قبل رحيل عام، 2013 رصدت جريدة "الاتحاد" مأساة الأطفال في سوريا. فبعد مرور نحو 3 أعوام على الصراع هناك، مازال الأطفال يدفعون ثمناً باهظاً جراء الحرب والقصف المستمر وتذهب أحلامهم أدراج الرياح .
ملايين الأطفال داخل سوريا يفقدون طفولتهم كل يوم، يتعرضون للقتل والتشويه والتعذيب والتيتم، ومليون لاجيء سوري منهم نصف مليون طفل خارج الحدود السورية ومازال التدفق مستمر.
وفي الوقت الذي حذرت فيه منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونيسيف" من الانتهاك المستمر لحقوق الأطفال السوريين، ما زالوا يواجهون المخاطر كل يوم وتتزايد صعوبة حصولهم على المأكل والمياه النظيفة والتعليم حتى بات العالم يتساءل عن قدرتهم على البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف.
وبحسب تقرير "اليونيسيف" الصادر عام 2013، فإن هناك عددا لا يحصى من الأطفال السوريين يعانون من صدمات نفسية نتيجة رؤية أفراد من عائلاتهم يتعرضون للتعذيب أو القتل أمامهم، أو يشعرون بذعر من جراء هدير القصف المتواصل هناك .
أما عن أقرانهم من اللاجئين، فليسوا بأفضل حالاً حيث يعيشون في مخيمات في الدول المجاورة ويعانون من البرد القارس مع دخول فصل الشتاء فضلاً عن عدم قدرة هذه الدول على توفير كافة الخدمات والرعاية الصحية اللازمة لهم نظراً لعجزها عن استيعاب تلك الأعداد الهائلة.
وبالرغم من المساعدات الحثيثة من المجتمع الدولي لتغطية نقص احتياجات الأطفال هناك من خلال تزويد اللاجئين بالمياه النظيفة والبرامج التعليمية وحملات التطعيم لإنقاذ أكبر عدد من الأطفال، لم تغط تلك الاحتياجات إلا 20 % فقط من إجمالي ما يحتاجه اللاجئون.
ووسط الركام والرماد، يقف ملايين الأطفال السوريين ونحن على أعتاب عام جديد ينظرون إلى مستقبلهم المجهول وأحلامهم التي ذهبت أدراج الرياح.
==
عدد اليوم
