فرنسا: الأولوية للحل السياسي في دارفور

دعا الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق فرنسا إلى عدم الانسياق وراء الجهات المعادية للسودان · واوضح الصادق ان السودان ابلغ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارته للخرطوم مؤخرا تحفظه على مؤتمر باريس لأن السودان ليس عضوا فى مجموعة الاتصال الدولية· وأشار إلى أن الخرطوم ترفض تعدد المبادرات لتسوية مشكلة دارفور مؤكدا أن اجتماع طرابلس الذي عقد نهاية ابريل الماضى اقر توصية كافة المبادرات تحت مساعي مبعوث الامم المتحدة والاتحاد الافريقي· واضاف المتحدث باسم الخارجية السودانية فى تصريحات اليوم بالخرطوم أن فرنسا بادرت بالعودة الى مؤتمر باريس من اجل منح المشاركين انطباعا أن السودان موافق عليه فى حين أن كوسنير اوضح للحكومة السودانية أن الغاية من المؤتمر هي توفير الدعم لنشر القوات المختلطة بولايات دارفور· من ناحيتها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس أن اجتماع امس الاول حول دارفور أتاح الخروج بتفاهم على ''اولوية الحل السياسي''، لافتة الى تنامي ''وحدة'' المجتمع الدولي حول هذا الملف· وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ''تم الخروج بتفاهم على إعطاء الأولوية للحل السياسي تحت رعاية الوساطة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة''· وأضاف ''ينبغي الآن تطبيق خارطة الطريق (حول العملية السياسية التي بلورها الاتحاد الافريقي والامم المتحدة)، الامر الذي يستدعي جهود الجميع''· وسمى المتحدث ''السلطات السودانية والفصائل المتمردة والوسطاء واللاعبين الاقليميين''، اضافة الى ''المجتمع الدولي برمته والذي يعود اليه، في إطار مجلس الامن الدولي، أن يتخذ التدابير المناسبة بحق من يرفضون التفاوض ضمن شروط خارطة الطريق''· وتابع ماتيي أن ''هذا الاجتماع أتاح تأكيد وحدة المجتمع الدولي في جهوده لمعالجة أزمة دارفور''، لافتا الى اجتياز ''مرحلة مهمة'' على هذا الصعيد· واجتماع باريس هو الاول من نوعه منذ اندلاع الازمة في دارفور عام 2003 وشاركت فيه 18 دولة ومنظمة دولية في مقدمتها الولايات المتحدة والصين وروسيا والامم المتحدة في ظل غياب الاتحاد الافريقي والسودان· وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قد أعربت امس الاول من باريس عن املها في أن تقرن الصين التي تقيم علاقات جيدة مع السودان الاقوال ''المسؤولة'' حول دارفور ب''أفعال''· وقالت للمحطة الاولى في التلفزيون الفرنسي ''تي اف ''1 إثر مؤتمر باريس حول دارفور إن الصين ''كانت حاضرة· بدأت بالاعراب عن ضرورة التزام الخرطوم باحترام التعهدات التي قطعتها''· واضافت حسب الترجمة التي قامت بها المحطة أن ''الصين قالت بعض الاشياء وأدلت بتصريحات مسؤولة وآمل أن تعقبها بأفعال''· واوضحت ''آمل فعلا أن تفعل الحكومة الصينية ما اعلنته اي استعمال علاقاتها لحث حكومة الخرطوم للتقدم'' في هذا المجال· وكررت رايس القول أنها لا تؤيد احتمال مقاطعة الالعاب الاولمبية في بكين لممارسة ضغط على الصين· وقالت ايضا إن ''الصين دولة مسؤولة (···) ولا أعتقد أننا سنربح اي شيء في منع رياضيي العالم بأسره من التقارب بعضهم من بعض''· وكانت الدول العظمى ومن بينها الصين والولايات المتحدة وفرنسا طالبت خلال مؤتمر باريس بمضاعفة الجهود في محاولة لوضع حد للمأساة التي يعيشها إقليم دارفور· كما حذرت باريس وواشنطن الخرطوم من اي محاولة لتجميد نشر قوة سلام يفوق عديدها العشرين الف رجل في اقليم دارفور· الى ذلك اعلنت الحكومة اليابانية امس عن مساعدة جديدة عاجلة بقيمة اربعة ملايين دولار للاشخاص الذين نزحوا بسبب النزاع في دارفور ولجأوا الى تشاد وافريقيا الوسطى· واوضح المصدر أن المساعدة التي تتضمن بطانيات ومعدات لتوزيع المياه ومواد صحية عامة جاءت بناء على طلب الامم المتحدة· وقدمت الحكومة اليابانية حتى الآن مساعدات بقيمة ثمانين مليون دولار للاجئي دارفور·