الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفض لوبن «السياسي» لغطاء الرأس

26 فبراير 2017 00:19
رفضت المرشحة الرئاسية الفرنسية من اليمين المتطرف، مارين لوبن، وضع غطاء على رأسها كي تجتمع مع مفتي لبنان. وأثار رفض لوبن الجدل في العالم العربي. وقد صرحت ناتاشا غنيم الصحفية المقيمة في لبنان بأن «المراقبين والخبراء والناخبين هنا يقولون إنهم يعتقدون أن هذا كان مقصوداً منها لأنه يؤتي أكله في قاعدتها من اليمين المتطرف في بلادها، وأيضاً لأنه قد يشتت الانتباه بعيداً عن فضيحة متصاعدة تواجهها». أما ياسر اللواتي، الناشط المقيم في باريس، فقد رأى في هذا «تصعيداً مدبراً، لأنها أرادت نقل رسالة إلى ناخبيها وأنصارها مفادها أنها ترفض بدرجة ما احترام العادات المحلية في بلد غالبية سكانه مسلمون». وذكر شهود أن لوبن تم تقديم وشاح أبيض لها لتغطي شعرها ولكنها رفضته وعادت إلى سيارتها ممتنعة عن الاجتماع مع مفتي جمهورية لبنان. وقبل أن تغادر المكان، صرحت للصحفيين بأنها قد رفضت تغطية شعرها في الماضي بما في ذلك أثناء اجتماعها مع مفتي مصر، وأشارت إلى أنها نبهت المسؤولين سلفاً إلى أنها لن ترتدي وشاحاً. ومضت تقول: «إنهم لم يلغوا الاجتماع، ولذا اعتقدت أنهم قد قبلوا أنني لن أضع وشاحاً... لقد أرادوا فرض هذا عليّ كي أجد نفسي أمام الأمر الواقع... لا أحد يفرض الأمر الواقع عليَّ»، ولكن بياناً من المكتب الصحفي لمفتي لبنان ذكر أنه أبلغ لوبن سلفاً بأنه يتعين عليها تغطية رأسها تماشياً مع قواعد دار الإفتاء السُّنية اللبنانية، ولكن قرار لوبن ينسجم مع نهجها السياسي، فهي تشن حملة انتخابية شديدة الشعبوية تستغل الخوف من الإسلام لتخلق ذريعة لمناهضتها الشديدة للاجئين والمهاجرين. وكذلك فقد دأب حزبها، «الجبهة الوطنية»، على معارضة عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، وطالب بحظر للهجرة من الدول، ذات الأغلبية المسلمة، على غرار ما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن الجدير بالذكر أن غطاء الرأس كان أحياناً يأخذ أبعاداً سياسية. وتشير ليلى أحمد الأستاذة بجامعة هارفارد في كتاب لها بعنوان «ثورة هادئة» عن عودة ظهور الحجاب إلى أن بعض النساء المسلمات بدأن السفور في بداية القرن العشرين. وفي ذلك الوقت كانت القوات الأجنبية تحتل مناطق واسعة من العالم العربي. وذكرت ليلى أن السفور أصبح في ذلك الوقت شعاراً لدعاوى حداثية مثل حقوق الفتيات في التعليم والعمل والمساواة بين الجنسين في بعض المجتمعات المسلمة. ولكن في سبعينيات القرن الماضي، عملت بعض الجماعات والقوى السياسية لدفع المجتمع نحو العودة إلى ما اعتبرته الإسلام الصحيح. وتضمن هذا حث النساء على ارتداء الحجاب. وترى ليلى أحمد أن ارتداء الحجاب حقق بعض المكاسب للنساء. لأنه سمح لهن بالحصول على وظائف والعمل مع الرجال دون حرج من انتهاك التقاليد. وفي الوقت الذي يلجأ فيه عدد من الدول الأوروبية إلى حظر الأزياء الإسلامية فإن غطاء الرأس يكتسب أهمية سياسية إضافية. لقد كان الحجاب يعتبر رمزاً للحرية الدينية ولكن الغربيين أصبحوا يرون فيه رمزاً يرتبط بالإسلام الأصولي العنيف. وتؤكد ليلى أحمد أن هذه الافتراضات خاطئة إلى حد كبير، وأنه من المهم فهم الحجاب في سياقه. أما الأجنبيات، فإنهن يغطين رؤوسهن حسبما تقتضي السياسة المحلية. فلم تغط ميشيل أوباما رأسها حين كانت تزور المملكة العربية السعودية لأن قانون البلاد لا يفرض هذا على الأجنبيات، وكذلك لم تفعل وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ولا رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي. ولكن ميشيل أوباما وضعت غطاء على رأسها في زيارة لمسجد في جاكرتا. وهيلاري كلينتون حين كانت السيدة الأميركية الأولى وضعت غطاء على رأسها في إريتريا وفي الضفة الغربية وباكستان. وارتدت كلينتون وأوباما غطاء للرأس حين زارتا المساجد ولكنهما لم تفعلا ذلك في اجتماعاتهما مع مسؤولين في دول مسلمة. وبروتوكول وزارة الخارجية يقتضي من الدبلوماسيات تغطية رؤوسهن في اجتماعاتهن مع الزعماء الدينيين. ولذا وضعت ميشيل أوباما وشاحاً أسود على رأسها في اجتماعها مع البابا في مدينة الفاتيكان، وهذا ما فعلته نانسي ريجان أيضاً. * صحفية متخصصة في الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©