السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية «القرصان» في مقاربة نقدية برأس الخيمة

رواية «القرصان» في مقاربة نقدية برأس الخيمة
14 ديسمبر 2012
عماد عبدالباري (رأس الخيمة) ـ استضاف اتحاد كتاب وأدباء الامارات فرع رأس الخيمة الروائية فتحية النمر مساء أمس الأول في امسية نقدية اقيمت في قاعة جمعة الفيروز. وفي تديمة للأمسية، أكد الدكتور هيثم يحيى الخواجة بأن الخطاب الروائي الخليجي تجاوز حدود التقليد إلى الإبداع والابتكار، بحيث أضحت تثير قضايا معاصرة بدءاً من تشريح العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية وانتهاءً بقراءة الملامح الإنسانية وأحلام المستقبل. وقال “وقد حاول النقد ومازال يحاول ترسيخ أقدامه وتعزيز دوره من منطلق إثراء المشروع النقدي للوصول إلى إبداع النقد ونقد الإبداع”. ثم تناولت النمر في قراءتها النقدية رواية “القرصان” للروائي القطري عبدالعزيز المحمود، وأشارت إلى أن “الزمان في الرواية هو القرن التاسع عشر ، والمكان هو منطقة الخليج ، أما الاحداث فقد تمثلت في الصراع الدائر بين الإنجليز والقبائل العربية في المنطقة، قصد السيطرة عليها من قبل الطرفين، ولكل هدفه ومقصده، يزداد الصراع ويتخذ شكلاً دامياً بسبب سيف هندي ثمين، يستولي عليه القرصان ارحمة بن جابر، من الضابط الإنجليزي، في طريقه للباشا إبراهيم بن محمد علي في الحجاز، قصد إغرائه للتحالف مع سلطان عمان وشاه فارس ضد الحركة الوهابية الصاعدة، بسبب فتاواهم بتكفير الإنجليز وضرورة محاربتهم، وتنتهي الأحداث بعودة السيف للإنجليز مرة أخرى، وإيصاله لصاحب الشأن، وهزيمة الإنجليز للقبائل العربية في رأس الخيمة وخورفكان، وقيام المعاهدات وبدايات التنقيب عن النفط”. وتوجهت في مقاربتها النقدية بعد المضمون إلى تحليل عناصر القص ودلالاته ومرموزاته فأشادت بالسرد الروائي ورأت أن “اللغة جميلة سلسلة متدفقة، وإن كانت لا تخلو من بعض التكرارات والحشو والاستفاضة، حيث التشويق موجود ويحرض على متابعة القراءة رغم كثرة المعلومات التاريخية والجغرافية والنفسية والسياحية وفي الرواية وصف دقيق وشامل يشعرك بأنك موجود هناك، كان لصياغتها بشكل أدبي سلس، تخفيف جفوتها على القارئ، الرواية برأيي بعد إضافة بعض التعديلات هي جاهزة للتحويل إلى عمل درامي سينمائي أو تاريخي”. واستغربت فتحية النمر لعدم استخدام الروائي عبدالعزيز المحمود المونولوج باعتباره يقدم فسحة مهمة لإبراز الصراع الذاتي والموضوعي. وعن الزمكانية قالت “نجح في توظيف الوصف للأماكن والأطباع والملامح ، للكثير من الشخوص، رغم كثرة الشخوص، كانت البطولة في رأيي ولا لواحدة منها”. وتمنت النمر أن تكون النهاية مفتوحة لكي يطرح القارئ أسئلته ويملأ المساحات البيضاء والدوائر الفارغة. وأنهت مقاربتها بالحديث عن بعض النقاط غير المقنعة في الرواية وأشارت إلى أن هناك بعض النقاط غير المقنعة تتمثل في مبرر الإنجليز بإعطاء السيف للباشا لمحاربة الوهابيين، حين قال لوخ: “إن الباشا خيب ظن الإنجليز أصلاً كان يحقق غرضهم، ويحارب الوهابيين، من غير إغراء أو هدية اتباع بشر بن ارحمة للضابط الإنجليزي، ومساعدته بشكل غير مبرر، وكأنه أحد أفراد أسرته، لماذا فعل ذلك، وأعان أعداء بلاده وأهله، من أجل حفنة من المال، هو نفسه غير واثق من حصوله”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©