الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المنافسة تحتدم بين شركات المعلوماتية في وادي السليكون

المنافسة تحتدم بين شركات المعلوماتية في وادي السليكون
15 ديسمبر 2012
أفاد محللون بأن هناك جيلاً جديداً من الشركات الصغيرة الناشئة يشعل حروب المواهب والكفاءات في وادي السليكون بولاية كاليفورنيا الأميركية، الأمر الذي يجبر شركات كبرى مثل جوجل وفيسبوك على تكثيف مساعيها وزيادة إنفاقها في البحث عن أفضل المهندسين والمصممين ومطوري المحمول والاحتفاظ بهم. من ضمن هذه الشركات البادئة، هناك أسماء مثل بينترست وسكوير وايربنب ودروببوكس التي نجحت في اجتذاب أفضل الكفاءات والمواهب في وادي السليكون. وما شجع هذه الشركات الصغرى على ذلك هو حصولها على دفعات ضخمة من التمويل من صناديق لديها القدرة والرغبة والثقة في جدوى الاستثمار في هذا المجال، الأمر الذي أشعل المنافسة على اجتذاب أفضل الكفاءات من أعداد محدودة من الكفاءات المتاحة. وبعد أن أصبحت “فيسبوك” شركة عامة وتجاوزت قوتها العاملة 4000 موظف، فقد انتقلت بذلك إلى فئة الشركات الكبرى المخضرمة التي عادة ما يتركها مهندسون ليذهبوا إلى شركات أصغر لديها تحديات جديدة أكثر إثارة وعقود مشاركة في الملكية أفضل. غير أن “فيسبوك” تقاوم هذه الظاهرة ضمن مساعيها إلى تعزيز سعر سهمها المتضائل، وذلك عن طريق اتباع أفضل الطرق المدروسة في اجتذاب وتعيين الموظفين الجدد. اعترف مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك بأن فقدان سعر سهم الشركة لنصف قيمته أثر سلباً على روح الموظفين المعنوية، بل تسبب في مغادرة بعضهم. الاحتفاظ بالموظفين وفي شهر سبتمبر الماضي، أعلن زوكز بيرج أن الشركة تضاعف عدد الأسهم التي تمنحها للموظفين الجدد تعويضاً عن انخفاض سعر السهم. وقال زوكر بيرج: “أفضل الكفاءات يريدون العمل في مهمة يؤمنون بها ويريدون أيضاً كسب كثير من المال”. وما يزيد الأمر صعوبة هو نشوء تقنيات جديدة مثل تطوير المحمول الذي يجب على شركات مثل فيسبوك المنافسة فيها، وإن كان عدد المتاح من الكفاءات التي تتقن تلك المهارات الجديدة محدوداً. ولذلك تبذل “فيسبوك” المساعي كافة لاجتذاب كفاءات لديها مهارات تقنية المحمول وإعلانات المحمول وطرق استهداف الإعلانات، وهي على استعداد أن تغريهم بعقود عمل متميزة أفضل مما يحصلون عليه في شركاتهم. وقالت مورجان ميسن، التي سبق أن عملت في أقسام الموارد البشرية في كل من شركات جوجل وتويتر وفورسكوير والتي تدير حالياً شركتها الخاصة المتخصصة في استشارات انتقاء الكفاءات والمهارات: “كثيراً ما يحدث أن تقدم فيسبوك عروض عمل لمهندسين من جوجل، ذلك أنه إذا كان في مقدور مهندس ما تقليل تكلفة إعلان بنسبة بالغة الصغر، فإن هذه النسبة يمكن أن توفر ملايين الدولارات للشركة ولذلك فهم يحصلون على مقابل عالي جداً نظير تلك المهارة”. كما تعرض “فيسبوك” وغيرها من الشركات على أعداد متزايدة من طلاب الجامعات المنتقين برامج تدريب صيفية، ففي هذا الصيف منحت فيسبوك فرص تدريب في مواقع العمل لأكثر من 500 طالب وطالبة، وهو ضعف عدد العام الماضي، أملاً منها في اجتذاب أفضل المهارات والكفاءات. الاستحواذ على شركات كذلك تلجأ “فيسبوك” إلى الاستحواذ على شركات صغيرة ناشئة لاقتناص فرق من الكفاءات في حزمة واحدة. ففي الأشهر القليلة الماضية استحوذت على “فيس دوت كوم” التي تطور برمجيات التعرف إلى الوجه، و”كارما” التي يجري حالياً استخدام تقنيتها في فيسبوك في مجال تقديم الهدايا، و”كارسابي” موقع مقارنة أسعار السيارات المستعملة. وتتزايد حالياً أسعار عقود شراء الشركات الصغيرة الواعدة مقارنة بالعقود العادية بالنظر إلى أن المستثمرين يتوقعون أن يكسبوا كثيراً من ورائها. ويتراوح فرق السعر بين عقد شراء فريق كامل أو شركة صغيرة وعقد تعيين عاملين فرادى بين 100 ألف دولار و250 ألف دولار، حسب ميسن. كما تتزايد الرواتب حالياً، إذ يبلغ متوسط راتب الخريج الحديث ما يزيد على 100 ألف دولار سنوياً في وادي السليكون، بالإضافة إلى الأسهم والمكافآت، بحسب “دايس ميديا”. وفي فيسبوك يبلغ متوسط راتب المهندس 123?62 ألف دولار، بحسب المصدر ذاته. وقال دوايت كرو أحد مؤسسي كارسابي الذي بدأ مؤخراً العمل في “فيسبوك”: إن بعض أصدقائه المهندسين ذوي الخبرة المتراوحة بين ثلاث وخمس سنوات حصلوا مؤخراً على عروض رواتب تتراوح بين مليوني دولار وخمسة ملايين دولار سنوياً. وبرر كرو هذه الرواتب الضخمة بأن مثل هذه الكفاءات تعتبر نادرة وبأن أصحابها لديهم من القدرات الابتكارية ما يعود على الشركة بأرباح ضخمة. كما تتزايد التسهيلات الخدمية والترفيهية. فبالإضافة إلى مزايا الوجبات المجانية وتنظيف الملابس وقاعات الجيمنيزيوم المجانية، لدى “فيسبوك” حالياً عيادة طبية في موقع العمل في مجمع منلو بارك وصالون حلاقة للرجال ومركز تصفيف شعر للنساء مدعمين وركن إصلاح الدراجات الهوائية. كما تقدم 4000 دولار نقداً لمن رُزقت حديثاً بمولود لتغطية كل نفقات الطفل الوليد. ورغم احتفاظ فيسبوك بوضع مستقر في حرب المواهب، فأن بعض موظفيها يشعرون أنهم بلغوا الحد الأقصى لما يمكن أن يصلوا إليه. ولذلك قام عدد من الموظفين، من ضمنهم مواهب وكفاءات بارزة ومعروفة، بترك الشركة في العام الماضي، ليطلقوا شركتهم البادئة أو للانضمام إلى شركة أخرى. وفي بعض الأحيان يتبعهم أصدقاؤهم أو زملاؤهم السابقون. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©