رشا طبيلة (أبوظبي) - قامت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “آتيك” المملوكة لـ”مبادلة للتنمية” بتدريب 243 مواطناً ومواطنة من طلبة المدارس والجامعات و22 من الخريجين لغاية الآن في منشآت “جلوبال فاوندريز” التابعة لها، والتي تعد ثاني أكبر مصنّع لأشباه الموصلات في العالم، بحسب ابراهيم عجمي الرئيس التنفيذي لـ”آتيك”.
وقال عجمي في رد على استفسارات “الاتحاد” إن هذه الدورات التدريبية المكثفة ساهمت بتهيئة مجموعة واسعة من الكوادر الوطنية في المجالات العلمية بالدولة وكسب الخبرة العملية اللازمة. وأكد عجمي أن عمل “آتيك” على الصعيد العالمي أسهم في إيجاد فرص تعليمية مميزة، الأمر الذي قدم للإماراتيين الشباب الإمكانات اللازمة لقيادة الصناعات المتطورة في الدولة، مشيراً إلى أن هذه الفرص تتيح للشباب الإماراتي كسب خبرة عملية مع مجموعة من قادة القطاع التكنولوجي حول العالم، ومن ثم نقل هذه الخبرة والمعرفة إلى أبوظبي.
وتتمثل منشآت تصنيع أشباه الموصلات لـ “جلوبال فاوندرز” المملوكة بالكامل لـ”آتيك”، في 3 مصانع في كل من سنغافورة ودريسدن في ألمانيا، وولاية نيويورك الأميركية.
وكانت “آتيك” رفعت استثماراتها في تطوير صناعة أشباه الموصلات، عبر مصانع شركة “جلوبال فاوندريز” التابعة لها، إلى 20 مليار درهم العام الماضي، مقابل 12,8 مليار درهم عام 2010. وتأتي تلك الدورات التدريبية من خلال برامج ومبادرات “آتيك” لتنمية الكوادر الوطنية، بهدف تهيئتهم في مجال التكنولوجيا وأشباه الموصلات، لتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتقنيات الحديثة، وفقاً لاستراتيجية واضحة ومستدامة تتماشى مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.
فمن خلال مبادرات رائدة أطلقتها محليّاً، مثل مبادرة “النخبة” ومبادرة “تك كويست”، تمكنت “آتيك” من استقطاب قدر كبير من الاهتمام والمشاركة في مشاريع متعلقة بالتكنولوجيا من قبل طلاب المدارس في مراحلهم العليا، ومن قبل طلاب المعاهد والكليات. ولا تقتصر مبادرات “آتيك” على الطلبة، بل تمتدّ لتشمل المراحل المتقدّمة من المشوار المهنيّ.
فقد أطلقت الشركة مبادرات تستهدف الكوادر الوطنيّة التي دخلت بالفعل إلى معترك العمل، بغية إثراء وتنويع مهارات هذه الكوادر، وتوجيهها نحو القطاعات التكنولوجيّة.
وتهدف هذه المبادرات إلى تشكيل قوة عاملة إماراتيّة تملك قدرات تنافسيّة عالميّة، قادرة على مواكبة احتياجات تشكيلة واسعة من التخصصات ذات الطابع التكنولوجيّ.
وستقوم الشركة العام المقبل بتوفير فرص عمل للمهندسين المتميزين حديثي التخرج من مواطني الدولة في منشآت تصنيع أشباه الموصلات في سنغافورة ودريسدن ونيويورك، بهدف تطوير كوادر وطنية قابلة للتنافس على المستوى العالمي.
وحول دور “آتيك” في النمو المتوقع في العائدات وسرعة نمو شركة “جلوبال فاوندريز”، قال العجمي إنه في سياق المبيعات العالمية في أسواق أشباه الموصلات حول العالم، تقلصت المبيعات بما نسبته 2% العام الماضي، في الوقت الذي أصبحت فيه “جلوبال فاوندريز” أسرع شركات أشباه الموصلات نمواً في مبيعات أشباه الموصلات، ما يؤكد على تميز إدارة أبوظبي لهذه الاستثمارات.
وأضاف عجمي “تقوم “جلوبال فاوندريز” بالعمل على ريادة السوق العالمية من منطلق تكنولوجي، حيث إن التكنولوجيا فائقة التطور في صناعة أشباه الموصلات والتي تطورها “جلوبال فاوندريز” تشكل أكثر من 50% من إيراداتها.
وأوضح “للعمل على استمرارية ريادة الأسواق العالمية، تقوم “آتيك” و”جلوبال فاوندريز” بالاستثمار في عدة بحوث تكنولوجية متطورة يجري بعضها هنا في إمارة أبوظبي.
وحول خطط “آتيك” لتطوير القطاع التكنولوجي في أبوظبي للأعوام المقبلة ودور الشركة في إبراز أنشطتها القائمة في أبوظبي على الصعيد العالمي في مجال صناعة التكنولوجيا، قال العجمي “ينمو النظام الحيوي لقطاع التكنولوجيا المتطورة بشكل سريع وقوي في أبوظبي حيث تهدف مبادرات “آتيك”، التي تتضمن منحا للأبحاث الهادفة وتأسيس مركز للتميز لأبحاث الالكترونيات الدقيقة في الدولة، إلى إيجاد أساس فكري لتكوين مركز لصناعة التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي”.
وأضاف “ستساهم هذه البحوث في الارتقاء بقطاع التكنولوجيا المتطورة، والتي تساهم أيضا في ضمان استمرارية ريادة جلوبل فاوندريز في صناعة أشباه الموصلات العالمية”.
وفيما يتعلق بعملاء “جلوبال فاوندريز”، فإن لديها أكثر من 150 عميلاً حول العالم، من بينهم بعض أهم شركات أشباه الموصلات مثل “أي ام دي” و”كوالكوم”، و”اس تي ميكرواليكترونيكس ان في” و”فري سكيل”، وفقا لعجمي.
وقال عجمي “تؤكد هذه القاعدة من العملاء، إضافةً إلى نتائج تقرير “أي سي انسايت”، على نجاح نموذج أعمال جلوبل فاوندريز العالمي”.
عدد اليوم
