آمن لتخزين البيانات والمعلومات

سويسرا ملاذ آمن لتخزين البيانات والمعلومات
25 ديسمبر 2013 21:22
زيوريخ (أ ف ب)- في وقت تتهم فيه المجموعات التكنولوجية الأميركية بالتعامل مع الاستخبارات، يتوافد الزبائن إلى شركات تخزين المعلومات في سويسرا، التي تطمح إلى أن تصبح خزنة العالم الرقمية، بعد أن عُرفت لسنوات طويلة ملاذا آمناً للأموال. وتزدهر أعمال هذه الشركات خصوصاً بفضل الملاجئ المحصنة التي بناها الجيش السويسري في منطقة الألب أيام الحرب الباردة والتي باتت السلطات تتخلى عنها شيئاً فشيئاً. ومن أبرز هذه الملاجئ، ذلك الذي يقع بالقرب من منطقة آتينجهاوزن في قلب سويسرا والذي يبقى عنوانه المحدد طي الكتمان. وقد أصبح هذا الملجأ المحصن الممتد على 15 ألف متر مربع ملك شركة “ديلتاليس” السويسرية التي أسست فيه سنة 2011 مركز معطيات معلوماتية يمتد على 600 متر مربع. وقال آندي راينهاردت أحد المسؤولين عن الشركة لوكالة فرانس برس “تأثرت كثيراً… عندما دخلته للمرة الأولى”. وهذا الملجأ الذي يقع في قلب الجبل والمحمي بأبواب فولاذية مضادة للنووي تزن 4 أطنان كان المقر العام السابق للجيش السويسري. ويعمل 12 شخصاً لا غير في هذا الموقع الذي تنتشر فيه الأروقة وأحواض المياه الجوفية وتغطي خرائط عسكرية قديمة من أيام الحرب الباردة جدرانه. ولا بد من الخضوع لتدابير أمنية عدة قبل الدخول إليه، مثل تقديم بطاقة الهوية والتأكد من بصمة شبكة الأوعية الدموية التي هي أكثر فعالية من البصمة الرقمية قبل تجاوز باب مضاد للنووي ينفذ إلى قاعة بيضاء ناصعة تنتشر فيها الكاميرات والأجهزة المعلوماتية الموصولة دوما مثل تلك التي تصور في أفلام الخيال العلمي. وتختزن هذه الآلات معلومات الزبائن الذين يرغبون في الحفاظ على نسخة من بياناتهم لاستخدامها في حال تعرضت أجهزتهم لعطل معلوماتي أو كهربائي أو هزة أرضية أو هجوم إرهابي. وينبغي حماية هذه المعلومات من أي ضرر أو تدخل خارجي. وفي عصر التجسس الإلكتروني، تستفيد مراكز تخزين المعلومات السويسرية الخمسة والخمسين من الأمن والاستقرار المستتبين في البلاد. وقد كشفت تسريبات إدوارد سنودن المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية أن عمالقة الإنترنت مثل “فيسبوك” و”جوجل” و”سكايب” و”ياهو” ينقلون بيانات مستخدميهم للاستخبارات الأميركية. وقال كريستوف أوشفالد أحد المسؤولين عن شركة “ماونت 10” التي تضم مراكز بيانات في منطقة الألب تختزن بيانات البرلمان السويسري “بصفتي مواطنا أوروبيا أرغب في القول أولاً: إن عمليات الأميركيين تدهشني وثانيا إنها تعود بالنفع على نشاطاتنا التي ازدادت ثلاث مرات في برهة من الزمن”. وأضاف بعد فضيحة وكالة الأمن القومي: “لم أعد بحاجة إلى أن أبرر للزبائن دواعي دفع” المال. ففي سويسرا، حيث تعد البيانات الشخصية سلعة لها قيمة، أصبحت مصائب البعض فوائد عند البعض الآخر. وأكدت سوزان تانر من مجموعة “جرينداتا” لوكالة فرانس برس أن “حتى الشركات السويسرية التي تستخدم خوادم في الخارج تريد العودة إلى البلاد”. وشرح مدير مجموعة “كيوس” المتخصصة في المعلوماتية أن “الزبائن باتوا يدركون بشكل أفضل أهمية حماية المعطيات منذ فضيحة سنودن”. وكشف دومينيك هاوري من معهد الدراسات الاقتصادية في بازل أن سويسرا تتمتع باستقرار كبير وبنى تحتية إلكترونية ومعلوماتية ممتازة، وهي مرشحة بالتالي لأن تصبح “ملاذاً آمناً” بفضل تدابيرها المقيدة في مجال حماية المعطيات. وعلى الصعيد التشريعي، تبقى سمعة سويسرا من أكبر مزاياها في ما يخص السرية والأمن، حتى لو كانت هذه الأخيرة قد شوهت إثر تخلي البلاد عن السرية المصرفية. وذكر بيتر جروتر، رئيس الجمعية السويسرية للاتصالات، أن “المؤسسات على أنواعها تتمتع بنفاذ إلى المعلومات في البلدان الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©