أكدت منظمة الصحة العالمية أن الإمارات كان لها دور كبير في التقليل من الأمراض الناجمة عن نقل الدم عالمياً حيث ساهمت في انخفاض نسبة إصابة الأشخاص بالأمراض الفيروسية والمعدية الناتجة عن نقل الدم·
وقال ستيفان جروث مدير الخدمات الصحية الأساسية في المنظمة، إن ورش العمل الدولية التي تنظمها الإمارة حول مأمونية وسلامة نقل الدم ساهمت في التقليل من عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة ''الإيدز'' بسبب نقل الدم من 150 ألفا عام 2000 إلى 35 ألفاً العام الماضي·
وأشار إلى أن الورش الدولية التي تعقد في الإمارات وتستفيد من نتائجها الدول الأخرى حول العالم ساهمت أيضاً في التقليل من حجم وحدات الدم التي يتم نقلها بين الأشخاص دون التأكد من خلوها من الأمراض أو الفيروسات المعدنية من 13 مليون وحدة دم عالمياً في عام 2000 إلى 2,5 مليون وحدة العام الماضي·
جاء ذلك خلال ورشة العمل الدولية التي نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول ''إمكانية حصول جميع المرضى على نقل دم آمن وسليم'' والتي بدأت فعالياتها أمس في فندق هوليداي إن بالشارقة وتستمر لثلاثة أيام وحضرها معالي حميد محمد القطامي وزير الصحة و50 متخصصاً في مجال خدمات نقل الدم والأبحاث يمثلون 35 دولة من مختلف قارات العالم·
وأكد معالي حميد محمد القطامي وزير الصحة، أن المجتمعين سيصدرون في نهاية الورشة بيانا ختاميا تحت مسمى ''بيان الإمارات لسلامة ومأمونية الدم لمراكز الرعاية الصحية الأولية'' والذي سيعمم عالمياً للاستفادة منه·
وأضاف أن البيان سيركز على مدى الاستفادة من مراكز الرعاية الصحية الأولية في العالم من خدمات نقل الدم والتنسيق مع المستشفيات لتحويل المرضى مباشرة إليها للاستفادة من الدم الأمن· ولفت إلى أن البيان الختامي سيتضمن أيضاً تجربة الإمارات باعتبارها ''تجربة نموذجية'' في نقل الدم وإمكانية استفادة دول العالم منها وتحقيق أكبر درجة من المأمونية خلال عملية النقل من وريد المتبرع إلى وريد المتلقي مروراً بمراحل فحصة والتأكد من خلوه من الأمراض والفيروسات المعدية·
وبيّن القطامي أن البيان الختامي سيركز أيضاً على ما حققته الدولة من تثقيف للمجتمع بأهمية التبرع بالدم في المدارس والجامعات وكافة مرافق المجتمع (85 % من الدم الموجود في الدولة يجمع عن طريق حملات التبرع)، إضافة إلى التركيز على قانون نقل الدم في الدولة، خاصة أن الإمارات تعتبر أول دولة عربية تصدر تشريع لنقل الدم يحدد طرق النقل والعقوبات وغيرها من البنود المنظمة لعملية النقل·
وحول توسع الوزارة في عملية إنشاء مراكز للرعاية الصحية أفاد القطامي بأن العام الماضي فقط شهد افتتاح 11 مركزاً للرعاية الصحية في الإمارات الشمالية وأن الوزارة ستفتتح شهري أبريل ومايو ثلاثة مراكز في مليحة والقرائن والذيد·
من جانبه أشار الدكتور أمين بن حسين الأميري المدير التنفيذي للممارسات الطبية والتراخيص في وزارة الصحة، رئيس اللجنة الوطنية العليا لخدمات نقل الدم، إلى أهمية انعقاد الورشة العالمية على أرض الدولة والتي تعقد للمرة الأولى في دول إقليم الشرق المتوسط·
وأكد أن الدولة كانت سباقة بين دول المنطقة في الحصول على الاكتفاء الذاتي من الدم ومكوناته منذ عام 1984 والاعتماد كليا على المتبرعين بالدم من داخل الدولة وأن مواطني الإمارات في المركز الأول ضمن 73 جنسية تبرع بالدم على مستوى الدول ومنذ 16 عاما بشكل متواصل·
وأشار الأميري إلى وجود 14 مركز للتبرع بالدم تابعة لوزارة الصحة تنتشر في كافة إمارات الدولة منها مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بالشارقة والذي يعتبر الأحدث والأكبر على مستوى الشرق الأوسط وهو المركز الرئيسي للدولة وأنه أصبح أول مركز في الشرق الأوسط يعمل بصورة الكترونية متكاملة، إضافة إلى وجود أربعة بنوك متنقلة تابعة للوزارة تتنقل بين مدن الدولة المختلفة لجمع التبرعات·
وبين أن المخزون اليومي في بنوك الدولة يتراوح بين 2200 إلى 2500 وحدة وأنه يكفي لأي حالات طارئة في الدولة أو حتى في تقديم يد العون للدول المجاورة وأن الدولة تملك أيضاً ''مخزونا استراتيجيا'' من المواد المستخدمة لسحب الدم من الأكياس والمستلزمات الأخرى تكفي لعام قادم وتصلح لسحب ثلاثة آلاف وحدة دموية
عدد اليوم
