الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط العالمية تنضم إلى أوركسترا الحلول

شركات النفط العالمية تنضم إلى أوركسترا الحلول
26 يونيو 2007 23:06
إعداد - عدنان عضيمة: بعد أن فات الأوان أو كاد، أصبحت للأفكار المتعلقة بوقف الانهيار البيئي تجد من يستمع إليها على الطاولات المستديرة التي تشهد الاجتماعات اليومية لكبار أصحاب القرار في الشركات العالمية· وتحت عنوان (الشركات العملاقة تنهمك بقضية المناخ)، كتبت شيلا ماك نولتي مقالاً تحليلياً في صحيفة ''فينانشيال تايمز'' أشارت فيه إلى أن مجموعة (كونوكو فيليبس) التي تعد ثالث أضخم شركة للصناعة النفطية في الولايات المتحدة دعت إلى إطلاق مبادرة وطنية سريعة لعرض الأفكار والمشاريع الهادفة إلى تخفيض معدل انبعاث غازات البيت الأخضر التي تسبب تزايد درجة حرارة جو الأرض خاصة منها غاز ثاني أوكسيد الكربون· ولإثبات مدى اهتمامها بهذا الموضوع الحساس، انضمت الشركة إلى مجموعة (العمل الأميركي المشترك لإنقاذ البيئة) US Climate Action Partnership, وهي منظمة تضم كبريات الشركات الرائدة التي تدعو إلى استصدار القوانين والتشريعات التي تضمن تخفيض معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون· ويقول التقرير إنه أصبح من الواضح أن كل الشركات الكبرى تبحث الآن عن مقعد لها على طاولة الحوارات والنقاشات العالمية المتعلقة بتدهور البيئة· ومع القفزة العريضة التي حققتها مشكلة التغيرات البيئية والتي دفعتها إلى مقدمة الظواهر التي تعاني منها الأرض، اتضحت لدى الشركات الأميركية العملاقة النيّة الصادقة لاتخاذ المواقف التي تضمن لها التأثير الناجع على صنّاع القرار السياسي لاستصدار القوانين والتشريعات المناسبة للحدّ من المشكلة· ونقل التقرير عن جيم مولفا الرئيس العام لشركة كونوكو ومديرها التنفيذي قوله: ''فضلاً عن العمل الميداني الذي ننشغل به في صلب عملنا اليومي، نحن نعتقد أنه يتعين على الشركات أن تعمل معاً على اتخاذ تدابير عملية وفعالة وذات تكلفة منخفضة للتحكم بتركيز غازات البيت الأخضر في الجو على المستويين الوطني والعالمي''· وتقول ماك نولتي في تقريرها إن الشركات العالمية الكبرى العاملة في الصناعة النفطية هي الأجدر بالاهتمام بهذه المشكلة باعتبارها الأكثر خبرة وقرباً من هذه المشكلة· وقالت مصادر شركة (إكسون موبيل) التي تصنف كأضخم شركة عالمية للصناعة النفطية إن علماءها يولون مشكلة التغيرات المناخية أقصى اهتمامهم منذ ما يزيد عن ربع قرن· وكثيراً ما كانت هذه الشركة العملاقة تواجه الاتهامات من أنصار البيئة بسبب تعاملها مع مجموعات أخرى غير مهتمة بهذه المسألة· كما كانت محل انتقاد شديد بسبب مواقفها السلبية من بروتوكول كيوتو أو المعاهدة العالمية للتغيرات المناخية· ودخلت الشركة الآن منعطفاً جديداً عندما أصبحت تحت وصاية رئيسها الجديد ريكس تيليرسون الذي وعد بأن يعمل على مسح هذه الصورة القاتمة التي تبدو عليها الشركة بسبب مواقفها من مشكلة التغيرات المناخية· وفي إطار السعي لتغيير هذه الصورة، قال كين كوهين نائب رئيس الشركة للعلاقات العامة أن شركته ترى أن التغير المناخي أصبح يشكل قضية حساسة؛ وعمد إلى التحذير من خطورتها البالغة على البشر؛ وأشار إلى أن علماء الشركة يحققون الآن تقدماً ملموساً في إطار البحث عن أفضل الحلول التي من شأنها التخفيف منها· وخلال فعاليات المؤتمر المهم الذي نظمته مؤخراً رابطة كمبريدج لبحوث الطاقة في مدينة هيوستون الأميركية، كان تيليرسون أهم المتحدثين، حيث توقع أن يصل معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون في عام 2030 إلى 40 مليار طن سنوياً بالمقارنة مع 28 مليار طن سنوياً في الوقت الراهن· وقال في تعقيبه على هذا التوقع المخيف: ''وهكذا يمكننا أن نقول إن المناخ يتغير بسرعة، وان درجة حرارة جوّ الأرض ترتفع باضطراد، وان انبعاثات غاز البيت الأخضر تزداد؛ ولا شك أن النتائج السلبية لهذه الظواهر على المجتمع والنظام البيئي برمته ستكون على جانب كبير من الخطورة· وأصبح من الضروري البحث عن الاستراتيجيات الفعالة التي تضمن التصدّي لهذه الأخطار''· ولم يختلف موقف شركة (شيفرون) التي تعد ثاني أضخم شركة نفطية في الولايات المتحدة، عن موقف (إكسون)، وهي التي أطلقت مؤخراً حملة تحت عنوان (ألا تشاركنا البحث؟) تهدف من ورائها إلى إشراك فئة عريضة من عامة الناس في النقاشات الحامية المتعلقة بمشكلة التغيرات المناخية· ويمكن لكل من يفتح موقع الشركة على الإنترنت وينقر بسهم (الماوس) على العنوان الهامشي: Global Climate Change أن يقرأ العبارة التي تشير إلى أن تخفيض معدل انبعاث غاز البيت الأخضر أصبح يمثل التحدي الأكبر في تاريخ البشرية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©