في موعد حافل بالمرح والترفيه العائلي، يتجدد تاريخه في هذا الوقت من كل عام، انطلقت أمس الأول فعاليات مهرجان الشارقة المائي 2012 في دورته السادسة على التوالي، لتحتضن حديقة المجاز والمطلة على كورنيش بحيرة خالد جملة من الفعاليات والبرامج التشويقية المثيرة، مرتدية خلالها حلة من الأضواء والألوان، حيث يحتفل سكان المدينة بحدث استثنائي وترفيهي على الصعد كافة، وعلى مدى عشرة أيام تتواصل خلالها العروض المائية والأنشطة الرياضية.
ومنذ يومه الأول استقطبت فعاليات المهرجان المائي السادس جمهورا غفيرا من الزوار من مختلف الجنسيات وكافة الفئات العمرية، لتثبت إمارة الشارقة مرة أخرى ريادتها في المجال السياحي، مستحقة وبجدارة ما نالته من لقب (عاصمة السياحة العربية) للعام 2015، حيث يقول طارق النقبي المسؤول الإعلامي لهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة إن هذا المهرجان المميز يأتي كواحد من ضمن سلسلة طويلة من المهرجانات والفعاليات والبرامج الفنية والترفيهية والثقافية المتعددة التي تقام في الإمارة طوال شهور السنة، مشكلا هو الآخر إضافة نوعية وحدثا شاهدا على التوجه السائد والنهج المتبع في الترويج للشارقة، بكل ما تحمله من إمكانيات وفرص وموارد كبيرة، تجعلها الوجهة السياحية المفضلة للعوائل والأفراد، خاصة أنها تتمتع بتضاريس خلابة وبموقع جغرافي متميز يربطها بكافة مدن الدولة بطريقة أو بأخرى، عاكسة في إطارها العام صورة بديعة لمدينة عربية متمدنة وحضارية وبكل المقاييس.
فقرات جديدة
وعن فقرات المهرجان أضاف النقبي: أضفنا مزيدا من الفقرات والأنشطة الجديدة التي تضفي عليه طابعا أكثر حيوية وحركة ليجمع سمات المرح والمتعة الممزوجة بالتشويق، وحاولنا أن نركز أكثر في هذا الموسم على عنوان المهرجان، معتمدين على العروض والألعاب المائية بشكل أكبر، مستقدمين فرق عالمية معروفة في هذا المجال، من تلك النوعية التي تشير الدهشة والفضول، حيث يشكل عنصرا النار والماء فيها وبالرغم من تناقضهما مشاهدا خلابة من السحر والخيال، بالإضافة لأجواء جزيرة « موج» بشخصيته المرحة المميزة والتي عادة ما تستقطب الصغار، مع ألعاب أخرى للجمباز والسيرك وعروض الحيوانات المدربة، و فقرات البهلوانيين ونجوم الاستعراض والترفيه العالمي.
نجاح باهر
فعاليات مهرجان الشارقة المائي والتي تنظمها وتشرف عليها هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وبشقيها الرياضي والترفيهي على حد سواء وعلى مدى كل الأعوام السابقة، تمكنت من تسجيل نجاحا باهرا في جذب الجماهير من كل حدب وصوب، حيث يتوافد على زيارتها أكثر من 180 ألف شخص سنويا، ليتمتعوا بمشاهدة مختلف الاستعراضات المائية والفقرات الترفيهية التي يتفاعل فيها الصغار والكبار والأسر والأفراد، مما ينعكس بشكل إيجابي مطرد على تنشيط القطاعين السياحي والاقتصادي للإمارة.
تنوع الفعاليات
ويصف الزائر أحمد موسى موظف 36 عاماً، استمتاعه مع عائلته بأنشطة المهرجان :بالرغم من كونه يقام للسنة السادسة على التوالي، إلا أن هذه هي زيارتي الأولى لمنطقة المجاز، وقد جئت مع أسرتي اليوم للتعرف على فعاليته المتعددة بعد أن قرأت عنها في الصحف المحلية، وبالفعل حظينا جميعا بوقت جميل ومرح، حيث تفاعل الأولاد مع فقرات صندوق الدمى وعروض السيرك المائي، بالإضافة لاستعراضات الخفة والحركة الآتية من إيطاليا، والكثير من البرامج الفنية والفنتازيا الحية التي تجمع الترفيه مع الفائدة، كما تعرف أطفالي على فنون وثقافات عالمية مختلفة حركت لديهم الفضول المعرفي.
وينوه عبدالله محمد 47 عاماً، إلى أهمية إقامة مهرجان الشارقة المائي في نهاية كل عام، ويقول: لا شك أن فكرة إطلاق المهرجان المائي في الإمارة تعد مشروعا هادفا ومؤثرا في إثراء الحراك الفني والسياحي والترفيهي في عموم الدولة، خاصة أنه يتزامن مع موسم الشتاء والأجواء المناخية المعتدلة في المنطقة، حيث تتمتع الإمارات في هذا الوقت من السنة على وجه الخصوص ببرودة منعشة، وفترات صالحة للنزهات والتجمعات العائلية والأسرية، كما أنه يأتي مواكبة لإجازات المدارس النصفية، ليضاف عليه أيضا حسن اختيار موقع الحدث في منطقة المجاز وجزيرة موج، والذي يتميز بإطلالاته الخلابة على بحيرة خالد، ليعكس هذا المزيج الفريد من المساحات الخضراء وشارع الكورنيش مع منظر هدير الأمواج على كامل المكان أهمية ونكهة خاصة، وبجود هذا الكم المتنوع من الفعاليات والفقرات التي تبعث البهجة والفرح في نفوس الصغار والكبار على حد سواء، تكون المنظومة مكتملة ومثالية للترويج السياحي للشارقة.
تجربة مدهشة
عن ميزة المهرجان تتحدث إيمان محمود: نحن من سكان كورنيش البحيرة، ووجود المهرجان في هذا الوقت من كل عام يعد تجربة مدهشة من الترفيه والمرح لكل أفراد العائلة، خاصة وأنه يمنحنا مع أبناءنا فرصة للتمتع بالعطلة المدرسية الطويلة نسبيا، لنقضي معا كأسرة أوقات مسلية ومرحة، وفي هذا الدورة الجديدة منه لاحظنا مزيدا من التطوير والإضافات النوعية، خاصة في عروض الدمى وفقرة مغامرات السندباد وما احتوته من مشاهد ومعلومات تحكي عن رحلته الساحرة في العديد من البلاد، كما كان هنالك تجديد وتميز في رقصات المهرجين وألعاب الخفة والبهلوة، بالإضافة للشخصيات الكارتونية المجسمة والتي تتحرك بين جمهور الحضور بمسيرات يومية لتضفي مزيدا من الأجواء الاحتفالية والكرنفالية على أيام المهرجان.
تفاعل الأطفال
أشارت الطفلة فاطمة علي13 عاماً إلى زيارتها للمجاز وتفاعلها مع برامج المهرجان الشيقة، لافتة إلى استمتاعها الكبير بمعظم فقراته، خاصة عروض لاعبي السيرك الروسي بملابسهم المبهرجة وإكسسواراتهم الملونة، وشخصيات الرسوم المتحركة المقتبسة من القصص العالمية مثل «بيتر بان» و«ويندي» وغيرهما، مع تلك الأصوات الصادحة للفرق الموسيقية والرقصات الجوالة والأضواء التي تتحرك في أرجاء المكان.
عدد اليوم
