السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تؤكد أهمية الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني

الإمارات تؤكد أهمية الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني
14 ديسمبر 2012
تونس (وام) - أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة إيمانها بأهمية الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، التي ستساعد على دعم التنمية المستدامة في كافة القطاعات وخصوصا القطاع الاقتصادي الذي يمس حياة المواطن اليومية ، مشيرة إلى أن تجربة الدولة في هذا الاتجاه تعد دليلا واضحا لوجود علاقة إيجابية بين توفير الاستقرار والانفتاح من جهة والتنمية من جهة أخرى. وقال معالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في كلمة أمام الاجتماع الوزاري لمنتدى المستقبل التاسع الذي تستضيفه تونس، أن دولة الإمارات شجعت ودعمت منتدى المستقبل منذ انطلاقه وساهمت بفعالية في اجتماعاته الوزارية وورش العمل التحضيرية وشجعت مجتمعها المدني على الإسهام الفعال في هذا المنتدى واستضافت بنجاح الدورة الخامسة للمنتدى في عام 2008، كما أنها وافقت على تقاسم تكاليف إنشاء مركز النوع الاجتماعي التي بلغت 470 ألف دولار أميركي مناصفة مع الولايات المتحدة. وأكد أن سياسة الإمارات القائمة على التوازن والاعتدال واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أدت إلى خلق جو إيجابي لتعزيز مسيرة التنمية ودعم جهود المجتمع المدني ومشاركته الفعالة في كافة الأنشطة وتمكين المرأة وتشجيع الشباب لأخذ دورهم الفعال في خدمة المجتمع. وقال إن المهام المنوطة بهذا المنتدى هي تفعيل الحوار البناء والمشاركة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وتعزيز الدور المهم الذي يضطلع به المجتمع المدني في خدمة التنمية المستدامة وكذلك دعم جهود الحكومات الهادفة إلى تحقيق مجتمع الرخاء والرفاهية، معربا في هذا الصدد عن أمله في أن تلعب دول مجموعة الثمان دورا هاما في دفع عجلة التنمية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن طريق تقديم الخبرات ونقل التكنولوجيا والتدريب الفني والمهني وتحديث برامج عمل المؤسسات والأفراد ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأضاف معاليه “لا شك أن المجتمع الدولي يواجه اليوم الكثير من التحديات والأخطار التي تعيق التعاون المشترك لإنجاز أهداف الألفية الثالثة الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، لذا فإننا نرى أن تحقيق أهداف هذا المنتدى لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال تحقيق السلام في الشرق الأوسط القائم على الحل العادل الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش بسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حدود 4 يونيو 1967 استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق “. وقال أن بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت ولا تزال أحداثا أدت إلى تغيير الأوضاع السياسية فيها، آملين أن تحقق هذه الأحداث تطلعات وآمال شعوب هذه الدول في التقدم والازدهار. وبالنسبة للإمارات العربية المتحدة فقد انتهجت إستراتيجية تقوم على الشفافية ومواكبة العصر إيمانا منها بأن الإصلاحات عملية متواصلة تنبع من بيئتها وموروثها الثقافي والاجتماعي لا يمكن تحديدها بإطار زمني أو فرضها من الخارج دون مراعاة لظروف المجتمع وبيئته المحلية”. وأكد معاليه الحرص الدائم على الإسهام المتميز ودعم الشراكات الإقليمية والدولية الرامية إلى بناء عالم أكثر أمنا واستقرارا وعدلا خاليا من كل أشكال الإرهاب والعنف والتطرف والجريمة المنظمة يقوم على الحوار والتسامح الديني وحوار الحضارات وقبول الرأي الآخر، واصفا تجربة الإمارات في هذا المجال بأنها كانت مميزة ومفيدة في تحفيز مجتمعنا المدني وتشجيعه للخروج والتفاعل مع الفضاء الإقليمي الأوسع والمشاركة بآرائه وأطروحاته مع الآخرين. ودعا معاليه إلى الانطلاق نحو تعزيز الحوار السياسي و التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي المشترك وتفعيل آليات منتدى المستقبل بما يعود بالفائدة على الدول المشاركة ويدعم المشروعات الوطنية والإقليمية والارتقاء بالتعليم وحماية البيئة وتمكين المرأة والعناية بالشباب والدفع بجهود السلم والأمن والتقدم واحترام الخيارات الوطنية ووحدة واستقرار الدول. وأكد انه بات من الضروري التأسيس لشراكة حقيقية تجمع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لإيجاد الحلول الملائمة للمعضلات المتعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على اقتصادات المنطقة والفقر وقضايا التنمية وحماية البيئة وحقوق الإنسان، مشيرا إلى الحاجة لرفع القدرات وتطوير التشريعات والآليات الوطنية والإقليمية ورصد التطورات بشأنها وقياس أثرها على مجتمعات المنطقة. وأوضح معاليه أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات فتحت المجال للقطاع الخاص في الدولة للمساهمة في جهود التنمية والعمل على تحقيق التنسيق والتكامل بين دور القطاعين في التنمية المستدامة وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية للمسؤولية الاجتماعية، مشيرا إلى أن الدولة لم تكتف بذلك بل قامت بتقديم الكثير من المبادرات التي تدعم هذا التوجه وأهمها صندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب. وقال إن الإمارات تبوأت المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي في التنمية البشرية وفق تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2011 والمرتبة 30 عالميا في نفس التقرير وهذا الإنجاز يعتبر حافزا للانطلاق إلى آفاق أرحب في المستقبل، مؤكدين بأن هناك ارتباطا قويا بين التنمية البشرية والاستدامة البيئية. وأكد أن الإمارات تقوم بدور فعال في دعم جهود التنمية في البلدان النامية بما فيها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما تقدمه من مساعدات غير مشروطة على شكل قروض ميسرة ومنح وبما يتجاوز النسب المقررة من قبل مؤتمرات التنمية العالمية كما أنها من أهم الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية في حالة الأزمات والكوارث الطبيعية. وأوضح معاليه أن الإمارات عملت - من منطلق إيمانها بمبدأ التطوير والتحديث والتطلع إلى قضايا المستقبل ومن ذلك تنويع مصادر الطاقة وخاصة الطاقة المتجددة والنظيفة - على تطوير مشروع كبير يعتبر نموذجا للطاقة النظيفة والمتمثل في إنشاء مدينة “مصدر” وكذلك استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”. كما توجهت الإمارات إلى تنفيذ مشروع طموح للطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للمعايير الدولية. وفي ختام كلمته تمنى معاليه لهذا الاجتماع التوفيق في مداولاته والخروج بحلول مناسبة للمسائل المطروحة في جدول الأعمال من أجل مستقبل واعد لشعوبنا وللبشرية. ومن المقرر أن يبحث المنتدى مواضيع الإصلاح السياسي وسيادة القانون وتعزيز دور المرأة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والشفافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©