الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ها نحن هنا

ها نحن هنا
26 فبراير 2017 00:21
دأب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكل قادة الإمارات، على الاستثمار في بناء الإنسان للارتقاء بالعمل كقيمة أساسية في البناء، ومنهج فاعل على طريق التغيير نحو الأفضل، وهو إرث وأمانة ومسؤولية يحملونها فوق أكتافهم، ويضعونها دوماً بين أعينهم، والتي هي عصارة حكمة ورؤية الأب والقائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه. العقول المبدعة تضفي دوماً مفهوماً ومعنى جديداً للتعايش وللحياة، فالإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيادي البيضاء، وهذا هو أسلوب ومنهاج عمل قادة النهضة الإماراتية مع شعبهم ومع الإنسانية جمعاء، وكما قالت أنديرا غاندي: «لا يمكنك مصافحة يد مقبوضة». شاهد العالم من حولنا اللقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من خلال القمة العالمية للحكومات 2017، وبعباراته البسيطة والذكية والموجزة، وهو يلقي الضوء على تجربة الإمارات الحضارية والمعتمدة على عنصرين أساسيين، هما الطبيعة والإنسان، واللذان هما أساس كل تقدم ونماء. إن مصطلح «استئناف الحضارة» والذي استخدمه سموه يدعونا للتأمل في جمالية المعنى وأهمية المضمون، فهو محاولة لردم الفجوة وربط البعد الزمني والمعرفي الذي تقطعت به السبل بين ماضٍ تليد ومُشَرِّف وحاضر فقير ومُجْدِب، إنه مشروع إنساني وبامتياز، لما يحمله بين جوانحه من مفاهيم شمولية تجمع ثلاثية الرؤية والتدبير والإنجاز، للحاق بركب الحضارة والمدنية والتطور، والذي تخلفنا عنه بمحطات. لم تعد الزعامات تعتمد على الخطابات والنبرة العالية والجمل الرنانة لشحذ الهمم واستحضار الروح، بل أصبح العمل هو جنس الفعل والمقياس الوحيد للنجاح على طريق الإصلاح المؤسسي، أسلحته العلم والمعرفة والإدارة والتنظيم. فالإصلاح بمفهومه الثوري هو حركة التغيير، والتي تحمل رؤى لأجل خير الإنسانية وديمومة الحياة، والعمل على تطبيقها وإسقاطها على واقع يهدف لغد أفضل، وغالباً ما يرتبط الإصلاح ويقترن بأسماء قادة وزعماء، ما زال يرفعهم التاريخ عالياً فوق الرؤوس، وتاريخنا المعاصر يزخر بتلك الأيقونات التي ما زال ألقها يلقي بنوره على الحضارة لأجل مزيد من التطور، فكل المخترعين والعلماء في مناحي الحياة كافة، وكل المفكرين الذين ساهموا في رفد الحياة والمجتمع لأجل ازدهاره ودفعه قدماً، وكل الزعماء والقادة العظام من الذين حملوا راية الإصلاح متسلحين بالعلم والفكر، قادوا بلادهم على طريق النهضة من خلال الإصلاح. انعقدت القمة الخامسة للحكومات في دولة الإمارات، والتي هي تمثل مظهراً حضارياً وفكرياً متقدماً له دلالات بالغة الأهمية والخطورة، لتظهر للعالم من حولنا عمق التباين الفكري والحضاري والمعرفي بين ما وصل إليه العالم وما يسود وما يحيط بنا من مخاطر وتهديدات، وهي تحديات تلقي بظلالها ولا بد من مواجهتها بمزيد من الفهم المعرفي والفكري لاحتواء تداعياتها وتحجيمها كخطوة أولى نحو معالجتها. إنها أبلغ رسالة يوجهها شعب الإمارات ومن خلفهم حكام يعون قيمة العمل والتنظيم والفكر كسلاح لنشر رسالة السلم والسلام للعالم، فالسلام هو المدخل الحضاري نحو مزيد من التقدم، لأنه يحترم ويكرس للفكر والمضمون، لينعكس بناءً وتنمية ورقياً على الحياة بعنصريها الطبيعة والإنسان. إن التفاعل بين الإنسان والطبيعة هو الذي يعطي شكل الحياة في أي مجتمع، فكلاهما ثروة، تنعكس سلباً حين يساء استخدامها بمفهوم ضيق، تطغى فيه المصالح الفردية وتسود، لتؤدي إلى التخلف والفوضى، ومظاهرها كثيرة من حولنا لا تحتاج إلى بصيرة، ولا إبصار، وتنعكس إيجاباً حين يحسن استخدامها، وحين تضاف إليها روح إنسانية تسمو وترقى فوق المنافع والأهواء، تلك الروح لابد أن يحملها قادة متجردون، يحملون هموم المجتمع، ليكون هاجسهم دوماً المضي قدماً في طريق الإصلاح، لأجل حياة أفضل، مصلحون يتسلحون بالوعي والإدراك العميق والشامل لكل المعوقات التي تبطيء مسيرة التنمية والتقدم لأجل السلام، وكما قال مانديلا يوماً: «إن كنا نريد بناء أمتنا فعلينا أن نتخطى توقعاتنا». إنها وبكل تجرد وببساطة رسالة سلام من دولة الإمارات قيادة وشعباً للعالم أجمع، تحمل شعار «ها نحن هنا»، فتجربتنا تستحق التأمل والاعتبار، لأنها مستمرة من دون كلل. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©