السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا مفتاح أميركا لتحقيق التغيير في الشرق الاوسط

14 ديسمبر 2012
واشنطن، اسطنبول (رويترز) - مع لغة خطابها اللاذع بشأن إسرائيل ومبادلة الذهب بالغاز مع إيران، لم تعد تركيا الحليف الذي يراعي رغبات الولايات المتحدة كما كانت من قبل، وهي تعد لنفسها دورا متناميا في عالم السياسة السريع التغير في الشرق الأوسط. فقد وضع انهيار علاقاتها مع إسرائيل نهاية لآمال الولايات المتحدة في أنها يمكن أن تصبح وسيطا في الصراع العربي الإسرائيلي، بينما قدمت مبيعاتها من الذهب لإيران شريان حياة لحكومة كان القصد خنقها بالعقوبات الأميركية. ورغم التوتر، لكن العلاقة بين واشنطن وأنقرة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتحتاج واشنطن في سعيها لإعادة بناء العلاقات مع العالم الإسلامي بعد اجتياح العراق والحرب في أفغانستان، إلى كل الحلفاء الذين يمكنها حشدهم، وهي تبحر في تيارات سياسية عاتية في الشرق الأوسط. وتركيا أيضا تحتاج إلى أصدقاء. فمفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي تعثرت، بينما العلاقات مع شريكها الرئيسي في مجال الطاقة روسيا توترت بشأن سوريا. ويمزح الأتراك بقولهم إن تفاخر وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بسياسة “بلا مشاكل مع الجيران”، تحولت إلى “بلا جيران”. وإلى حد ما أصبحت واشنطن الخيار الوحيد الذي يجب القبول به. وقالت حياة علوي المحاضرة في سياسة الشرق الأوسط بكلية الحرب البحرية الأميركية “كل من البلدين يحتاج الآخر”. وعندما اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما تركيا لتكون أول دولة إسلامية يزورها كرئيس للولايات المتحدة منذ أربع سنوات، كانت لديه آمال كبيرة بأن الديمقراطية العلمانية يمكن أن تضيق الفجوة بين أميركا والعالم الإسلامي. ومن عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط إلى برنامج إيران النووي، وجدت واشنطن في تركيا حليفا حيويا ووسيطا مؤثرا في منطقة مضطربة ومصالح مشتركة تتراوح بين أمن الطاقة ومكافحة الإرهاب. وفي نفس الوقت وجدت تركيا في زيارة أوباما اعترافا تأخر بجهودها للوساطة بين إسرائيل وسوريا، والتقريب بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة وتضييق الخلافات بين باكستان وأفغانستان. بإيجاز وجدت إقرارا بسياساتها الخارجية الجديدة التي تفرض بصمتها. وبعد مرور أربع سنوات تغير العالم، فقد أعاد الربيع العربي رسم الخريطة السياسية للشرق الأوسط وتحاول تركيا تعزيز نفوذها. ومع إسراعها لتأييد الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية التي شهدت خلع دكتاتوريات استمرت عقودا عديدة في تونس وليبيا ومصر، أصبحت تركيا واحدة من ألد أعداء الرئيس السوري بشار الأسد، وانتقدت علانية تردد الولايات المتحدة في التدخل في حرب تحمل مخاطر الامتداد إلى الأراضي التركية. وبعد أن كانت الحليف المسلم الوحيد لإسرائيل، انهارت علاقاتها أيضا مع الدولة اليهودية ومعها الدور الذي كانت تأمل واشنطن أن تلعبه تركيا كوسيط له مصداقية. وقال فاروق لوج أوغلو سفير تركيا السابق لدى واشنطن ونائب رئيس حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي “علاقاتنا مع إسرائيل هي العمود الفقري للدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في هذه المنطقة”. ويخشى حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن ينظر إليه على أنه دمية في يد أميركا. ويتجاوز دوما الجانبان خلافاتهما وتغلبا على نقاط ساخنة من قبل ليس أقلها عندما رفضت تركيا السماح للقوات الأميركية باستخدام أراضيها نقطة انطلاق لاجتياح العراق عام 2003، أو عندما صوتت ضد العقوبات الأمريكية على إيران في عام 2010. وكسبت تركيا مهلة بخفضها مشتريات النفط الإيرانية، لكن طهران زادت مشترياتها بشدة من سبائك الذهب من تركيا في إطار سداد تكاليف واردات الغاز، مما أثار قلق واشنطن. وقوة العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة ستواجه اختبارين كبيرين على الأقل في الشهور والسنوات المقبلة. الأول سيكون دورها في تعزيز الاستقرار في سوريا ما بعد الأسد، والثاني قدرتها على إعادة تأسيس نفسها كمساهم مفيد في عملية السلام في الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©