السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أجنبي تحت الطلب» يهدر الميزانيات ولا يشــــــارك في المباريات!

«أجنبي تحت الطلب» يهدر الميزانيات ولا يشــــــارك في المباريات!
9 فبراير 2014 00:05
صبري علي (دبي) - بين البحث عن الأفضل لتحسين النتائج قبل الانهيار، أو الرغبة في معالجة خطأ الاختيار، وبين الأمل في تعويض لاعب مصاب بآخر يصحح المسار، أو التفكير في المستقبل والبحث عن مكاسب الاستثمار، شهد دوري الخليج العربي لكرة القدم هذا الموسم ظاهرة جديدة تخص زيادة عدد اللاعبين الأجانب بدرجة غير مسبوقة، مع لجوء العديد من الفرق إلى التبديل والتغيير في وجوه الأربعة الأجانب، ويفاضل بين الأسماء في فترتي الانتقال قبل انطلاق الموسم، وفي «الميركاتو الشتوي» الأخير لأسباب مختلفة وطموحات متباينة. ونتج عن هذه الظاهرة العديد من الملامح التي تثير الدهشة وتفرض التساؤلات الكثيرة، خاصة إذا علمنا أن 27 لاعباً أجنبيا يرتبطون بعقود مع أنديتنا في الوقت الحالي لا يشاركون في المباريات وخرجوا من القائمة رسمياً، وذلك بعد أن تم الاستقرار على «الأربعة» المسموح بهم في كل قائمة، وهو ما يعني وجود 56 لاعباً في قائمة «العاملين»، ووجود عدد آخر يقرب من نصف هذا العدد في قائمة «العاطلين»، باستثناء نجاح البعض في تسويق من خرج من الحسابات حتى لا يبقى بلا عمل يتقاضى المرتبات، وقيمة العقد دون عائد فني أو تسويقي، وذلك من خلال «الإعارة» التي أنقذت بعض المواقف. والغريب في الظاهرة هذا الموسم أن معظم الأندية لم تكتف بالتعاقد مع أربعة لاعبين، والانتظار حتى تأتي الفرصة لضم لاعب واستبعاد آخر في فترات الانتقال، لكنها فضلت وجود اللاعب الأجنبي «الاحتياطي» في القائمة إلى جانب الأربعة، ليشكل عبئاً مادياً على الأندية غير القادرة، والتي كانت ترغب في تصحيح خطأ الاختيار الأول، أو الاستفادة بلاعب بدلاً من الآخر لبعض الوقت في الظروف الصعبة، مثل الإصابات التي ضربت عدداً غير قليل من اللاعبين الأجانب هذا الموسم أيضاً، وهي وحدها ظاهرة تستحق الدراسة أيضاً بحثاً عن أسبابها وتأثيراتها. وتباينت الظاهرة بين فريق وآخر، فهناك من قام بتغيير الأجانب بشكل كامل، وهناك من قام بالتغيير الجزئي، وهناك أيضاً من أبقى على لاعبيه دون تغيير، وهم بالطبع العدد الأقل بين أندية «دورينا»، وهناك من اضطر للتغيير، من أجل تبديل لاعب مصاب، وهناك من اضطر لذلك بحثاً عن لاعب أفضل في ظل سوء النتائج، وأيضاً من حاول تفادي خطأ الاختيار الأول بعد ظهور عدم أحقية لاعب في الاستمرار، خاصة في الفرق التي قامت بتبديل مدربيها، ليأتي المدرب الجديد ويطلب استبعاد من جاء به سلفه، من أجل تقوية أدواته وتحقيق النتائج الأفضل. وأثارت هذه الحالة جدلاً كبيراً بين ما يمكن أن يكون من «رفاهية» عند الأندية التي تملك قدرات مالية كبيرة تقوم من خلالها بتبديل الأجانب دون قلق من الأعباء المالية، وبين محاولات «الإنقاذ» عند الأندية غير القادرة مادياً لدرجة «الرفاهية»، حيث كان التبديل، من أجل تصحيح أخطاء سابقة، وهو يبرز عند الأندية التي تم تغيير مجلس إدارتها، وذلك في ظل سعي الجدد لتحقيق ما فشل فيه القدامى، وذلك رغم الفشل في تسويق اللاعب الذي خرج من القائمة ليبقى عبئاً مالياً كبيراً حتى نهاية عقده مع النادي، خاصة أن بعض اللاعبين يرتبطون بعقد لأكثر من موسم واحد. مواقف مختلفة وكان الأهلي هو صاحب السبق في عمل هذه الظاهرة في مواسم سابقة ارتبط فيها بعدد من اللاعبين الأجانب خارج القائمة التي تشارك في المباريات بعد تبديل أكثر من لاعب، وظل اسم الكاميروني إيمانا مرتبطاً بـ «الفرسان» لوقت طويل، دون أن يشارك في المباريات، وأيضاً كان البوركيني أرستيد بانسي، ومن بعدهما البرتغالي كواريزما، قبل أن يأتي مواطنه هوجو فيانا ليلعب مع البرازيلي جرافيتي، ومواطنه سياو واللاعب خمينيز، الذي أصبح فلسطينياً يلعب في قائمة «الآسيوي»، وهو أحد فريقين لم يقم بأي تغيير في قائمة أجانبه خلال الانتقالات الشتوية الأخيرة. واستقر الأهلي على لاعبيه الأربعة، لكنه لم يغفل أن يكون لديه لاعب آخر، يمكن أن يكون في إطار التفكير في المستقبل، وعمل صفقة «استثمارية»، وذلك من خلال العراقي همام طارق، والذي يعتبر اللاعب الأجنبي الخامس في الأهلي حالياً، وقد يكون لاعباً أساسياً مع «الأحمر» في الموسم المقبل، وقد تتم إعارته لحين الحاجة إلى جهوده، وهو أمر يُحسب لإدارة الأهلي، خاصة بعد النجاح في إنهاء كل الأزمات السابقة مع اللاعبين الأجانب وغلق ملفاتهم، والوصول إلى أفضل 4 لاعبين يخدمون الفريق حالياً، ويسهمون مع اللاعبين المواطنين في تحقيق أفضل النتائج وتصدر الدوري. ويعتبر نادي الجزيرة أفضل من تعامل مع عملية تبديل اللاعبين الأجانب في الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن استقر على الرباعي المكون من الكوري تشين وعبدالعزيز برادة والبرازيلي جوسيلي والإكوادوري كايسيدو، حيث حل الثنائي الأخير بدلاً من البرازيلي أوليفييرا، والباراجوياني فالديز، ورغم ارتباط أوليفييرا وفالديز بتعاقد مع «الفورمولا»، نجحت عملية تسويقهما في الوقت المناسب خلال فترة الانتقالات الشتوية، ليحتفظ بالأربعة في القائمة، دون الانشغال بمصير «الفائض». ونجح الجزيرة في تسويق اللاعبين، بانتقال أوليفييرا للعب مع الوصل، على سبيل الإعارة لوجود موسم ونصف موسم في مدة عقده القديم، وأيضاً تمت عملية انتقال فالديز إلى نادي أولمبياكوس اليوناني، وهي حالة فريدة بين الأندية التي قامت بتبديل لاعبيها الأجانب، خاصة أن الفترة المتبقية في الموسم لن تشهد أي فرصة للتبديل، سواء محلياً أو آسيوياً، حيث يشارك «الفورمولا» في منافسات بطولة دوري أبطال آسيا هذا الموسم. أغرب الحالات وفي مسألة تبديل اللاعبين كان نادي الشباب، هو صاحب الحالة الأكثر غرابة في الانتقالات الشتوية، حيث كان التعاقد المبكر مع البرازيلي إيدير بعد انطلاق الموسم الحالي، دون وجود فترة للقيد، وظل اللاعب يتدرب مع الفريق حتى جاءت فترة «الميركاتو الشتوي» في يناير الماضي، فتم تغيير جنسية اللاعب البرازيلي ليحصل على الجنسية «الفلسطينية»، ليلعب بصفته آسيوياً، وتم قيده بعد ذلك بدلاً من الأوزبكي حيدروف بداعي إصابة الأخير، والذي تم تجديد التعاقد معه لمدة أخرى، ليعود حيدروف للقائمة مرة أخرى على حساب البرازيلي أديلسون. وبعد أيام قليلة كان قرار إبعاد إيدير «الآسيوي» وتسجيل البرازيلي أديلسون مجدداً، بعد أن تمت المفاضلة بين اللاعبين، والتأكد من عدم وجود الجدوى الفنية من بقاء اللاعب الجديد، والذي جاء في وقت خاطئ، ثم تم تغيير جنسيته، ولعب وخرج من القائمة في أيام قليلة خلال فترة الانتقالات الشتوية، ليبقى في قائمة «العاطلين» حتى انتهاء الموسم والبت في موقفه في ظل استمرار تعاقده مع «الجوارح»، وذلك مع وجود حيدروف وفيلانويفا وإيدجار وأديلسون في الوقت الحالي وحتى نهاية الموسم على أقل تقدير. وكانت الحالة الغريبة الثانية في العين، حيث جاء التعاقد مع الإيفواري بكاري ساري، مع وجود الثلاثي القديم الغاني أسامواه جيان والأسترالي بروسكو والروماني رادوي، ثم التعاقد مع البلجيكي ياسين الغناسي، وجاء وقت المفاضلة بين القديم والجديد «متأخراً»، وفضل الإسباني كيكي فلوريس مدرب الفريق الإبقاء على رادوي الذي كان مرشحاً للخروج، مع قيد الغناسي فقط، ليبقى بكاري ساري خارج القائمة بعد التعاقد معه، ودون وجود فرصة لتسويقه في مكان آخر حتى نهاية الموسم، ومعه المعاران البرازيلي باستوس والفرنسي كيمبو إيكوكو. ولكن يبقى بكاري ساري الآن أحد اللاعبين المتعاقدين غير العاملين، وهو يثير التساؤل عن الهدف من التعاقد معه، وهل تم اكتشاف تفوق رادوي عليه بعد حضور اللاعب وتوقيع العقد، أم أن هناك سبباً آخر أبقى على رادوي دون مغامرة مع لاعب جديد في وقت ضيق، خاصة أن «الزعيم» خاض مباريات صعبة ومهمة في الدوري وكأس رئيس الدولة في وقت ضيق، لم يكن ليسمح بالتجربة أو التضحية بلاعب مؤثر في مباريات حاسمة. والحالة الثالثة تخص نادي الإمارات، والذي تعاقد مع البرازيلي وإنديرلي ليكمل قائمة «السامبا» بوجود الثلاثي لويس هنريكي ورودريجو الذي يلعب بجنسية تيمور الشرقية كآسيوي، وتفضيل هيريرا على جايير في الليلة الأخيرة أو اللحظات الأخيرة قبل غلق باب القيد والاستبدال، وذلك رغم خروج هيريرا في بداية فترة القيد الشتوي، من أجل قيد وانديرلي، ثم تغيرت القناعات خلال أيام قليلة، وعاد الأرجنتيني هيريرا، وخرج البرازيلي جايير، وهو لا يزال مرتبطا بعقد مع «الصقور»، وسيظل حتى نهاية الموسم لحسم أمره بعد تأخر حسم أمره لتضيع فرصة التحاقه بفريق آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©